الأورغواي تضرب إنكلترا بثنائية وتضعها على حافة السقوط

 سواريز يقدم أوراق إعتماده كأفضل مهاجمي العالم

 

الأورغواي تضرب إنكلترا بثنائية وتضعها على حافة السقوط

 

{ مدن – رويترز: أحرز لويس سواريز هدفين أحدهما قرب النهاية ليقود اوروغواي للفوز 2-1 على انكلترا في المجموعة الرابعة بنهائيات كأس العالم لكرة القدم بالبرازيل يوم اول امس الخميس لتضع الاسود الثلاثة على حافة الخروج من المونديال حيث يخضع وضعه الى نتائج الفرق الاخرى بعد ان ضاقت فرصته بشكل كبير .

 

واستلم سواريز الكرة وانفرد بالحارس جو هارت وسدد كرة قوية داخل المرمى محرزا هدف الفوز قبل خمس دقائق من نهاية اللقاء.

 

وكان سواريز تقدم بهدف لاوروغواي بعد أن قابل برأسه كرة عرضية من ادينسون كافاني ووضعها على يمين هارت ببراعة في الدقيقة 39.

 

حلم سواريز

 

وقال سواريز باكيا للتلفزيون البرازيلي “كنت أحلم بذلك. أستمتع بهذه اللحظة بعد كل الانتقادات التي تعرضت لها.”

 

وأدرك وين روني التعادل لانكلترا قبل 15 دقيقة من نهاية المباراة بعدما حول تمريرة من جلين جونسون إلى داخل المرمى من مدى قريب وأحرز هدفه الأول على الإطلاق في كأس العالم. وأنعشت اوروغواي بذلك آمالها في التأهل إلى الدور الثاني بعد أن رفعت رصيدها إلى ثلاث نقاط في المركز الثالث بالمجموعة متأخرة بفارق الأهداف عن منتخبي ايطاليا وكوستاريكا. وبقيت انكلترا – التي خسرت 2-1 أمام ايطاليا في الجولة الأولى – بلا رصيد من النقاط وتقلصت آمالها بشدة في التقدم بالمسابقة. أما ايطاليا التي لعبت مع كوستاريكا أمس الجمعة وسيتأكد خروج انكلترا من المسابقة إذا انتهت هذه المباراة بالتعادل. وقال روي هودجسون مدرب انكلترا “الهدف الثاني جاء من خطأ دفاعي من جانبنا. دخلنا البطولة بآمال كبيرة لكن ذلك لم يتحول إلى واقع. أشعر بحزن كبير جدا.”

 

وبعد بداية متوسطة للمباراة سدد روني – الذي شارك في دور هجومي أكبر من دوره أمام ايطاليا – ركلة حرة مرت تماما بجوار قائم الحارس فرناندو موسليرا في الدقيقة العاشرة.

 

واقترب روني بشكل أكبر من التسجيل بعد مرور نصف ساعة من اللعب عندما قابل ركلة حرة نفذها ستيفن جيرارد ووضع الكرة برأسه في إطار المرمى من مدى قريب.

 

وفي الوقت الذي كانت الجماهير الانكليزية تطلق فيه صيحات الاستهجان عندما يلمس سواريز الكرة تمكن اللاعب من الرد بقوة. وبعد هجمة مرتدة سريعة أرسل كافاني الكرة نحو سواريز الذي ارتقى لها قبل جاجيلكا ووضعها برأسه في المرمى.

 

وكان سواريز قد خضع لجراحة في الركبة الشهر الماضي ولم يلعب المباراة الأولى لبلاده التي انتهت بالخسارة 3-1 أمام كوستاريكا قبل أن يشارك بدلا من المخضرم دييجو فورلان.

 

وبدأت اوروغواي الشوط الثاني بالهجوم وانفرد كافاني من ناحية اليسار لكنه سدد الكرة خارج المرمى ليهدر فرصة خطيرة.

 

وبدأت انكلترا تعود إلى أجواء المباراة بشكل تدريجي بفضل نشاط روني الذي استغل تمريرة من ليتون بينز وأطلق تسديدة قوية ردها الحارس موسليرا في الدقيقة 55.

 

وفي الوقت الذي بدا فيه أن روني لن يسجل أبدا في كأس العالم استقبل مهاجم مانشستر يونايتد تمريرة من جونسون وحولها في المرمى.

 

وأخفق جيرارد في التعامل مع تمريرة طويلة من موسليرا ليضعها برأسه بطريق الخطأ في طريق زميله في ليفربول سواريز الذي انفرد بالمرمى رغم محاولة جاري كاهيل اللحاق به وسدد بقوة في المرمى.

 

وضغطت انكلترا في الدقائق الأخيرة من أجل إدراك التعادل لكن الدفاع القوي لاوروغواي حافظ على التقدم حتى النهاية. وقال كافاني “أدينا عملا رائعا وبمشاركة كل اللاعبين. لعبنا بجدية منذ الدقيقة الأولى وهذا ما منحنا الانتصار

 

قناص الشباك

 

قدم لويس سواريز أوراق اعتماده للمنافسة على لقب أفضل لاعب في العالم بهدفيه في انتصار اوروغواي 2-1 على انكلترا وهو العائد من الإصابة ليلحق أذى فوريا بتشكيلة المدرب روي هودجسون. وربما امتلك كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي مهارات أفضل لكن حين يتعلق الأمر بالأكثر فعالية في المباريات والأكثر قدرة على هز الشباك فسيكون اسم سواريز بلا شك حاضرا في القائمة.

 

وكان غريبا قبل المباراة أن يتحدى هودجسون سواريز بأن يثبت أنه يستحق التصنيف “كلاعب عالمي.”

 

وقال المدرب الانكليزي الذي لابد وأنه يشعر الآن بأنه كان يطلب لنفسه المشاكل بهذا التقدير “أعتقد أنه سيستحق هذا التصنيف حين يتألق في هذه المرحلة على وجه التحديد.”

 

كانت هذه في الحقيقة وجهة نظر غريبة بالنظر للمستوى الذي قدمه سواريز مع اوروغواي حين قادها لقبل النهائي في كأس العالم بجنوب افريقيا 2010 حين سجل ثلاثة أهداف في النهائيات.

 

لكن هذه الإحصاءات لا تنصف سواريز ومساهماته مع الفريق ولا تعكس تقديرا حقيقيا لقدراته.

 

فاللاعب الهداف ليس مجرد جلاد في منطقة الجزاء رغم أنه يقوم بهذا الدور أفضل من الجميع.. لكنه أيضا قادر على التسجيل من مدى بعيد وبقوة وبدقة وبكلتا قدميه وبرأسه أيضا ويلعب وكله ثقة وتماسك.

 

وسواريز هو نقطة الالتقاء سواء في هجوم ناديه ليفربول أو منتخب بلاده لكن اللاعب السابق لاياكس امستردام يتجاوز بكثير أن يكون مهاجما عاديا إذ يتحرك ليشغل مراكز خارج منطقة الجزاء ويقوم أحيانا بدور المهاجم المتأخر. وكتب مايكل أوين مهاجم ليفربول وانكلترا السابق قائلا “لقد نضج سواريز ليمثل الصورة الحقيقة للمهاجم العصري.”

 

وأضاف “إنه يحقق ما تتمناه الفرق الكبرى في المهاجمين ولا يكتفي بدور المهاجم التقليدي. يجب أن تلعب بمرونة أكبر لتظل في هذا المستوى العالي. يسجل جميع أنواع الأهداف ومن أي مسافة.” وتابع في عموده بصحيفة تيليغراف “ضع كل هذا معا وسيصبح لديك أكثر مهاجمي العالم اكتمالا. لا يوجد في العالم من هو أفضل من سواريز في هذا المركز.”

 

ولن ينسى هدفه الأول أمام الانكليز بضربة رأس في الشوط الأول ولا الهدف الثاني بتسديدة قريبة المدى في الشوط الثاني ضمن قائمة أفضل أهداف سواريز.

 

وانسل سواريز ليفلت من رقابة فيل جاجيلكا كنشال يهرب من مسرح الجريمة قبل أن يلتقى تمريرة عرضية متقنة من ادينسون كافاني ويخدع بضربة الرأس جو هارت ويفتتح التسجيل.

 

وللمرة الثانية ركض سواريز وراء تمريرة أخرى فشل الدفاع الانكليزي في التعامل معها ليسدد الكرة بقوة في الشباك. ولم يكن سواريز حتى لائقا تماما للعب بعدما غاب عن المباراة الأولى لاوروغواي التي خسرتها أمام اوروغواي بسبب جراحة في الركبة الشهر الماضي لكن سواريز وإن كانت حالته جيدة بنسبة 70 بالمئة فقط كان قادرا على زلزلة الدفاع الانكليزي.

 

وسواريز هو هداف الدوري الانكليزي الممتاز الموسم الماضي برصيد 31 هدفا مع ليفربول وهو رقم يتجاوز بعشرة أهداف أقرب ملاحقيه رغم أنه غاب عن أول ست مباريات في الموسم بسبب الإيقاف. كما احتل المركز الثاني في قائمة صناع الأهداف في الدوري.

 

مشاركة