الأطباء والجانب الإنساني (1)

الأطباء والجانب الإنساني          (1)

الطبيب انسان لا يختلف عن الاخرين من حيث التكوين النفسي، فهو كما غيره من الناس يطمح لبناء حياة افضل، تضمن له ولعائلته الكرامة والانسانية من حيث الجانب المادي، وهو هدف مقبول ومشروع تماما ولا اعتراض عليه، لان الجميع يسعون الى تحقيق هذا الهدف المشروع.

لكن طبيعة عمل الطبيب تفرض عليه تعاملا انسانيا يختلف عن المهن الاخرى، لانه يتعامل مع مشاعر الناس وحياتهم التي قد تتعرض للخطر فيما لو لم يحسن الطبيب تعامله مع المريض،فنصف العلاج يكمن في طريقة تعامل الطبيب واسلوبه مع المريض ولهذا أطلق على الطبيب والكادر المساعد بأنهم (ملائكة رحمة)، وهذا الوصف ليس كثير على الطبيب والممرضات والممرضين وكل من يعمل ضمن المعالجات الصحية للناس

 اذن هناك حس انساني يحكم عمل الاطباء، ينبغي ان يتقدم كثيرا على الجانب المادي كونه يتعلق بروح الانسان وصحته وحاضره ومستقبله، فضلا عن مشاعره الانسانية التي غالبا ما تكون عرضة للقلق والخوف من طبيعة المرض خاصة اذا كان من النوع العضال.وهنا نود ان نستذكر جملتين معكوستين الاولى.

الجانب الانساني

في ظاهرة تثلج الصدر لاحظنا تقدما في الجانب الانساني على المادي، لدى عدد من الاطباء والكادر الطبي عموما في احدى مستشفيات العراق المهمة، وهي مستشفى (ابن الهيثم التعليمي) الخاص بمعالجة العيون، اذ تعد هذه المستشفى الوحيدة في عموم العراق التي تملك اجهزة  حديثة، وكادر طبي متطور غير موجود في مستشفيات المدن والمحافظات الاخرى، لذلك يأتي لمراجعة هذه المستشفى أناس من عموم محافظات العراق جنوبا وشمالا وشرقا وغربا. من الملاحظات المهمة التي سجلناها في هذه المستشفى، تفوق الحس الانساني لدى الاطباء والكادر الطبي عموما في المستشفى ، فقد ابدى معظم الاطباء رغبة انسانية كبيرة في معالجة المرضى، وبذلوا جهودا حثيثة وكبيرة لتذليل المصاعب والمخاطر التي تتعرض لها عيون المراجعين وابصارهم، وقد ظهر الاخلاص واضحا في عمل الاطباء، حيث يبدأ العمل منذ الصباح ويستمر حتى العصر، بالاضافة الى تقديم الخدمات الطبية على مدار اليوم فهنالك اطباء خفر للحالات الطارئة ان وجدت مع تقديم افضل الخدمات الطبية لمئات المصابين في نظرهم وهم قادمون من عموم مناطق العراق.

وهذا مايريح في النفس الطمأنينة لأن الحس الانساني والاخلاقي لا يزال موجودا في نفوس الكثير من العراقيين، وانهم يحرصون على تقديم الخدمة المجانية الجيدة للناس من دون مقابل مادي.ورغم كل تلك المزايا لكن لكثرة عدد المراجعين نرى هنالك صعوبة وعرقلة في الفحص بشكل غيرمريح بل البعض من المراجعين لايستطيع ان يدخل للدكتور للفحص الا بعد مرور ايام بسبب الطوابير الكثيرة من المرضى هذا من جهة اما من جهة اخرى فهنالك ظاهرة غريبة وبنفس الوقت محزنة بفتح بعض العيادات بالقرب من المستشفى التي يعمل بها الطبيب المختص والكثير من الحالات التي تمر على الطبيب المختص في المستشفى يتم تحويلها الى عيادته الخاصة وبالتالي يتم تحويل العملية من المجاني الى الخاص وبكلف غريبة هذا حال بعض الاطباء ممن وضعوا المال والمادة كل شي وحياة الانسان اتفه المسميات فهي غاية للوصول ليس الا واما ما يقال عن الجانب الانساني فقد غادر هذا المعنى افكار واجندات الكثير من الاطباء مع اسفنا الشديد واحترامنا للقليل ممن اخلصوا لمهنتهم الانسانية ومن الملاحظات الاخرى ايضا ما يبذله كادر التنظيف من خدمات رائعة ومنتظمة، وهذا يؤكد ان صغار الموظفين واقل مسمياتهم من منظفين يتحملون المسؤولية بسبب انهم يتأثرون بالنموذج الاعلى، فعامل التنظيف البسيط عندما يرى الطبيب منهمكا في خدمة الناس باخلاص كبير، فانه سيكون مخلصا في اعمال التنظيف ايضا، وهذا ما حدث بالفعل حيث يحرص عشرات الشباب على تنظيف ردهات المستشفى، وممراتها وغرفها على مدار الساعة من دون تعب او كلل، وينعكس جهد الاطباء على جميع الخدمات التي يتم تقديمها للمرضى كالطعام والشراب ونظافة الغرف والردهات  وما شابه علما ان عمال النظافة الاجانب وكما تعرفون يقومون بواجبهم على اتموجه بعكس عمال النظافة العراقيين ابناء بلدنا وهذا ملموس ويعرفه الجميع. إن هذه الملاحظات التي شاهدناها وسجلناها بأنفسنا، تؤكد ان هناك روح ايجابية تحاول ان تكون متقدمة على غيرها، من حيث التعامل الانساني ونبذ ظاهرة الجشع كليا، وهذا ما يعيد الامل لنا جميعا في بناء البلد، ليس في المجال الطبي فحسب، انما في جميع المجالات الخدمية والانتاجية التي تحسن حياة الانسان وتحافظ على كرامته. المطلوب من الجهات المعنية الحكومية وسواها، ان تعمل على تعميم هذه الروح الانسانية الكبيرة التي يتحلى بها الكادر الطبي في مستشفى ابن الهيثم التعليمي، كذلك مطلوب مكافأة هذا الملاك وجميع العاملين في المستشفى ليس ماديا فحسب، انما يجب الترويج لمنهجهم في العمل من خلال وسائل الاعلام وتقديمهم كنموذج ناجح للاخرين، لكي تنتعش وتنمو الجوانب الانسانية وتتفوق على الجشع والجانب المادي، لذلك مايزال الامل معقودا على تطور ونمو الحس الانساني وتفوقه على المادي في الطب وسواه من اجل بناء افضل للبلد والمجتمع على حد سواء.

تغطية اعلامية

علما انه وفي الفترة الاخيرة لم تشهد مستشفيانا وبالخصوص مستشفى ابن الهيثم ومستشفى ابن النفيس أي تغطية اعلامية بالرغم من تقديم الخدمات وسد العوز والنقص لدى مئات العوائل وبالرغم من عشرات القنوات الفضائية وهذا العتب يوجه لكل قناة حرة هدفها العمل بسلاسة في سبيل ايصال الغاية المطلوبة والتي تنتهي عند المواطن الكريم اما الجانب العكسي الذي نتكلم عنه فهو جانب مؤسف ومحزن بسبب عدم تحمل المسؤولية من قبل بعض الاطباء من خلال بعض الاساليب الملتوية التي يتخذها الطبيب بسبب واحد وهو المال  مانلاحظه هذة الفترة ان الطبيب ابتعد كليا عن الجانب الانساني وطغى على تعامله مع المرضى الجانب المادي البحت هذا من جهة اما مايقوم به البعض من الاطباء المختصين بشرايين القلب فحدث ولاحرج لمايقوم به البعض من الاطباء بعملية متاجرة ليس الا وخاصة بما ينحصر وعمل القسطرة التي لايتجاوز عملها سوى الخمسة عشر دقيقةمقابل مبلغ من المال وقدره عشرة اوراق (الاف دولار)وقد حصل الكثير من التلاعب من قبل بعض الاطباء وكمثال بسيط عند مراجعة احدالاطباء اعطى رايه بعدم الحاجة لتدخل جراحي وعملية زرع الشريان بل يكتفي بالقسطرة والبالون وتنتهي الامور عند ذلك الحد وبعشرة اوراق عندها فرح اهل المريض والمريض بهذا الخبر وبعد  الحجز والوصول الى المستشفى الخاص والتي استاجرها مجموعة من الاطباء وبصالتين للقسطرة واحدة للرجال واخرى للنساء اجرى الطبيب عملية القسطرة وبوقت لايتجاور الخمسة عشر دقيقة بعد خروج المريض تفاجئنا بكلام الطبيب المغاير لما قاله ماقبل القسطرة حينما سالناه (بشرنه دكتور فاجاب بكل وقاحة وهو يضحك مصارت القسطرة لازم زرع شريان). ولكم ان تعرفوا عندما سألنا الطبيب بكلفة عملية زرع الشريان اجاب بانها فقط 11 الف دولار وهي من العمليات السهلة على حد قوله هذا كلامه بعد القسطرة اما كلامه ما قبل القسطرة فقد نساه المهم في ذلك الامر ا نااهل المريض دفعوا مبلغ العشرة اوراق وبدون ان يخرجوا باي نتيجة تذكروهنا نود ان نطرح بسؤال ماحال من لم يملك المال الاجابة موسفة وغير مرضية وخاصة ونحن نمثل عمق اسلامي وعمق انساني ولكن اصبحت تلك المسميات اقول فقط لاننا ابتعدنا عن أي جانب انساني اصبحت قوانينا قوانين الغاب وهذا ينطبق على اهم مهنة انسانية على وجه الكرة الارضية انها مهنة الطب لقد اوغلوا في هذه المهنة السمعة السيئة وهذا وكما قلنا لكم الجانب المعاكس والسلبي للجانب الاول الايجابي الذي افرحنا كثيرا فاين نحن مابين الجانبين اسال هنا لماذا تحول الطبيب الى تاجر يبيع ويشتري بمهنته النبيلة واين عمل الخير ومساعدةالناس

علي السباهي – بغداد

مشاركة