الأردنيون مرتابون من نشر واشنطن جنوداً وأسلحة ويتابعون بقلق العنف في سوريا

الأردنيون مرتابون من نشر واشنطن جنوداً وأسلحة ويتابعون بقلق العنف في سوريا
الخارجية الأمريكية تؤكد الاتجاه لتكثيف الدعم للجيش السوري الحر
واشنطن ــ الزمان
عمان ــ ا ف ب
رفضت وزارة الخارجية الامريكية الليلة قبل الماضية التعليق على تقرير صحافي اكد أن اسلحة امريكية شقت طريقها من مستودعاتها في الأردن الى أيدي المعارضة في سوريا.
وردا على سؤال من احد الصحافيين رفض المتحدث باسم الوزارة باتريك فنتريل تأكيد أو نفي التقرير الذي اوردته صحيفة وول ستريت جورنال ويفيد بان الاسلحة في طريقها الى سوريا.
لكنه المح الى ذلك موجها كلامه للصحافي أنت تعرف ما قاله الرئيس الامريكي باراك اوباما انه بعد تقييمنا لاستخدام الأسلحة الكيميائية فنحن في طريقنا لتكثيف دعمنا للمعارضة السورية بما في ذلك الجيش الحر.
ووفقا لتقرير وول ستريت جورنال فان وكالة الاستخبارات المركزية بدأت بشكل سري في تحريك أسلحة من مستودعات في الاردن وتنفيذ خطط لتسليح المعارضة السورية في غضون شهر.
وتوقع مسؤولون في المخابرات نقل اسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للدبابات من الأردن على ان تسلم خلال اسبوعين بعد تدريب مقاتلي المعارضة على كيفية استخدامها.
ويرى محللون وخبراء ان الاردنيين مرتابون لنشر الولايات المتحدة جنودا واسلحة في المملكة، حتى وان كان هدف واشنطن حماية هذه الدولة الحليفة من امتداد النزاع من سوريا.
وابقت الولايات المتحدة على مجموعة من مقاتلات اف 16 وصواريخ باتريوت في الاردن، الذي يأوي 550 الف لاجئ سوري، مع انتهاء مناورات الاسد المتاهب العسكرية في 20 حزيران»يونيو.
وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية صرح ان واشنطن عززت تواجد جنودها في المملكة ليصل عددهم الى الف جندي.
ويقول عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية، ان الرأي العام الاردني لا يرتاح للحضور الأمريكي على ارض المملكة .
واضاف ان ذلك يرتبط دائما بمشاريع ومؤامرات تتصل بدول جوار المملكة وتنعكس بعواقب على الاردن نفسه .
ورأى الرنتاوي ان الاردن هو الحليف الوحيد للولايات المتحدة في المنطقة الذي لا زال يحتفظ بأمنه واستقراره، وواشنطن تعتبر ان حفظ امنه واستقراره امر بالغ الأهمية وفي صلب استراتيجيتها في الشرق الاوسط .
لكنه اضاف ان الاردنيين لا يرحبون بوجود عسكري اميركي على الارض الاردنية حتى وان كان المبرر هو حماية امن الاردن واستقراره .
وكان الاردن اكد غير مرة انه يسعى الى حل سياسي للازمة في سوريا ويعارض أي تدخل او عمل عسكري ضد دمشق.
ونفى رئيس الوزراء عبدالله النسور الاسبوع الماضي تقارير صحافية اميركية تحدثت عن تدريب وكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه والقوات الخاصة الأمريكية مقاتلين من المعارضة السورية فوق اراضي المملكة.
وقال النسور للصحافيين لاتوجد أي تدريبات لقوات من المعارضة السورية في بلدنا مضيفا نحن لا نتعامل مع السوريين الموجودين على اراضينا الا كلاجئين .
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس النواب الاردني خليل عطية ان النواب يرفضون تواجد قوات اجنبية على ارض المملكة.
واضاف نحن كنواب وكشعب نرفض تواجد قوات اجنبية سواء اميركية او غيرها على اراضي المملكة، ولا نعتقد ان هناك اي تهديدات من سوريا .
لكنه رأى ان طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاردن تحتم على واشنطن الحفاظ على مصالحها اولا وطمأنة حلفائها بالمنطقة ثانيا .
والاردن، احد اكبر المستفيدين من الدعم الاقتصادي والعسكري الأمريكي، قد يكون له دور كممر لدعم عسكري قالت واشنطن انها ستقدمه للمعارضة السورية المسلحة الساعية لاسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وتشارك عمان العواصم الغربية القلق من اتخاذ متطرفين اسلاميين من سوريا قاعدة لهم.
واعتبر الرنتاوي ان التهديد الاكبر للاردن من الشمال ليس من النظام السوري ولا من حزب الله بل هو تهديد ارهابي من جماعات اصولية مثل القاعدة والنصرة وغيرها .
واضاف ان السيناريو الاسوأ بالنسبة للاردن هو ان تنزلق سوريا الى الخراب والتقسيم وان تسقط اسلحة النظام في ايد غير مرغوب بها وبالتالي يمكن ان تشكل تهديد لدول الجوار بما فيها الاردن .
اما الكاتب والمحلل السياسي لبيب قمحاوي فقال لفرانس برس ان الاردنيين لا يريدون تواجدا امريكيا على اراضي المملكة لانهم يخشون رد فعل انتقامي من سوريا .
ويضيف تواجد القوات الأمريكية يفرض تخوفات اردنية من عمليات انتقامية كالتخريب او حتى صواريخ سورية ردا على سياسات تراها دمشق عدوانية .
وكان الملك عبد الله الثاني اكد في خطاب القاه منتصف الشهر الحالي ان المملكة قادرة على اتخاذ الاجراءات التي تحمي بلدنا ومصالح شعبنا اذا لم يساعدها العالم في التعامل مع الازمة السورية.
وعلى الرغم من حماس الحركة الاسلامية في الاردن لمساندة الثورة السورية الا انها ترفض التواجد العسكري الأمريكي في المملكة.
ويقول زكي بني ارشيد، نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن، لفرانس برس ان القوات الأمريكية كما عهدناها في جميع اماكن الصراع هي قوات غازية تسعى لتحقيق مصالحها ولو على اشلاء العالم العربي والاسلامي . واضاف ان حالة القلق هي المسيطرة على الشعور العام في الاردن من هذا التواجد الأمريكي وفي ظني ان الشارع الاردني والاحزاب والقوى الوطنية الاخرى ترفض هذا التواجد كما نرفضه .
واشارت بعض التقارير الاعلامية الأمريكية الى استعداد واشنطن لاستخدام الاسلحة لدعم منطقة حظر جوي فوق سوريا انطلاقا من الاردن، لكن البيت الابيض نفى ذلك معتبرا انه امر صعب وخطير ومكلف وغير مناسب.
ويرى الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الاردنية محمد ابو رمان ان موقف الاردن معقد ومركب، وهو مرتبط بمصالحه وامنه اولا وثانيا بحلفائه الغربيين والاقليميين وليس بالضرورة ان تتوافق قراءته مع قراءة الحلفاء .
واضاف لفرانس برس ان الاردن مضطر في وقت معين للتجاوب مع الاجندة الدولية والاقليمية تجاه سوريا لعدم قدرته على الوقوف امام الضغوط .
ورأى ابو رمان ان الاردن حاول استغلال هذه الفرصة من الضغوط الأمريكية والغربية للحصول على صواريخ باتريوت المتقدمة لتعزيز منظومته الدفاعية وتعزيز قدرات القوات المسلحة .
اما جوردن بيري، كبير المحللين في مجموعة مابلكروفت لتحليل المخاطر فرأى ان واشنطن ارادت التأكيد لعمان أنها لا تزال ملتزمة بتعزيز أمن حدود المملكة فيما يهدد الصراع الدائر في سوريا بالانتشار أكثر حتى خارج الحدود .
واضاف ان سعي الاردن للحصول على صواريخ باتريوت يعكس قلق المملكة المتزايد بشأن ارتفاع مستوى العنف بين الجيش السوري والمتمردين في المناطق الحدودية واحتمالية امتداد العنف الى الاراضي الاردنية .
AZP02