الأمطار تعيد الأمل لسكّان الجنوب بإنعاش الأهوار

زيادة مساحات زراعة الحنطة والشعير مع تحسّن واقع الري

الأمطار تعيد الأمل لسكّان الجنوب بإنعاش الأهوار

بغداد – ابتهال العربي

الناصرية – باسم الركابي

يتوقع مركز إنعاش الأهوار٬ أن تسهم موجات الأمطار في تحسين واقع المياه والزراعة، مع بدء ارتفاع منسوب مياه الأهوار تدريجياً، بما يعزز الآمال بإنعاش البيئة الطبيعية ودعم النشاط الزراعي في مناطق الأهوار.

وقال مدير المركز، عدنان الموسوي، في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (الخزين الاستراتيجي للمياه في السدود والخزانات وصل الى أدنى مستوياته، ما جعل الوضع المائي حرجاً جداً)٬ مبيناً ان (الأمطار والسيول الأخيرة تمثل بارقة أمل لتحسين الواقع المائي في البلاد)٬

توجيه السيول

 وأوضح الموسوي ان (السيول القادمة من أعالي الخزانات تقوم وزارة الموارد المائية بتوجيهها الى السدود والخزانات لغرض تأمين خزين استراتيجي، فيما سيتم تصريف الفائض باتجاه نهري دجلة والفرات، ما يؤدي لوصول المياه الى مناطق الأهوار وانتعاشها تدريجياً)، لافتاً إلى أن (الأهوار تعاني حالياً من الجفاف، سواء في المسالك المائية التي جرى تطهيرها من قبل مركز إنعاش الأهوار أو في البرك العميقة والمنخفضة، إلا ان هذه المواقع أسهمت بشكل كبير في استمرار النشاط السياحي، رغم قلة الإيرادات المائية وشح المياه)، وأضاف ان (المسالك المائية التي تم تطهيرها خلال السنوات الماضية لها دوراً واضحاً في عدم توقف السياحة في مناطق الأهوار، إذ لا تزال قبلة للمجموعات السياحية من داخل العراق وخارجه)، مؤكداً ان (عملية غمر الأهوار تتم بشكل تدريجي مع ارتفاع المناسيب)، وتابع الموسوي ان (الجداول والمشاريع المائية حالياً شبه فارغة، باستثناء المجاري الرئيسة، ما يتطلب وقتاً لاستيعاب المياه القادمة)، على حد قوله، وذكر ان (وزارة الموارد في حالة استنفار، لضمان توزيع المياه بشكل متوازن ومنع احتجازها في منطقة واحدة، تفادياً لحدوث فيضانات أو غرق المناطق السكنية).

واسهمت موجة الأمطار٬ بتعزيز الخزين المائي٬ وإنعاش الأهوار الجنوبية٬ وفقاً للوزارة.  وذكر بيان لها امس انه (تم الاستفادة من مياه الأمطار التي تساقطت خلال الأيام الماضية٬ اذ جرى تخزينها في منظومات السيطرة الخزنية، وزيادة المخزون المائي بنسبة بلغت 200مليون متر مكعب توزعت بين السدود والخزانات وخزان بحيرة الثرثار.

 وأضاف البيان ان (هذه الأمطار أمنت رية كاملة لجميع الأراضي الزراعية والمحاصيل والبساتين، كما أنتعشت الخزين المائي في مناطق الأهوار بشكل واضح، كالجبايش والأهوار الوسطى ومنطقة أبو خصاف في هور الحويزة)، لافتاً الى (الاستمرار في تطوير البنية التحتية للمياه، وزيادة كفاءة استخدامها لمواجهة أي نقص محتمل، ضمن استراتيجية شاملة لتحسين إدارة الموارد المائية، وتعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية).

وارتفع خزين المياه في السدود٬ لأكثر من 700 مليون متر مكعب، بعد موجة الامطار والسيول التي شهدها العراق٬ بحسب وزارة الموارد المائية. التي اشارت في بيان تلقته (الزمان) امس الى (ارتفاع الخزين المائي الى اكثر من 700 مليون متر مكعب، وذلك يعد مؤشراً جيداً لتعزيز المياه)٬ مؤكدة انها (اتخذت سلسلة إجراءات وصفتها بالناجحة٬ لإدارة الواردات المائية الأخيرة، والتي أسفرت عن تحقيق منافع كبيرة، تمثلت برفع الخزين في السدود الى أكثر من 700 مليون متر مكعب٬ بفضل الأمطار الغزيرة والمتوسطة التي شهدتها مختلف المحافظات وتغذية بحيرة الثرثار بأكثر من 200 مليون متر مكعب، بعد انقطاع التغذية لعدة مواسم)٬

وأضافت انها (تعمل على دعم مناطق الأهوار وزيادة نسب الإغمار، فضلاً عن تحسين بيئة شط العرب ودفع اللسان الملحي٬ عبر توجيه كميات مسيطر منها، إلى جانب تأمين الاحتياجات المائية للري الموسم الشتوي الجاري في معظم المحافظات، لدعم الإنتاج الزراعي)٬

تخفيض كميات

وأوضح البيان ان (الأمطار والسيول الأخيرة ساهمت بتخفيض الكميات المطلقة من السدود والخزانات٬ وذلك يرفد بشكل واضح الخزين المائي وإطالته٬ رغم أن الواردات تشكل تعويضاً محدوداً للفراغ الكبير الناجم عن مواسم الشح المتتالية)٬ لافتاً الى ان (الأرقام والبيانات التي نشرتها وسائل الاعلام٬ قابلة للزيادة٬ مع استمرار تأثير المنخفض الجوي وتدفق السيول). على صعيد متصل وضعت وزارة الزراعة، خطة لزيادة المساحات المزروعة من الحنطة والشعير، ضمن خطط استثمار الأمطار، مشيرة الى أن ارتفاع معدلات الأمطار ساهم بتوفير رية كاملة للمحاصيل المزروعة. وقال وكيل وزارة الزراعة، مهدي سهر الجبوري، في تصريح امس ان (جميع المحافظات شهدت خلال الأيام الماضية ارتفاع معدلات تساقط الأمطار، ما أدى الى توفير رية كاملة للمحاصيل المزروعة، لاسيما الحنطة والشعير)، مبيناً ان (الأمطار الغزيرة أدت الى زيادة مناسيب دجلة والفرات، ورفعت مستوى الخزين المائي للخزانات والسدود للنهرين)، ودعا الجبوري، المزارعين إلى (العمل على تهيئة وزراعة محصولي الحنطة والشعير العلفي، واستثمار الأمطار في زيادة المساحات المزروعة، عبر الاعتماد على منظومات الري الحديثة المدعومة، من اجل استدامة عملية الري، وزرعة المحاصيل كافة في مواسمها المحددة)