فاتح عبدالسلام
ورد في الأنباء أن شيخ الأزهر تقدّم بمبادرة يطالب فيها تحقيق العدالة للشعوب عبر مطالبة مجلس الأمن بالتخلي عن حق النقض المعروف بالفيتو للدول دائمة العضوية فيه، ومبرر ذلك أن هذا الفيتو أصبح سيفاً مسلّطاً على رقاب الشعوب. وهي مبادرة تحتاج الى أرادة دول كاملة لديها إمكانات الإتحاد والتكافل والتضامن والتأثير في الإقتصاد والتجارة والميادين الستراتيجية.
معظم الدول العربية تمارس بامتياز دور قهر شعوبها والتسلّط عليها وسلب ارادتها وتزوير هويتها كما تفعل أ لم تفعل دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن.إذن هي دعوة تتحرك تحت سفق التوظيف السياسي الرسمي، وهو توظيف حكومات عربية بدت متخلفة عن التأثير العالمي وتبحث عن مبررات نجاة .
لعل دعوة الأزهر تلك المرجعية الدينية العلمية لملايين المسلمين كانت بحاجة الى تعبئة اعلامية ومنظماتية واسعة من المسلمين أنفسهم قبل أن تترك كصوت بلا صدى في الحشد العالمي الهائل. لكن الأهم هو حاجة المبادرة لأن تكون مقنعة وواقعية عبر معالجتها لشؤون عربية داخلية هي أحوج من سواهاالى مبادرات رأب الصدع ومبادرات الحماية من تهديدات تحدق بالسلم الإجتماعي .
السؤال البسيط هو أين دور الأزهر في المقاربة الحيادية المنصفة من تداعيات أحداث مصر ، حيث الخصومة السياسية المتفجرة بفعل فاعل تقود البلاد الى حافة الهاوية ولا تزال المنابر لا تصدح إلا بصوت مهادن للسلطة ضد فصيل سياسي مهما كان اسمه.
الوضع العربي هش يحتاج الى مبادرات مصالحة داخلية من جهات وسلطات ذات طبيعة ملزمة في قراراتها لمشهد عريض من الشعوب .
أما أن يتناول الأزهر قضية كونية تحرك العالم كله فذلك أمر إلهاء الشعوب الغارقة أصلاً في جهلها وسكونها وغفلتها.
رئيس التحرير
لندن