الأم .. أمان الدنيا وجنة الآخرة – خالد السلامي
قد لايعرف قيمة الام الا من فقدها مبكرا ولم يغترف مايرويه من حنانها وعطفها ورعايتها. ولكنه بالتأكيد كان يرى كل ذلك واكثر في عيون من لايزال يلتجئ الى حضن امه من اصحابه واقاربه فيفرح لهم بقدر حزنه وألمه الناتج عن فقدانه لامه قبل ان يتذوق كل ذلك العز الذي يتمتع به اصدقاؤه وهم يضعون رؤوسهم على صدور امهاتهم عندما يضايقهم الزمن وتؤلمهم المحن فتغدق عليهم من رحيق الامومة وعطائها ماينسيه كل تعب الزمان واوجاعه وهمومه ، فذلك شعور قد لا تستطيع كل خطب الخطباء ولا مَلَكات الشعراء ولا الحان واصوات الغناء ولا كتب البلغاء ان تعطيه الوصف الذي يفيه حقه
فالام كنز لايعرف قيمته الا من فقده فهي التي جعل الله الجنة تحت اقدامها وهي التي قال عنها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم رغم انف من ادرك والديه او أحدهما ولم يدخل بهما الجنة وهي احد الوالدين الذي خصهما نبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام في الحديث اعلاه فهي بابنا الى الجنة في الآخرة وهي مأوانا وملاذنا الامن في الدنيا .
لذا فلكل من لايزال يتمتع بنعمة وجود امه عليه ان لا يفرط بدقيقة من اجل كسب رضاها فهذا الرضا هو من اهم طرق رضا الله سبحانه وتعالى ولمن خسر هذه النعمة فلايترك دقيقة تمر دون الدعاء لامه فهو سبيل رضا الله عليها وغفرانه لها.
