الأزمات الدولية التسوية الدبلوماسية في سوريا غير واقعية حالياً

الأزمات الدولية التسوية الدبلوماسية في سوريا غير واقعية حالياً
بروكسل ــ الزمان
رأى تقرير دولي أن تسوية دبلوماسية للحرب في سوريا تبدو غير واقعية في الوقت الحاضر ، إلا انه وصف تلك التسوية بـ الخيار الوحيد ، الذي يتطلب خطوات صعبة من قبل اللاعبين المحليين، والإقليميين والدوليين لتحقيق التوافق بين مصالح متعارضة وقالت رئيسة مجموعة الأزمات الدولية لويز آربور إذا رغبت روسيا والولايات المتحدة إظهار جديتهما، فعليهما الشروع بجهود لعكس مسار التصعيد في الحرب الدائرة. لن يغيّر هذا بحد ذاته مسار الحرب أو يوصل إلى إنهائها. لكنه سيكون بداية أفضل بكثير مما تم تحقيقه في هذه المرحلة المؤسفة . ويتناول أحدث تقارير مجموعة الأزمات الدولية، الذي جاء تحت عنوان انتشار ورم الصراع في سوريا الحرب التي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف، وانتشار صراع طائفي متفاقم في المنطقة وتحوُّل ملايين السوريين إلى لاجئين في الخارج ومهجّرين داخلياً وقال التقرير قد حالت المواقف المتغيّرة للنظام والمعارضة دون التوصل سواء إلى حلول عسكرية أو تفاوضية، في حين أن تحوّلات السياق الاستراتيجي الأوسع جعل حصول التصعيد أمراً أكثر احتمالاً ورأى التقرير انه يستمر الصراع في التصاعد بشكل متزايد، دون أن يكون هناك في الأفق احتمال حدوث اختراق لصالح أي من الطرفين، رغم أن كلاً منهما يأمل في تحقيق مثل ذلك الاختراق. وهكذا، فإن الصراع يستمر في الاتساع، مجتذباً المزيد من اللاعبين، ومكتسباً المزيد من المستويات وأصبح أكثر تدميراً وأصعب تسوية وقال يعبّر الطرفان عن دعم لفظي لـ الحل السياسي الذي يتصوره كل منهما على أنه استسلام الطرف الآخر. ومع عدم وجود رؤية روسية ــ أمريكية للخروج من هذا المأزق، ووجود استقطاب في المنطقة، ومعارضة غير منظّمة ونظام متصلّب، فإن هناك القليل مما يمكن فعله. إلاّ أن ذلك لا يبرر الاستمرار في الاستثمار في أحلام زائفة بديلة واعتبر أن ثمة ثلاثة خيارات لتغيير الديناميكيات القائمة بشكل جذري، وجميعها غير مقبولة أو غير واقعية حالياً . ورأى إن اسقاط النظام يتطلب تدخلاً هائلاً مع عدم وجود ضمانة بتحقيق الانتصارعلى المدى البعيد وأردف أما القبول باستمرار النظام، والتي يمكن المجادلة بأنها الوسيلة السريعة لوقف إراقة الدماء، فينطوي على ثمن أخلاقي وجيوسياسي كبير ودون وجود ضمانات بأن النظام سيحجم عن سلوك مسار انتقامي . أما الخيار الثالث المتمثل في السعي للتوصل إلى حل تفاوضي يشمل تقاسم السلطة محلياً بين اللاعبين السوريين والتوصل إلى تفاهم إقليمي بين رعاة هؤلاء اللاعبين، فهو الخيار الأمثل، لكن للأسف يصعب تخيّل إمكانية تحقيقه في الوقت الحاضر
وقال الإجراءات الوسطية مثل تسليح المعارضة، أو توجيه الضربات الجوية أو إقامة ملاذات آمنة ــ يمكن أن تحقق مزايا إضافية مساعِدة للغرب لكنها لن تحقق ما يزعم الداعون إليها أنها ستحققه ، سواء تغيير حسابات النظام ، أو احتواء العنف أو الحد من نفوذ الجهاديين
وأضاف بالنظر إلى المأزق الحالي، ينبغي أن يكون التركيز على تسوية تفاوضية أي شكل من أشكال تقاسم السلطة يمكن أن يحمي مصالح النظام والمعارضة على حد سواء، أي شكل من أشكال الدولة يمكن أن ينشأ عن العملية السياسية ويصبح الأساس لحل دائم، كيف ينبغي للمؤسسات القائمة حالياً أن تتغير كي يكون لهذه الرؤية محتوى فعلي، هل هناك وسيلة للاستجابة لمخاوف القوى الإقليمية المتنافسة، وهنا يمكن أن يوجد أكبر قدر من الاتفاق بين السوريين وحيث يمكن معالجة مخاوف حلفائهم عملياً .
ويقول المستشار رفيع المستوى لشؤون الشرق الأوسط لدى مجموعة الأزمات، بيتر هارلينغ، هذه ليست حرباً تعني فيها مكاسب أحد الطرفين بالتأكيد خسارة للطرف الاخر. لقد حان الوقت لتنحية أحلام اليقظة جانباً والتوصل إلى تقييم واقعي للوضع على الأرض وللخيارات المتوافرة.
AZP02

مشاركة