الأرامل ومخصصات الزوجية ضرب من الخيال
قوانين جائرة ومجحفة لا نعرف متى سيكون تغيرها واقع حال فالأسرة العراقية المغلوبة على أمرها والتي لا تجد ما ينصفها حتى في لوائح دستورها تطرق أبواب الدوائر ومؤسسات الدولة تبحث عن من يسمع أهاتها ويمسح دمعاتها .
قصص كثيرة تطفو على ضفاف نهريك يا عراق بكل ماتحمل من مشاق وألم فالفرحة ودعناها منذ سنوات طوال حين جررنا في حروب أستنزفت منا الكثير دفعنا ثمنها دماء أولادنا وأخواننا وأزواجنا لا لشيء فقط تنفيذاً لقرار حكومات. ان شعبنا المنكوب في حكوماتة المتوالية عليه وعلى مر العصور أصبح لاحول ولا قوة يريد فقط ان يعيش بسلام وفوق رأسه سقف يلمه ويلم عياله يحميه من برد أو مطر أو شمس حراقة لا سقف يخشى وقوعه على رأسه في أية لحظة فانياً أسر بأكملها لتصبح في خبر كان .
نحن حين نكتب عن قصة ربما يتلقاها المستمع أو القارئ يحسبها ضرباً من الخيال أو قصة مبالغ في أحداثها والحقيقة اننا نعيش تفصيلاتها لحظةٍ بلحظة ونتجرع حنظلها جرعةً أثر أخرى ورغم هذا لازلنا نُقاوم ولازال فينا نفسٌ يصعد وأخر ينزل وعرفنا الحياة هكذا نُقلب ايامها.
فالست (بشرى عبد الرزاق محمد)عراقيةُ صميم و مواطنة حقيقية على أبواب الخمسين من العمر ومعلمة لمادة اللغة العربية في أحدى مدارس هذا البلد الموجوع عُرفت بالألتزام والصدق ومربية فاضلة وأم حنونة لتلميذاتها.. نابها من مرار البلد الكثير ففي أحداث الطائفية التي أشعل فتنتها ضعفاء النفوس قُتل زوجها وراعي بيتها وهددت اسرتها لتهرع هاربة تاركةً بيتها تحتضن أولادها تخشى فقدانهم تبحث عن ملاذ يحميها وأسرتها وأبتعدت تاركة بغداد الى النواحي لعل الأجور للمنازل أنسب فأصبحت المعيل الوحيد للأسرة فهي اليوم الأب والأم في وقت واحد.
فتحزمت وأوقفت دمعاتها لفقد رفيقها متناسية كل الألأم والأوجاع لتبدأ مشوار جديد تحاول فيه أن تحقق الأمان لأسرتها ولقمة العيش الشريفة لكي يستطيعوا أن يواصلوا خطوات الحياة بخطى صحيحة .
ألا أن الراتب الشهري الذي تتقاضاه من الدولة حتى وأن وصل الى أبعد من مخيلتك فهو لايكفي لأن القدرة الشرائية للفرد العراقي باتت عالية جدا فالسوق غير مسيطر عليه والأسعار في صعودا متزايد والثوابت الشهرية الملزم بدفعها تقسم الظهر والاسرة تريد وتريد والسندان الوحيد الذي يطرق عليه هي هذه الأرملة المسكينة.
وأذ بها تتفاجئ عند أستلامها لراتبها الشهري لتجد مخصصات الزوجية قد رفعت عنها وحين سألت المختصين أجابوها : أنها اللوائح والقوانين. تسألت أي قوانين هذه التي تزيد شقوق ما أرقع .. وأي لوائح هذه التي لاتنصفني وانا أمرأة ! أليس أجدى بالحكومة في بلد غني مثل بلدي أن تحتضنني وأولادي , وتمتثل بالشرائع واللوائح والكتب السماوية التي توصي بالأرامل والأيتام .. أي قوانين وضعية هذه التي تنهش من قوت أولادي ؟ وراحت تضرب الراح بالراح و لا تدري ماذا تفعل تجر خطواتها ثقيلة لتعود ألى منزلها أغلقت باب غرفتها لتختلي بنفسها وفرشت سجادتها ثم رفعت يدها للرب وهي تذرف الدموع وتردد حسبي الله ونعم الوكيل ألا قوت العيال …
فكم مثل بشرى من مطلقات الدهر يحملن في جعبتهن الكثير من القصص التي تشيب رأس الصغير ..
وكم تضرب على أوتار ليلك القمري ياعراق معزوفات حزينة لحكايات لألف ليلة وليلة ..
وكم يافرات الخير تبكي على ضفافك الأرامل وتعكر مائك الزلال حزنا …
حذام اسماعيل العبادي – بغداد
/5/2012 Issue 4207 – Date 23 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4207 التاريخ 23»5»2012
AZPPPL