الأمريكان ضرورة لبقاء النظام بالعراق – بسام كريم المياحي

بسام كريم المياحي

من الطبيعي أن تحافظ كل مجموعة أو نظام حاكم على البقاء في الحكم  والهيمنة على الجغرافيا التي يحكمونها ويتمتعون بخيراتها.

وهنالك أساليب متعددة للحكم والبقاء …

كما يوجد اشكال متعددة للحكم ايضا كالدكتاتورية والاوليجاريشيا والديمقراطية والثيوقراطية وغيرها من أنظمة الحكم.

يوجد طرق وأدوات متعددة من أساليب وطرق حماية الحكم والطبقة الحاكمة وبقائها المتنفذ الوحيد في إدارة البلد.

وكذلك لابد من حصول بعض الأزمات الخلافات والاختلافات بين أقطاب الطبقة الحاكمة وبينها وبين دوائرها وجمهورها والقوة التي تعتمد عليها لتحمي نظامها.

فمثل هذه الأزمات واردة جدا وتعتبر ضمن الحدود الطبيعية.

وكذلك الكذب والتدليس على الجمهور يكون واردا جدا في مثل هكذا حالات من الحكم وتتخلله أساليب مستحدثة من المواربة والمناورة والتورية ورمي الخصوم بما يقترفه النظام الحاكم من رزايا وانحطاط وفضائح.

وفي أزمة كالتي يعيشها الان النظام في العراق مع الامريكان والضغوط السياسية والشعبية المتزايدة ضد الامريكان و تواجدهم فلابد للنظام من اللجوء الى الحيلة والمؤامرة للحفاظ على بقاء القوات الأمريكية وعدم مغادرتها البلاد مع إيهام الجميع على أنهم خرجوا ولم ولن يعودوا.

أو أنهم خرجوا وعادوا لظروف قاهرة.

أو أنهم اخرجوا ولم يبق لهم وجود يذكر إلا بعض المستشارين المحدودي العدد والصلاحيات والحركة.

وبعد هدوء الأوضاع العامة وضرب المعارضين وإسكات الاصوات المطالبة بذلك وتغيير اتجاه البوصلة يصار إلى إعادة انتشار وزيادة عديد القوات وتمركزها وبطريقة وآلية تتناسب مع الظرف الجديد مع بقاء المرتكزات الأساسية للاتفاقيات السابقة وتعزيزها وتقويتها بنفس الوقت ولا وجود لفكرة الجلاء النهائي القاطع.

أو يتم العمل على إخراج جزء منهم وحسب جدول زمني ثم اعلان انسحابهم الكامل وتأخير جزء آخر إلى حين استحداث أزمة مفتعلة أو تطور خطير وقضية كبيرة مفتعلة يصار من خلالها إلى إعلان الحاجة الماسة والكبيرة لتواجد قوات دعم حقيقية وضمن اتفاقية الحزام الاستراتيجية لعودتهم وحماية البلد ومصالحه من عدو ضبابي وغير واضح المعالم ويصعب التكهن بقوته وأماكن تواجده ونواياه ووقت هجومه المحتمل ويسبق ذلك عاصفة إعلامية مسبوقة بدعاية عن ذلك العدو الغاشم والوحش الكاسر وتسلسله غير الواضح وإمكاناته المهولة ليتسنى لهم ادخال ما يمكن إدخاله من القوات الأمريكية وفي النهاية الطمأنينة على بقاء النظام واستقراره.

إذا تذكرنا الأساليب الماضية التي استدعت تدخل الامريكان وحلفائهم والاعتماد عليهم في إسقاط النظام الدكتاتوري مرة ومن أجل حماية الديمقراطية مرة ومن أجل القضاء على المليشيات وحماية الأمن العام مرة وغيرها من الطرق والحيثيات التي يُستدعى فيها الامريكان وتثبيت وجودهم والتسابق لأرضاء سفرائهم وبناء متلازمة عجيبة من الحكم والتدخلات الخارجية ومتلازمة الحكم والوجود الأمريكي وضرورة بقائه.

مشاركة