الأسد يجري تعديلا وزاريا بسيطا وبطريرك الموارنة في دمشق

دمشق –الزمان(ا ف ب) – اجرى الرئيس السوري بشار الاسد السبت تعديلا وزاريا لا يشمل الوزارات السيادية، في حين وصل بطريرك الموارنة بشارة الراعي الى العاصمة السورية حيث اعتبر ان الاصلاحات في سوريا يجب تتم “عبر الحوار والتفاهم”.

في غضون ذلك تدور معارك ضارية في محيط مطار منغ العسكري في محافظة حلب حيث تقدم المقاتلون المعارضون الى اطرافه رغم القصف الجوي الذي واجهوه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال بشارة بطرس الراعي السبت بعيد وصوله الى دمشق انه يصلي للسلام في سوريا داعيا الى تحقيق الاصلاحات بالحوار

وقال الراعي لوكالة فرانس برس لدى دخوله كاتدرائية مار انطونيوس في دمشق، ان زيارته الى سوريا “مناسبة لكي نصلي مع كل الذين يصلون من اجل السلام ومن اجل الطمأنينة ومن اجل عودة النازحين، ومن اجل الحلول الدبلوماسية لكل الامور العالقة”.

اضاف “جئنا لنقول اننا متضامنون مع كل المتألمين في سوريا، صلاتنا ليست اليوم بل كل يوم (…) لتنتهي الحرب وينتهي العنف، وحتى بالوفاق والتعاون يتحقق السلام”.

وتابع البطريرك “بدأنا هذه الزيارة الليلة في عيد مار مارون، حتى نحتفل مع جاليتنا واعضاء الابرشية بعيد مار مارون” شفيع الطائفة المارونية، وهو الذي “عاش في سوريا التي فيها ولدت كنيستنا”.

من جهة اخرى، قال البطريرك في عظته “كفى اذكاء الحرب والدمار والقتل من اي جهة اتى. يقولون من اجل الاصلاحات. الاصلاحات لازمة في كل مكان، في كل دولة، في كل وطن”.

اضاف “لكن الاصلاحات لا تفرض فرضا من الخارج، بل تنبع من الداخل حسب حاجات كل بلد، ولا احد ادرى بشؤون البيت مثل اهله”.

وتابع “الاصلاحات تتم بالحوار بالتفاهم، بالتعاون. هذا ما ندعو اليه مع كل محبي السلام العادل والشامل والدائم، حيث يعطى الجميع حقوقهم ويلتزم الجميع بواجباتهم، وان كان من دور للاسرة الدولية فليكن في هذا الاتجاه”.

ووصل الراعي بعد ظهر السبت الى دمشق عبر معبر المصنع الحدودي مع لبنان، في زيارة قصيرة يحضر خلالها حفل تنصيب البطريرك الجديد للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي، والذي يقام الساعة 8,30 (6,30 ت غ) صباح الاحد في كنيسة الصليب المقدس وسط دمشق.

 

والزيارة هي الاولى يقوم بها بطريرك ماروني، ومقره بكركي (شمال شرق بيروت)، الى سوريا منذ الزيارة التي قام بها البطريرك الراحل انطون بطرس عريضة خلال فترة الانتداب، قبل استقلال لبنان عن فرنسا في العام 1943.

 

من جهة ثانية قرر الاسد استبدال خمسة وزراء وتعيين اربعة جدد اضافة الى خامس كان وزير دولة في الحكومة التي يرأسها وائل الحلقي، واستحداث وزارتين منفصلتين للعمل والشؤون الاجتماعية، بحسب ما افادت وكالة الانباء السورية (سانا).

وبموجب التعديلات الجديدة، عين اسماعيل اسماعيل وزيرا للمالية، وسليمان العباس وزيرا للنفط والثروة المعدنية، واحمد القادري وزيرا للزراعة والاصلاح الزراعي، وحسين عرنوس وزيرا للاشغال العامة.

كما عين الاسد وزير الدولة حسين فرزات وزيرا للاسكان والتنمية العمرانية، وسمى كندة شماط وزيرة للشؤون الاجتماعية وحسن حجازي وزيرا للعمل

ويأتي التعديل الجديد، وهو الاول منذ تكليف الحلقي برئاسة الحكومة في آب/اغسطس اثر انشقاق سلفه رياض حجاب، وسط نزاع دام منذ اكثر من 22 شهرا ادى الى مقتل اكثر من 60 الف شخص وتهجير اكثر من 700 الف، بحسب ارقام الامم المتحدة.

وتشهد سوريا جراء النزاع ازمة اقتصادية غير مسبوقة انعكست تضخما يقدر بنحو 50 بالمئة لا سيما في الاسعار الاستهلاكية، وصعوبة توافر المحروقات والمواد الاساسية.

ميدانيا شن الطيران الحربي السوري السبت غارات في محيط مطار عسكري في محافظة حلب (شمال) تقدم المقاتلون المعارضون الى اطرافه، بحسب ما افاد المرصد.

وقال المرصد في بيان صدر عصر السبت “تعرض محيط مطار منغ العسكري لقصف من قبل الطيران الحربي ترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط المطار”.

وكان المرصد افاد في وقت سابق عن اقتحام المقاتلين لاجزاء على اطراف المطار إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية المتمركزة داخله.

وسيطر المقاتلون الشهر الماضي على مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب (شمال غرب)، ضمن سعيهم للسيطرة على المطارات التي يستخدمها سلاح الجو لقصف مناطق عدة.

واشار المرصد الى مقتل شخص واصابة العشرات بجروح جراء قصف بالطيران الحربي على بلدة تل رفعت في ريف حلب.

وافاد المرصد عن “ورود انباء عن استشهاد 38 مواطنا بينهم اطفال، وذلك على ايدي القوات النظامية في قرية الجنيد بالقرب من بلدة السفيرة”.

 

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “القوات النظامية استعادت السيطرة على المنطقة في اليومين الماضيين”، مشيرا الى عدم تمكنه من تاكيد التقارير عن العثور على الجثث “بسبب صعوبة الاتصالات في المنطقة”.

 

وشهد محيط السفيرة اشتباكات عنيفة في الايام الماضية، ادت الى مقتل قرابة مئة مقاتل خلال 72 ساعة، بحسب المرصد.

وفي مدينة حلب التي تشهد معارك يومية منذ تموز/يوليو الماضي، افاد المرصد عن “اشتباكات بين القوات النظامية ووحدات حماية الشعب الكردي في حي الشيخ مقصود” ذات الغالبية الكردية في شمال المدينة.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، شن الطيران الحربي غارتين في محيط بلدة حيش، في حين تجددت الاشتباكات في محيط معسكري وادي الضيف والحامدية في ريف معرة النعمان.

ويحاصر المقاتلون المعارضون وادي الضيف منذ تشرين الاول/اكتوبر الماضي، اثر سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية.

في دمشق، تعرضت الاحياء الجنوبية لا سيما منها الحجر الاسود والعسالي للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي اشار الى ان الطيران الحربي قصف اطراف حي القدم.

وفي ريف العاصمة، استهدف الطيران مناطق عدة منها زملكا (شرق) ودوما (شمال شرق).

والى الجنوب الغربي من العاصمة، تتعرض مدينة داريا (جنوب غرب) لقصف من القوات النظامية التي تحاول منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها.

وتشن القوات النظامية منذ فترة حملة عسكرية واسعة في محيط دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قاعدة خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة. وشهدت مناطق في الريف الاربعاء تصعيدا في المعارك والقصف هو الاعنف منذ اشهر.

في محافظة حمص (وسط)، قتل اربعة مقاتلين معارضين في قرية كفرعايا على اطراف مدينة حمص التي يتعرض حيا جوبر والسلطانية فيها للقصف، بحسب المرصد.

وتفرض القوات النظامية حصارا منذ اشهر على عدد من احياء مدينة حمص التي يعدها الناشطون المعارضون “عاصمة الثورة” ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وادت اعمال العنف السبت الى مقتل 27 شخصا في حصيلة غير نهائية، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.

 

واودى النزاع المستمر لاكثر من 22 شهرا باكثر من 60 الف شخص، بحسب الامم المتحدة.