اكتوبر 2 – طالب سعدون

نبض القلم

اكتوبر 2 – طالب سعدون

يبدو أن شهر اكتوبر نحس على (( اسرائيل )) وتكراره يعد نذير شؤم لها ..

ها هو اكتوبر يتكرربعد خمسين عاما من (بارليف الى طوفان الاقصى ) بروحية وطريقة قتالية يلتقي بها الاثنان في مفاجأة العدو في عقرداره وتكبيده خسائر كبيرة وفي مقدمتها المعنويات وخلق حالة من الذعر في نفوس ( الاسرائيليين ) ومهاجمتهم من كل الجهات بمهارة عالية وقدرة خارقة وتخطيط رائع وتصميم اكيد على تحقيق الهدف .. من البر والبحر والجو مما شكل في الحالتين اهانة لجيش وصف من بين الجيوش المتقدمة في العالم مقابل أفراد يمتلكون سلاحا أمضى من كل اسلحته وهو العقيدة والايمان والحقوق المشروعة ..

لقد سقطت مرة أخرى وتلاشت إسطورة الجيش الذي لايقهر ونظريته التي قام عليها منذ 1948 وتتلخص في ( المفاجأة والمبادأة والحرب الخاطفة والقدرة العالية على التعبئة ) التي تضمن له التفوق مع ضمان ( وجود حليف قوي) هو أمريكا ..وتلك العوامل ساعدته في نقل المعارك خارج ( أراضيه ) .

كما تعد هذه العملية فشلا لاجهزة الاستخبارات ( الاسرائيلية ) في كل اقسامها في معرفة توقيت هجمة اكتوبرالفلسطينية التي وصفت بانها الاقوى في تاريخ ( اسرائيل ) خارج الحروب النظامية على حد ما ذكرت البي بي سي وانها غير متوقعة وليست هناك معلومات مسبقة عنها على حد قول ممثلي بعض اجهزتها ..

إن تصريح نيتنياهو بان الحرب قد فرضت عليهم يكشف هذه الحقيقة وان كان فيه مغالطة واضحة لانهم هم كانوا يفرضون الحروب على العرب والفلسطينيين منذ عام 1948 .

ان قصف الابراج الفلسطينية محاولة ( اسرائيلية ) لبعث الاطمئنان في نفوس ( الاسرائيليين ) والتغطية على هذه الحقيقة على حد ما يرى مراقبون .

يبدو ان ( اسرائيل ) لم تستفد من درس اكتوبر الاول لانها استمرت على سياستها العدائية وانتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني والقدس والاقصى والتوسع في المستوطنات رغم توسع دائرة التطبيع معها ودعوات السلام العربية المتكررة .. وهذا دليل حي على فشل التطبيع ايضا في تغيير السياسة ( الاسرائيلية ) مع الفلسطينيين والاعتراف بحقوقهم المشروعة في اقامة دولتهم على كامل ترابهم ولا في اجبار الشعب الفلسطيني على القبول والاستسلام لما يُملى عليه ..

جاء اكتوبر الثاني خارج التوقعات والحسابات للعالم بضمنه العرب وفي مقدتهم المطبعون .. فهل يعي الجميع هذا الدرس ؟

وهل تستوعب ( اسرائيل ) هذا الدرس وهي التي تعودت على تجاهل الدروس منذ عام 1948 والى اليوم ..؟

اكتوبر الثاني حدث كبير وليس عابرا وسيأخذ موقعه في التاريخ بنتائجه وفي مقدمتها تغيير قواعد الاشتباك بين اسرائيل والفلسطينيين وإن الحق الى جانب الفلسطينيين وهو عنصر قوة اساسية لهم في الدفاع عنه امام الغطرسة والغرور ( الاسرائيلي ) والاستئساد بامريكا ومن يقف معها في تشجيع ( اسرائيل ) على الاستمرار في سياستها العدوانية..

الحق سينتصر طال ام قصر الزمن وواهم من يتصور ان صاحب الحق سيضعف او يهزم امام جبروت القوة الغاشمة ..

وسؤال تردد كثيرا خلال الايام الماضية بعد طوفان الاقصى .. حرب الاقصى هي نتاج جزء صغير .. ماذ ا لو تحرك الكل الكبير ..؟

تلك حقيقة ..

والحقائق لا تحتاج الى اثبات .

كلام مفيد :

وأنا أعد مقالي وردتني رسالة صباحية جميلة من أحد الاصدقاء الاعزاء وجدتها مفيدة :

قال الله تعالى ( ولا تنسوا الفضل بينكم ) .. وهي من بين أعظم وأجمل ما جاء في القران الكريم في حقوق واداب العلاقات الانسانية .. في نهاية كل علاقة تسفر عن فراق أو اختلاف يجب أن يكون الماضي حاضرا وتذكر ما كان جميلا قامت عليه تلك العلاقة .. اذا ما حصل الفراق لا سمح الله :

لا تفش سرا ..

لا تهتك سترا ..

لا تنكر فضلا ..

مشاركة