الإختناقات تنعش بضائع الجوالين والأشارات المرورية تتحول إلى أسواق مربحة

بغداد- محمد الصالحي

انعش رفع الاستعدادات الامنية بعد سلسلة التفحيرات التي ضربت بغداد والمحافظات الاسبوع الماضي سوق الباعة الجوالين قرب الاشارات المرورية في الساحات والشوارع وستكلف تلك الاختناقات سوقا رائجا لبضاعة هؤلاء الباعة لتصريفها على طوابير السيارات المتوقفة عند نقاط التفتيش والعلامات المرورية تجسيدا لمقولة (مصائب قوم عند قوم فوائد).

وقال مدير اعلام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية علي الواسطي لـ(الزمان) ان امس (الوزراة غير مسؤولة عن هذه الحالة وان المسؤولية تقع على عاتق امانة بغداد  والبلديات وان قانون الضمان الاجتماعي لا يشملهم بل يشمل النساء المطلقات والارامل وفئة الرجال غير القادرين  على العمل والمعاقين وكبار السن).

واضاف ان (الوزارة مهمتها الاساس توزيع الوظائف وليس ايجاد وظائف كما يظن الاخرون وهي تساعد العاطلين من طريق القروض التي تقدمها لهم استطلت (الزمان) مع بعض الباعة الجوالين اواضاعهم فقال ابو علي اب لثلاثة اطفال (اعمل في احد المعامل الخاصة الا ان الظروف قد تغيرت وانهت بشكل نهائي هذا العمل  بسبب دخول البضائع المستوردة).

واضاف (اما اليوم لم اجد الا بيع بعض انواع السكائر عند احد التقاطعات)، وتابع ابو علي ان (الاختناقات المرورية تضاعف بيع للسكائر حيث يزداد محصولي اليومي).

اما حسام خريج الدراسة الاعدادية فلم يجد العمل الا في بيع الماء وسط الازدحامات.

وقال لـ(الزمان) امس (مارست هذا العمل منذ تركي للدراسة بسبب ظروف العيش لاسرتي التي اجبرتني على بيع الماء).

واشار الى ان (المكسب اليومي لا يتجاوز 7 آلاف دينار  الا انه بعد التشديد الامني عند نقاط التفتيش صرت اجني اكثر من 25 الف دينار برغم انا في شهر رمضان).

الا ان الصورة التي يحملها الباعة الجوالون اختلفت عند المواطنين الذين تحدثوا لـ(الزمان).

سعيد قاسم بدوره قال ان (الازدحامات المرورية هي نقمة على المواطن ورحمة على الباعة الجوالين).

واضاف ان (اسوأ ما امر به ان انظر في الشارع تحت رحمة اللهيب الحارق الا ان وجود الماء الذي يبيعه  الجوالين يخفف علينا الحر عندما نغسل وجوهنا).

واكد ناصر الذي  دائما ما يستقل عجلة الكيا للوصول الى منزله ان هذه الاختناقات (تعيل عوائل). وقال لـ(الزمان) امس ان (هذه الاختناقات برغم المضايقات الشديدة الا انها توفر عيشاً للكثير من الاسر المحرومة).

واضاف ان (على الحكومة ان تعرف  كيف يعيش المواطن بدلا من الانشغال بازماتها وفسادها).

مشاركة