لغة الأصفار تسيّطر على نتائج المجموعة الثانية لكأس غرب آسيا
الأولمبي يظهر عاجزاً أمام السلطنة ويدخل بإرادته حسابات القرعة
الدوحة -عمـار سـاطع
موفد الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية
بإصرار غريب، ادخل لاعبو منتخبنا الاولمبي العراقي لكرة القدم انفسهم في حسابات معقدة كانوا في غنىً عنهى بعدما ظهروا بحالة فنية سيئة وغير متوقعة امام منافسيهم من المنتخب العُماني في لقاء الثلاثاء الذي جمعها بختام مباريات المجموعة الثانية، او من اطلق عليها بمجموعة (الاصفار) اثر التعادلات السلبية التي خرجت بها مباريات المجموعة بين عُمان والبحرين والبحرين والعراق والعراق وعُمان.. وهي النتيجة التي ارجأت اعلان بطل المجموعة ومن ثم المتأهل الى الدور قبل النهائي لمنافسات النسخة الثامنة لبطولة غرب آسيا الجارية حوادثها في العاصمة القطرية الدوحة.
وخلافا لكل التوقعات التي كانت ترشح العراق لكسب نتيجة مباراة عُمان التي جرت في ملعب جاسم بن حمد في نادي السد الرياضي، والتي صبت لصالح فريقنا والتربع على قمة المجموعة دون الدخول في دهاليز القرعة التي ربما تمنح الفريق الضعيف فرصة بلوغ ذلك الدور وتبعد القوي منها، فإن القرعة، التي كان من المفترض ان تجرى عقب مباراة العراق وعُمان وتضم البحرين (الضلع الثالث المكمل للمجموعة)، ارجأت القرعة الى يوم امس الاربعاء بعد مباراة الكويت والاردن بختام المجموعة الثالثة، تحسبا لامور تتعلق بنتيجة المباراة نفسها وعدد الفرق التي تتأهل من المجموعة الثانية او الثالثة.
وبالعودة الى ما اصاب فريقنا امام عُمان فأن الحق يقال إن لاعبينا كانوا في وضع يرثى له وبعيدين كل البعد عن حجم المسؤولية الملاقاة على عاتقهم في مهمتهم الاقليمية الكروية هذه وكانوا بحاجة ماسة الى صعقة كهربائية تنهي الخمول واللامبالاة التي ضرب خطوط الفريق دفاعا ووسطا وحتى هجوما.!
وكان من المفترض ان يكون عناصر فريقنا امام حال تحدٍ حقيقي مع انفسهم اولا وامام المنافس العُماني، وهو الاضعف حتى الان في البطولة، من اجل تسجيل شيء للكرة العراقية التي لم تغب عن المواقع الاربعة الاولى في النسخ الماضية آبان مشاركاته الست الماضية.. فعانى الفريق كثيرا قبل ان يخرج دون ان يتمكن من تحقيق ادنى طموحاته فخرج متعادلا بلا اهداف وهي نتيجة قد تضع العراق خارج البطولة وفقا لحسابات القرعة التي جرت في ساعة متأخرة من مساء أمس الاربعاء، والتي عقبت اعداد هذه الرسالة الصحفية بساعات.
تشكيلتنا وطريقة اللعب
لم تختلف تشكيلتنا امام عُمان، عن تلك التي خاضت مباراة البحرين الاولى، بإستثناء دخول ضرغام اسماعيل كلاعب اساس بدلا عن احمد فاضل، فلعب جلال حسن لحراسة المرمى ووليد سالم وعلي فائز ومصطفى ناظم وعلي بهجت لخط الدفاع وامجد كلف وسعد عبد الامير وسيف سلمان ومهدي كامل وضرغام اسماعيل لخط الوسط ومهند عبد الرحيم لخط الهجوم.. وهو ما يعني ان طريقة اللعب كانت 4 لاعبين للدفاع واثنان كلاعبين ارتكاز في منطقة الوسط وامامم لاعب واحد واثنان الى الجانبين وفي المقدمة مهاجم واحد.
مباراة بلا روح ، بلا حماسة !
افتقر فريقنا الاولمبي الى الروح القتالية التي كانت من المفترض السمة الابرز، ولاسيما ان التركيز كان الى الجانب الدفاعي اكثر مما هو الى الشق الهجومي.. وكان الاداء بحذر شديد الى جانب التعامل مع الهجمات باسلوب وهو ما وفر على الفريق العُماني التعامل بطريقة مثلى في افشل الطلعات الهجومية العراقية التي ركزت على الكرات الطويلة واللعب الى الاطراف والتي لم تشكل عامل ضغط على الدفاع العُماني.. في وقت كان الفريق العراقي يحصل على الكرة بصعوبة، لكنه يفقدها بسهولة كبيرة وبإرادة لاعبينا الذين افتقروا الى التوازن الفني الذي يجعلهم غير مؤثرين في الكرات على مرمى الحارس العُماني.!
فرصنا على مدار الشوطين !
اول الفرص العراقية كانت في مطلع الدقيقة الخامسة لسعد عبد الامير الذي سدد كرة قوية ذهبت بعيده فوق عارضة المرمى العماني.. اتبعه امجد كلف بتسديدة ارضية امام منطقة قوس الجزاء ذهبت من جانب القائم الايمن للفريق العماني وذلك في الدقيقة السادسة.. وغابت الهجمات العراقية المؤثرة بعد ذلك بعد ان هبط مستوى ايقاع اللعب.. وفي الشوط الثاني كانت الكرة الثنائية المشتركة بين مهدي كامل ومهند عبد الرحيم هي الابرز لفريقنا وذلك في الدقيقة 47 من عمر اللقاء لعبها مهدي بطريقة غير مؤثرة امسكها الحارس العُماني، ابرز لاعبي المباراة.
وفي الدقيقة 51 لعب سيف سلمان كرة جميلة ابتعدت عن قائم المرمى العُماني بقليل على يسار الحارس، واستثمر ضرغام اسماعيل كرة جانبية اخطأ المدافع العُماني من ابعدها مع زميله الاخر ليخطفها ضرغام ويمررها الى مهدي كامل على طبق من ذهب، بيد ان الاخير تعامل بإستهتار غريب وبلا اي حس فني الى الحارس العماني وذلك في الدقيقة 56.
واذا كانت الفريق العراقي قد اهدر الفرص، فإن حارس المرمى جلال حسن انقذ مرماه من هدف عُماني محقق في الدقيقة 58، بيد ان قائم المرمى العراقي وقف حائلا دون تحقيق العُماني لهدف في الدقيقة 78 بعد ان رد القائم الكرة العُمانية الهائلة والتي دوى صداها ارجاء الملعب، وسط مراقبة للحارس جلال حسن للكرة.. في وقت لم تؤثر كرة سعد عبد الامير في الدقيقة 80 على النتيجة بعدما ذهب بعيدة عن مرمى الكاسبي.
بدلاء مطنش .. داء بلا دواء !
وحينما نعرج الى المشاكل الفنية التي شخصها مدرب المنتخب الاولمبي هادي مطنش في مباراة عُمان امس الاول، فإن خطوط الفريق اصيب بشلل تام نتيجة قلة الاعداد وعدم وصول اللاعبين الى اللياقة البدنية التاملة، وافتقار اللاعبين الى التركيز في ساحة الفريق المنافس، فإن التصحيح لم يكن موفقا حتى في في البدلاء الذين كانوا داءا على فريقنا، بل وربما حملا اضافيا ثقيلا على خطوطنا في منطقة وسط الميدان.. فكان جواد كاظم بديل ضرغام، سيئا من حيث الناحية الفنية ولم يكن في حالته الطبيعية، بل وانه زاد من الطين بلة بعد ان كان خارج اجواء اللقاء ويغرد خارج السرب.. وهو ما ينسحب ايضا على احمد فاضل الذي كان ثقيلا على اجواء اللقاء من لحظة دخوله الى ارض الملعب بعدما دخل بديلا لمهدي كامل.. ومن ثم اهدرت فرصة تصحيح الاخطاء الفنية بإخطاء فنية جديدة.!
كسبنا القرعة بعدما ضاع الهدف!
واذا ما تطرقنا الى التعادل السلبي الذي تكرر مجددا وهذه المرة امام عُمان، فأن الحق يقال هو ان فريقنا كسب القرعة التي ابقتنا في اجواء المنافسات بإنتظار ما ستسفر عنه النتيجة في ساعة متأخرة من مساء يوم امس الاربعاء، لكن الواقع يحتم علينا بإمر وهو ان فريقنا بحاجة الى معالجات فنية سريعة في ظل ما تابعناه من مستوى واداء في لقائي البحرين وعُمان، مع التأكيد على امر مهم جدا، وهو ان المهاجم الواحد لم يمنحنا حق التواجد بين كبار المتأهلين من فرق في البطولة، بعد ان ضمن منتخبا قطر والكويت التواجد فيها.. بإنتظار ما ستــــــسفر عنه نتيجة مباراة الكويت والاردن ومن ثم اسم المتأهلين من مجموعتنا.!