إستجابة ضعيفة من المسؤولين حيال الطلبات تدفع إلى إصدار بيان ناري
الأطباء يواصلون تعليق العمل ويهدّدون بإضراب شامل يشلّ المستشفيات
بغداد – قصي منذر
اعلن الاطباء العراقيون المضربون عن العمل استمرارهم في تعليق العمل في جميع المستشفيات، ماعدا الردهات الحرجة لليوم الثاني على التوالي، مهددين بتعليق العمل بشكل شامل، ليشمل كل اقسام المستشفيات بلا استثناء، محذرين من ان هذا الامر سيجعل البلد يدخل وضعًا خطيرًا. وقالوا في بيان ناري تلقته (الزمان) امس مخاطبيين زملاءهم بالقول ( اطباء العراق الاعزة، لا يخيف الجبناء شيء اكبر من شجاعتكم، ولا يخزي الاذلاء شيء اشد من كرامتكم، فتعسا لاعدائكم جبناء اذلاء، وبوركتم شجعانًا كرماء)، مضيفين (كنتم مثالا لوحدة الكلمة، وثبات الموقف، وقوة العزيمة، فرفعتم رؤوس قوم كانوا مستضعفين، واحرجتم بعض المسؤولين اللامسؤولين، فبينما تتهافتون لتخليد مواقفكم الشجاعة، كانوا يتسارعون للحفاظ على مناصبهم التي لم تنتج لهذا الوطن الا فشلا وفسادا، يهددون ويوعدون وهم اوهن من بيت العنكبوت). وتابعوا (اطباءنا الاعزة، اساتذتنا الكرام، زملاءنا من الاطباء الاختصاصيين، اعضاء نقابة الاطباء جميعا، مدراء الصحة العامين، رؤساء الاقسام، مديري المستشفيات… جميعا بلا استثناء، نحن واياكم في مركب واحد، ان غرق كنتم اول الغارقين، وان نجا كنتم اكبر الآمنين)، واردفوا (إن ضعفتم عن دعمنا ومساندتنا علنا، فأعينونا بسكوتكم، فسنقبل سكوتكم رضا وشجاعة، ولا تخذلونا ان تقفوا ضدنا، مهددين معاقبين، فقد اقسمنا على ان نحمي بعضنا، وان يقف كلنا لاحدنا، ولن نرى من يقف منكم ضدنا الا فاسدا منتفعا، ولن نرضى الا بمحاسبته وازالته، ونحن على عهدنا ابدا، فاحذروا صولة الكريم اذا اهين، ولا تدفعونا لتصعيد خطير، يصعب علينا صد سيله، واسكات هديره، والتنبؤ بعواقبه). واوضحوا انهم وجدوا في اليوم الاول من تعليق عملهم (استجابة – نراها ضعيفة- من اصحاب القرار، فقد التقى ممثلوكم بمستشار رئيس الوزراء ، ونقلنا له بكل صدق وشجاعة، كل ما لكم من حقوق، وكل ما نعيشه من ظروف عمل لا انسانية، على ان ينقلها بحقيقتها الى رئيس مجلس الوزراء، وسنكون بانتظار قراراته لإنصافنا)، منوهين الى ان (وزير الصحة ابدى تعاونا، وإن كان لا يلبي الطموح ،ويشوبه الكثير من الغموض والضبابية في بعض الحقوق المهمة).ومضوا قائلين (هنا يجب ان نصرح بوضوح، انه ليس لدينا حقوق مهمة وحقوق غير مهمة، فجميع حقوقنا بنفس الاهمية، وان هذا الحراك لا يستهدف حقًا دون آخر، فحقوقنا هي تراكم سنين بائسة من الاهمال والتعسف وسرقة الجهود)، مضيفين (وعلية فأننا نعلن استمرار تعليق العمل في مستشفيات العراق كافة ، وبضمنها مستشفيات العزل لليوم الثاني وسيشمل تعليق العمل الردهات الباردة حصرا، مستثنين من ذلك اقسام الطوارئ، والعناية المركزة، والانعاش القلبي والرئوي، وصالات الولادة، والعمليات الجراحية الطارئة، على امل ان يدرك اصحاب القرار حجم مسؤولياتهم، وان يفعلوا ما هو خير لنا ولهم ولكل المواطنين، خلال الثمانية والاربعين ساعة القادمة، وهو ما تبقى من المهلة المعلنة قبل تعليق العمل بشكل شامل، ليشمل كل اقسام المستشفيات بلا استثناء)، محذرين من ان هذا الامر سيجعل البلد (يدخل وضعًا خطيرًا لا نأمله)، محملين (مسؤولية عواقبه وتبعاته كلها لاصحاب القرار الفاشلين الذي فشلوا بادارة مسؤولياتهم). وجددت ممثلية اطباء العراق التي وقعت البيان المطالبة بـ(تشكيل لجنة فورية برئاسة رئيس مجلس الوزراء ، وعضوية وزراء المالية والتعليم العالي والداخلية، وممثل عن الاطباء الشباب، لوضع حلول نهائية وعاجلة لملف الاطباء، وترك سياسة تبادل اللوم بين الوزارات)، مضيفة (اطباءنا الاعزة، وحدتكم تهيبهم، وثباتكم يرعبهم، وكرامتكم تخزيهم، وصبركم سيهزمهم وتنتصرون، ولا تراجع الا بكل الحقوق والكرامة)، على حد تعبير البيان.وكان الاطباء قد بدأوا بتعليق عملهم اول امس الثلاثاء في جميع الردهات عدا الحرجة – الطوارئ وردهات الانعاش – بشكل متواصل لثلاثة ايام احتجاجا على الواقع السيء للاطباء والاستهانة بمكانة الطبيب وعدم توفر الامان له واستمرار الاعتداءات التي يتعرض اليها الاطباء، وتجاهل وزير الصحة ووكلائه لتظاهراتهم امام باب الوزارة على حد قولهم.