الأكراد ما بين الإستقلال والإستغلال

الأكراد ما بين الإستقلال والإستغلال

العراق حاله كحال العديد من دول العالم التي تتمتع بخصوبة التنوع العقدي والقومي والمذهبي وغير ذلك وهذا التنوع بدوره قد أضفى على العراق طابعا من التعايش السلمي والاستقرار المجتمعي في أغلب الأحيان فهو منذ ازله قد حمل ألوان طيفه ورفعها اشرعة لسفنه في مواجهة عاصف الرياح والمحن والعراق بتنوعه لم يختلف عن دول العالم فالهند مثلا يوجد فيها مئات الأديان والمذاهب والقوميات وغير ذلك من دول العالم واقليميا فإن تركيا فيها أكثر من قومية وعدد من الأديان وإيران فيها أكثر من قومية مع وجود عدد قليل من أديان مختلفة .كل هؤلاء يجمعهم اسم بلدهم ويرفعون ذات العلم ولم نسمع عن استقلال أو انفصال لا في هذه أو في تلك اما العراق فإن الواقع مختلف تماما عما كان عليه على مدى سالف ازمانه ومختلف عما هو عليه أقرانه ،على الرغم من أننا نعيش واقع من أمثلة الدولة العميقة،نعم ففي العراق هناك دولة داخل الدولة وكل دولة لها شؤونها والدولة العميقة تشمل أحزابا متنفذة وذات مقام سلطوي وثراء فاحش. اليوم إخوتنا الأكراد يراهنون على وحدة العراق واستقراره فهم بين فينة وأخرى يلوحون بورقة الانفصال وهم يخالونها كذلك ولربما هي كذلك لذلك فهم يلوحون بها للحصول على الاستقلال أو ربما للحصول على مكاسب أكبر مما أخذوا ولاسيما وأن قضية انفصالهم أصبحت عالمية وتدخلت فيها وساطات عظمى من أجل حلحلتها وكما يقال في المثل العامي (خيال وبيده رمح) فلو تراجع الأكراد عن الاستقلال فإنهم سيرفعون سقف طلباتهم وشروطهم ولا نجد أنفسنا إلا أن توافق الحكومة عليها ولا يخفى على المتتبع للأحداث على مدى ما فات سيتنبأ أن الأكراد سوف يطالبون بزيادة الميزانية وزيادة الحصة النفطية ووضع اليد على المناطق التي استحصلها الأكراد من داعش بالإضافة إلى المطالبة أن تتكفل الحكومة برواتب البيشمركة وتتعهد بدفعها وغير ذلك. والسبيل للحؤول دون ذلك أو دون نتائج التصعيد هو التدخل الأممي والإقليمي.

مشتاق الجليحاوي الربيعي

مشاركة