موسكو- كييف – الزمان
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد إن الحرب تصل الى روسيا و»مراكزها الرمزية»، وذلك بعد ساعات من هجوم بطائرات مسيّرة استهدف موسكو وأدى الى وقف حركة الملاحة في أحد مطاراتها الدولية لفترة موقتة.
وحذّر الرئيس الأوكراني من أنه «تدريجيا، الحرب تعود الى أرض روسيا، (تطال) مراكزها الرمزية وقواعدها العسكرية، وهذا مسار لا مفرّ منه، طبيعي، وعادل بلا ريب»، وذلك في كلمة خلال زيارة لمدينة إيفانو-فرانكيفسك في غرب البلاد.
واكد أن «اوكرانيا تصبح أكثر قوة»، مع تنبيهه الى أن على روسيا أن تستعد لهجمات جديدة تستهدف بناها التحتية في مجال الطاقة في الشتاء المقبل.
أعلنت السلطات الروسيّة الأحد أنّها أحبطت هجومَين ليليَين شنّتهما طائرات أوكرانيّة بلا طيّار على موسكو التي أقفل مطارها الدولي لفترة وجيزة في حادث نادر اذ لم يسبق ان جرى اغلباق مطار موسكو الدولي منذ سبعين عاما، وشملت الغار ات الأوكرانية شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا، من دون أن تتسب الغارات في وقوع إصابات لكن هناك خسائر مادية واضحة ورعب بين الأهالي..
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان «دمّرت الدفاعات الجوية 16 مسيّرة أوكرنية» في شبه جزيرة القرم.
وأضاف البيان أنّه «تمّ تحييد تسعة مسيّرات أوكرانية أخرى بوسائل الحرب الإلكترونية وتحطّمت في البحر الأسود»، مشيراً إلى أنّ الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات.
وفي وقت سابق، قال رئيس بلديّة العاصمة الروسيّة سيرغي سوبيانين على تلغرام إنّ «طائرات أوكرانيّة بلا طيّار شنّت هجوماً هذه الليلة». وأضاف «تضرّرت واجهتا بُرجَين يضمّان مكاتب في المدينة بشكل طفيف. لا ضحايا أو إصابات».
وأفاد مصور لوكالة فرانس برس أن نوافذ عدة في هذه الأبنية تحطمت وبرزت عوارض فولاذية فيما تبعثرت وثائق على الأرض.
وقالت الوزارة إنّ الهجوم الذي شنّته ثلاث طائرات بلا طيّار قد أحبِط. وأضافت أنّ إحدى الطائرات أسقِطت، مشيرة إلى أنّ الاثنتين الأخريين «تمّ تحييدهما بأنظمة الحرب الإلكترونيّة» وتحطّمتا على مجمّع مبانٍ.
نددت وزارة الدفاع الروسية ب»محاولة هجوم إرهابي».
ونقلت وكالة «تاس» الروسيّة للأنباء عن «مصادر ملاحية» قولها إنّ مطار فنوكوفو الدولي في جنوب غرب موسكو أغلِق بشكل وجيز أمام حركة الطيران في وقت باكر الأحد، قبل أن تُستأنف لاحقا الرحلات الجوّية.
كانت قلما تحدث هجمات على موسكو وضواحيها، الواقعة على بُعد حوالى 500 كيلومتر من الحدود الأوكرانيّة، منذ بدء النزاع في شباط/فبراير 2022، إلى أن بدأت في العام 2023 الغارات الجوّية التي تشنّها المسيّرات.
والهجمات التي شُنّت الأحد هي الأحدث في سلسلة هجمات بواسطة طائرات مسيّرة، بينها هجوم على الكرملين ومدن روسيّة قرب الحدود مع أوكرانيا، تنسبها موسكو لكييف.
في تمّوز/يوليو، قالت روسيا إنّها أسقطت خمس مسيّرات أوكرانيّة أدّت إلى تعطيل حركة الطيران في مطار فنوكوفو.
تأتي هذه الهجمات بعد أسابيع قليلة على انطلاق الهجوم الأوكراني المضادّ الذي يهدف إلى استعادة الأراضي التي تحتلّها روسيا.
وقال وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف إنّ هذه الهجمات «كانت مستحيلة لولا المساعدة التي تُقدّمها لنظام كييف الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي».
قال الكرملين الجمعة إن القوات الروسية اعترضت صاروخين أوكرانيين فوق جنوب غرب روسيا وأدى حطام الأول إلى جرح 16 شخصا على الأقل في مدينة تاغونروغ القريبة من الحدود مع أوكرانيا.
وغالباً ما تتعرض المناطق الحدودية لهجمات بواسطة مسيّرات وإطلاق قذائف منذ بدء النزاع لكن قلما تستخدم الصواريخ.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ الصاروخ الأول من طراز «اس 200»، استهدف «منشآت سكنية» في تاغونروغ، التي يقطنها 250 ألف نسمة.
وبعد فترة وجيزة، أسقط صاروخ «اس 200» ثانٍ بالقرب من آزوف، وسقط الحطام هذه المرة على منطقة غير مأهولة، وفقاً للوزارة.
في الجانب الأوكراني، قُتل مدني واحد على الأقلّ مساء السبت في هجوم صاروخي روسي على مدينة سومي (شمال شرق)، حسبما ذكرت الشرطة الوطنيّة، متحدّثة أيضا عن سقوط خمسة جرحى جرّاء الهجوم الذي استهدف مركزا تعليميا.
وفقا لموقع Suspilne العام فإنّ أحد مباني المنشأة التعليميّة دُمّر بسبب الانفجار الذي دوّى «نحو الساعة 20,00» (17,00 ت غ). وتظهر أنقاض هذا المبنى في صور نشرها الموقع.
في مطلع تمّوز/يوليو، استهدف هجوم بطائرات مسيّرة روسيّة مبنى سكنيّا في سومي، مسفرا عن ثلاثة قتلى و21 جريحا.
والسبت أيضا قُتل رجل وامرأة في غارة روسية استهدفت مدينة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا، وفق ما أفادت السلطات المحلية.