الأمريكيون من المريخ
لا زالت امريكا غائصة في وحول التأريخ دائبة على مزاولة القوة في عالم هوبز الفوضوي غير مؤمنين بسلام كانط الأبدي ولا تعول في سياستها على الحوار والمفاوضات والقوانين الدولية حيث طموحاتها الامبريالية تعتمد على أمتلاك القدرة العسكرية واستخدامها تحت عدة ذرائع منها نشر الديمقراطية وحقوق الانسان .. كيف لا, وأمريكا تسودها ثقافة الموت وتأريخها يكاد يخلو من البياض حيث قامت بأبشع الجرائم في تأريخ الانسانية كالحرب الجرثومية ضد الهنود الحمر لنشر الجدري بينهم وغيرها الكثير الكثير واخرها مجازرهم في العراق وافغانستان .. لذلك مزاجها الحرب ليس الا نتاجا طبيعيا لمجتمع تسوده الجريمة ..
ترى أمريكا العالم قسمين الخير والشر والاصدقاء والاعداء فأن لم تكن صديقاً مؤكدا فأنت عدو , فتعمد عموما الى اعتماد سياسة القسر بدلا من الاقناع ومرجحين كفة العصا على المفاوضات ويتبنون الاحادية في الشؤون الدولية كما أنهم أقل استعدادا للعمل بالتعاون مع الدول الاخرى لتحقيق اهداف مشتركة واكثر استعدادا للتحرك خارج نطاق شباك القانون الدولي عندما يجدون ذلك ضروريا او حتى مفيد وحسب ..
فيعتقد بعض المراقبين للسياسات الامريكية منذ ثلاثة قرون مضت انهم اطلعوا على كتابات فاتل (مفكر سويسري) في القرن الثامن عشر الف كتاب قانون الامم (ان القوة والضعف في القانون الدولي لا يساويان شيئا) فأي قزم يساوي عملاق وهذا لا يروق لأمريكا المتغطرسة التي تتبنى سياسة الهيمنة العالمية… فهم يملكون قوة عسكرية عظيمة فتجدهم يعتبرون القوة اداة مجدية في العلاقات الدولية من نظرائهم الذين يتمتعون بقوة عسكرية اصغر فيعول القوي على القوة أكثر مما ينبغي له ان يفعل فأحد النقاد البريطانيين لنزوع امريكا الى العمل العسكري يذكر بالمثل الذي يقول (ما ا تملك المطرقة حتى تبدو جميع المشكلات شبيهة بالمسامير) اما الدول التي لا تمتلك تلم القوة فتواجه خطر معاكس حين لا تملك مطرقة فلا تريد لأي شيء ان يبدو شبيها بالمسمار . فبسبب سياسة المطرقة هذه جعل البعض يعتقد ان الامريكيين قادمون من كوكب المريخ (مارس/ اله الحرب)
ولاء الغرابي