الأرامل بين المظلومية والمجهول

الأرامل بين المظلومية والمجهول
لقب (ارملة) لأنسانة اجبرتها الظروف على مواجهة واقع احلى ما فيه مر حين لم تجد من يعيلها ويحميها وصغارها المخاطر التي تداهمها من كل حدب في اعقاب حصولها قسرا على هذا اللقب على الرغم من اختلاف التقديرات التي تعلنها المؤسسات ذات العلاقة والمنظمات الاممية حول عدد الارامل في البلاد فان تباين احصاءات تلك الجهات يبقى قاسمها المشترك متمحور بشأن انسانة من شريحة الفقراء والمعوزين فقدت معيلها بفعل الحروب و تداعيات حصارها او في ظل الاحتراب الطائفي وما رافقها من عمليات التهجير التي تعرضت لها كثير من الاسر ..وان اغلب من اجبرتها ظروف الانتماء الى هذه الشريحة ما تزال تعيش في كنف الامية التي تجعلها رهينة ابتزاز الكثير من معدومي الضمير لادميتها وكرامتها وتحايلهم على حقوقها.. ان محدودية المعونة التي تتعاطاها الارامل والتي لا تتجاوز الــ 120 الف دينار في احسن الاحوال منهن من وصفن اياها بأنها بمثابة استجداء مما يفرض على المعنيين والمجتمع البحث عن وسائل فاعلة بمقدورها تامين فرص العيش لهذه الشريحة واخراجها من دائرة الفاقة التي تنذر بالضياع ومنها معاونتهن معنويا عبر توعية المجتمع بأهمية تحرير المرأة من بعض الضغوطات الاجتماعية التي تنهل مبرراتها من موروثات بالية تتعارض مع الشرائع السماوية ومما يزيد من مخاوف المجتمع انجرار بعض ممن يعشن هذا الواقع اضطرارا الى ممارسة بعض المهن ، لاسيما مهنة التسول التي لا تخلو من صعوبات ومخاطر ،فضلا عن سلبية اثارها على مهمة البناء الاجتماعي ،حيث كان من جملة افرازات هذا الواقع المخيف ترك بعض الاطفال مقاعدهم الدراسية والتوجه صوب الشوارع في مراكز المدن من اجل تامين بعض متطلبات الحياة عبر اعمال قد يشكل بعضها خطرا على حياتهم ويسهم في مجهولية مصيرهم .. (الارملة) هذه المفردة القاسية التي لا يمكن لأحد أن يعرف معنى الانكسار كما تعرفه الأرامل بين صدمة فقدان الزوج المعيل إلى شقاء مواجهة متطلبات الاوضاع المعيشية وثقل حمل إعالة أطفالهن بمفردهن. وجوههن تتميز بأنكسار واضح واتشاح سواد امتد طوال عقود وسنوات عجاف مرت دون أية بقعة ضوء وامل وتسكن غالبية الأرامل في كنف أقاربهن لكن كثيرا منهن يذهبن للقول أن الأهل والمجتمع لا يرحمان وسرعان ما ينقلبوا فتصبح الأرملة وأطفالها ثقلا عليهم ومنهن يتسألن (كيف يمكن للمسؤولين أن يناموا قريري العين فيما تضطر كثير من الأرامل لإذلال أنفسهن من اجل إعالة أطفالهن) العديد من المحللين والمراقبين للاوضاع الاجتماعية يشددون على أن (الأزمات خلفت مئات الالاف من الأرامل والمطلقات وغير المتزوجات وليس هناك معالجة جذرية لمشاكلهن ويصفون وضع المرأة في البلاد بأنه (كارثة) لذا لابد من وقفة جادة من اجل انصاف هذه الشريحة من الارامل لاسيما وان الموازنة العامة للعام المقبل قيد الاقرار من رفع الحيف عنها ومساعدتها بشكل عملي وليس بالتصريحات التي لاتسمن ولا تغني من جوع اي ان تكون هناك سياسة دولة وأن تلعب المنظمات المعنية بشؤون المرأة دورا مهما ان تعمل تغيرا جذريا من اجل مد يد العون والمساعدة لايجاد السبل التي من شأنها معالجة الاوضاع وذلك ليس مستحيلاً لاسيما ان هناك منافذ للصرف في الميزانيات هي اصلا كمالية ولن تجدي نفعا منها الاهتمام بانشاء مبان ومتنزهات وحدائق بالمليارات والارامل والايتام يعيشون تحت خطوط الفقر في القاع دون اهتمام ينتظرهم المجهول ..
صباح الخالدي
AZP20

مشاركة