استطلاع (الزمان):وزارة للمرأة عنوان جدل بين نساء العراق.. والمنظمات الجهوية في موضع اتهام بالاستغلال والعجز

بغداد‭ – ‬عدنان‭ ‬أبوزيد‭ – ‬هدير‭ ‬الجبوري

تسعى‭ ‬المرأة‭ ‬العراقية‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬وفي‭ ‬سلطات‭ ‬القرار،‭ ‬لكن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها،‭ ‬مثل‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬القانونية،‭ ‬وانتشار‭ ‬العنف،‭ ‬والتمييز‭ ‬ضدها،‭ ‬لازالت‭ ‬كبيرة،‭  ‬على‭ ‬رغم‭ ‬بعض‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬مثل‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬تمثيلها‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬العراقي‭ ‬من‭ ‬2%‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2005‭ ‬إلى‭ ‬25%‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2021،‭ ‬كما‭ ‬تقلدت‭ ‬المرأة‭ ‬العراقية‭ ‬مناصب‭ ‬وزارية‭ ‬وحكومية‭ ‬مهمة،‭ ‬مثل‭ ‬منصب‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬ووزيرة‭ ‬التربية‭.  ‬ولازال‭ ‬نشاط‭ ‬المرأة‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية،‭ ‬متواضعا‭ ‬تؤكده‭ ‬الفعاليات‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭.‬وشهد‭ ‬العام‭ ‬2004‭ ‬استحداث‭ ‬وزارة‭ ‬للمرأة،‭ ‬تحت‭ ‬تسمى‭ ‬‮«‬وزارة‭ ‬الدولة‭ ‬لشؤون‭ ‬المرأة‮»‬،‭ ‬وكانت‭ ‬أول‭ ‬وزارة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع،‭ ‬لكنها‭ ‬ألغيت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2015،‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬حيدر‭ ‬العبادي،‭ ‬بناءً‭ ‬‮«‬على‭ ‬مقتضيات‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬حينها‭. 

تخبط‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬المرأة‭ ‬

رئيس‭ ‬منتدى‭ ‬الاعلاميات‭ ‬العراقيات،‭ ‬نبراس‭ ‬المعموري‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الحملة‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬بعنوان‭ (‬اعيدوا‭ ‬وزارة‭ ‬المرأة‭)‬‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬قرار‭ ‬حل‭ ‬الوزارة‭ ‬اتخذ‭ ‬ابان‭ ‬حكومة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬السابق‭ ‬حيدر‭ ‬العبادي‭ ‬العام‭ ‬2015،‭ ‬وجاء‭ ‬القرار‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬المطالبة‭ ‬بتقليص‭ ‬الانفاق‭ ‬الحكومي،‭ ‬رغم‭ ‬انها‭ ‬وزارة‭ ‬دولة‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬حقيبة‭ ‬وزارية‭ ! ‬فاين‭ ‬مفصل‭ ‬الانفاق‭ ‬الحكومي‮»‬‭. ‬

تتابع‭ ‬‮«‬كنا‭ ‬نأمل‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬مستقلة‭ ‬او‭ ‬مجلس‭ ‬يعنى‭ ‬بالمرأة‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬اقليم‭ ‬كردستان،‭ ‬سيما‭ ‬ان‭ ‬الدستور‭ ‬كفل‭ ‬تشكيل‭ ‬الهيئات‭ ‬المستقلة‭ ‬وبالتالي‭ ‬نضمن‭ ‬ابتعاد‭ ‬مؤسسة‭ ‬المرأة‭ ‬عن‭ ‬المحاصصة‮»‬‭. ‬

وكشفت‭ ‬المعموري‭ ‬‮«‬ضغوط‭ ‬مورست‭ ‬على‭ ‬البرلمان‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬قانون‭ ‬مفوضية‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬وحل‭ ‬وزارة‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬واستبدالها‭ ‬بهيئة‭ ‬مستقلة؛‭ ‬وفيما‭ ‬بعد‭ ‬حل‭ ‬وزارة‭ ‬المرأة،‭ ‬الا‭ ‬اننا‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬واجهنا‭ ‬صدمة‭ ‬كبرى‭ ‬ترجمت‭ ‬بتشكيل‭ ‬مفوضية‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬وفق‭ ‬الاطار‭ ‬المحاصصي‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬للاستقلالية‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬صلاحيات‭ ‬تنفيذية‭ ‬رغم‭ ‬ان‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬كان‭ ‬ضمن‭ ‬كتابة‭ ‬القانون‭ ‬وكذلك‭ ‬ضمن‭ ‬لجنة‭ ‬اختيار‭ ‬اعضاء‭ ‬مفوضية‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان،‭ ‬حتى‭ ‬ان‭ ‬اعضائها‭ ‬صاروا‭ ‬يصرحون‭ ‬بذلك‮»‬‭. ‬

تتابع‭ ‬‮«‬قصة‭ ‬وزارة‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬والمفوضية‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬قصة‭ ‬حل‭ ‬وزارة‭ ‬المرأة،‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬الذي‭ ‬يختلف‭ ‬هو‭ ‬انه‭ ‬عندما‭ ‬حلت‭ ‬وزارة‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬بديل‭ ‬اسس‭ ‬واعلن‭ ‬عن‭ ‬كيانه‭ ‬رغم‭ ‬سلبياته‭ ‬التي‭ ‬تجلت‭ ‬لاحقا،‭ ‬وعليه‭ ‬ظل‭ ‬ملف‭ ‬المرأة‭ ‬يراوح‭ ‬بين‭ ‬ادراج‭ ‬البرلمان‭ ‬والحكومة‭ ‬والمنظمات‭ ‬لسنوات،‭ ‬وساعد‭ ‬الفراغ‭ ‬المؤسساتي‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬سلما‭ ‬سهلا‭ ‬للمتاجرة‭ ‬بقضايا‭ ‬المرأة‮»‬‭. ‬

تستطرد‭ ‬‮«‬سابقا‭ ‬كانت‭ ‬وزارة‭ ‬لشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬رغم‭ ‬صلاحياتها‭ ‬المحدودة‭ ‬وخضوعها‭ ‬للمحاصصة،‭ ‬الا‭ ‬اننا‭ ‬كنا‭ ‬امام‭ ‬جهة‭ ‬رسمية‭ ‬نشخص‭ ‬الخطأ‭ ‬ونلقي‭ ‬باللائمة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬تجاوبها‭ ‬او‭ ‬اجادتها‭ ‬للعمل،‭ ‬واليوم‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬جهة‭ ‬تنفيذية‭ ‬يتمركز‭ ‬معها‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬منصة‭ ‬محددة‭ ‬تستند‭ ‬اليها‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬النسوية‭ ‬خلال‭ ‬الانشطة‭ ‬والحملات؛‭ ‬فقد‭ ‬تعددت‭ ‬المسميات‭ ‬بين‭ ‬لجان‭ ‬ودوائر‭ ‬وشخصيات،‭ ‬وهذا‭ ‬ادى‭ ‬ان‭ ‬تتجاوز‭ ‬بعض‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬حدود‭ ‬المعقول‭ ‬لتتصرف‭ ‬كما‭ ‬يحلو‭ ‬لها‭ ‬وفق‭ ‬اجندات‭ ‬سياسية‭ ‬و‭ ‬حزبية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ضاع‭ ‬ملف‭ ‬المرأة‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬حكومي‭ ‬و‭ ‬غير‭ ‬حكومي‮»‬‭. ‬

واعتبرت‭ ‬المعموري‭ ‬ان‭ ‬‮«‬اعادة‭ ‬وزارة‭ ‬المرأة‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬جهد‭.. ‬يحتاج‭ ‬فقط‭ ‬قرار‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬مكاتب‭ ‬جديدة‭ ‬وانشاء‭ ‬مقرات،‭ ‬فالمكتب‭ ‬السابق‭ ‬للوزيرة‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يراوح‭ ‬مكانه‮»‬‭. ‬

الارادة‭ ‬السياسية‭ ‬الذكورية‭ ‬

مديرة‭ ‬فريق‭ ‬نخلة‭ ‬وطن‭ ‬للدراجات‭ ‬الهوائية‭ ‬النسوية،‭ ‬سعاد‭ ‬حسن‭ ‬الجوهري،‭ ‬تقول‭ ‬ان‭ ‬‮«‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬تجربتنا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬والمرأة‭ ‬رغم‭ ‬فسحة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬قطاعات‭ ‬الحياة‭ ‬سياسيا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬ورياضيا‭ ‬وثقافيا‭ ‬وغيرها‭ ‬الا‭ ‬انها‭ ‬لازالت‭ ‬ترنو‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬المجال‭ ‬للعمل‭ ‬الى‭ ‬جنب‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬تعميد‭ ‬اسس‭ ‬الوطن‮»‬‭. 

تتابع‭ ‬‮«‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬نصف‭ ‬المجتمع‭ ‬مصابة‭ ‬بالإحباط‭ ‬جراء‭ ‬اداء‭ ‬اي‭ ‬مؤسسة‭ ‬حكومية‭ ‬تعنى‭ ‬باسمها‭ ‬كوزارة‭ ‬المرأة‭ ‬سابقا‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬حلها‭ ‬لأسباب‭ ‬معروفة،‭ ‬فنلاحظ‭ ‬ان‭ ‬الحيز‭ ‬المسموح‭ ‬للمرأة‭ ‬الحركة‭ ‬فيه‭ ‬قد‭ ‬خيم‭ ‬عليه‭ ‬ظلال‭ ‬الاحزاب‭ ‬والتسييس‭ ‬لهذا‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬زالت‭ ‬رهن‭ ‬الارادة‭ ‬السياسية‭ ‬الذكورية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المرأة‭ ‬كتابع‭ ‬وليس‭ ‬اساس‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬وقفة‭ ‬جادة‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬الوطن‭ ‬لفرض‭ ‬كلمتهن‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬ونيل‭ ‬حقوقهن‭ ‬المشروعة‭ ‬والمكفولة‭ ‬شرعا‭ ‬وعرفا‭ ‬وقانونا‮»‬‭. ‬

‭ ‬وجود‭ ‬المرأة‭.. ‬تكملة‭ ‬عدد‭ ‬

الدكتورة‭ ‬والناشطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬سلامة‭ ‬الصالحي،‭ ‬ترى‭ ‬ان‭ ‬‮«‬تصدر‭ ‬المرأة،‭ ‬واجهة‭ ‬اي‭ ‬بلد‭ ‬وفي‭ ‬صناعة‭ ‬القرار‭ ‬علامة‭ ‬بارزة‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمعات‭ ‬واعتدالها‭ ‬وتقدمها‭ ‬واي‭ ‬تراجع‭ ‬لدورها‭ ‬وجعلها‭ ‬خلف‭ ‬الستار‭ ‬هو‭ ‬تراجع‭ ‬يصيب‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بأزمات‭ ‬تاريخية‮»‬‭. ‬

تستطرد‭ ‬‮«‬على‭ ‬مدى‭ ‬العصور‭ ‬حاول‭ ‬المجتمع‭ ‬الذكوري‭ ‬تهميش‭ ‬وإقصاء‭ ‬المرأة‭ ‬عن‭ ‬المجالات‭ ‬السياسية‭ ‬والعلمية‭ ‬ولولا‭ ‬هذا‭ ‬التهميش‭ ‬لتطورت‭ ‬البشرية‭ ‬بسرعة‭ ‬أكبر‭ ‬واعظم،‭ ‬وبعد‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬‮٢٠٠٣‬،‭ ‬رأينا‭ ‬تواجد‭ ‬ملحوظ‭ ‬وبضغط‭ ‬أممي‭ ‬وامريكي‭ ‬في‭ ‬ضرورة‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬وإعطائها‭ ‬دورا‭ ‬قياديا‭ ‬لتنهض‭ ‬بالمجتمع‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الرجل‭ ‬لما‭ ‬لوجودها‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬والعدالة‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬النزيه‭ ‬والمخلص‮»‬‭. ‬

تضيف‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬وجود‭ ‬المرأة‭ ‬الملحوظ‭ ‬الا‭ ‬لتكملة‭ ‬عدد‭ ‬حيث‭ ‬سلب‭ ‬منها‭ ‬حرية‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬وسيطرة‭ ‬سلطة‭ ‬الحزب‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬النساء‭ ‬اللواتي‭ ‬تم‭ ‬وصولهن‭ ‬الى‭ ‬مراكز‭ ‬القرار‭ ‬كمشرعات‭ ‬او‭ ‬تنفيذيات،‭ ‬اما‭ ‬وجود‭ ‬وزارة‭ ‬للمرأة‭ ‬فهو‭ ‬ضروري‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تمكينها‭ ‬وكسب‭ ‬قرارات‭ ‬جديدة‭ ‬لصالحها‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الظلم‭ ‬الممارس‭ ‬ضدها‭ ‬اجتماعيا‭ ‬وسياسيا‭ ‬ودينيا‮»‬‭. 

المنظمات‭ ‬تتاجر‭ ‬باسم‭ ‬المرأة‭ ‬

الكاتبة‭ ‬والناشطة‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬زينب‭ ‬الكعبي‭ ‬ترى‭ ‬ان‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬مساحة‭ ‬لحرية‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭ ‬لفئة‭ ‬النساء‭ ‬لكنها‭ ‬مقيدة‭ ‬بضوابط‭ ‬القانون،‭ ‬وانا‭ ‬من‭ ‬أشد‭ ‬المطالبين‭ ‬بعودة‭ ‬وزارة‭ ‬المرأة‭ ‬كونها‭ ‬المؤسسة‭ ‬الفعلية‭ ‬التي‭ ‬تتجه‭ ‬نحوها‭ ‬كل‭ ‬متعلقات‭ ‬نساء‭ ‬العراق‭ ‬بدلاً‭ ‬عن‭ ‬استحواذ‭ ‬بعض‭ ‬المنظمات‭ ‬التي‭ ‬امتهنت‭ ‬قضايا‭ ‬النساء‭ ‬لأغراض‭ ‬التجارة‭ ‬والإثراء‮»‬‭. ‬

المرأة‭ ‬العراقية‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬وزارة‭ ‬

وتتحدث‭ ‬الكاتية‭ ‬والصحافية،‭ ‬نرمين‭ ‬المفتي‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المرأة‭ ‬العراقية‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬وزارة‭ ‬تعنى‭ ‬بشؤونها‭ ‬وحقوقها‭ ‬ومسؤولياتها،‭ ‬وهكذا‭ ‬وزارة‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتطورة،‭ ‬وهناك‭ ‬دول‭ ‬تضيف‭ ‬مصطلح‭ ‬المجتمع‭ ‬ليصبح‭ ‬اسم‭ ‬الوزارة‭ (‬المرأة‭ ‬والمجتمع‭)‬،‭ ‬فصلاح‭ ‬المجتمعات‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬امرأة‭ ‬تتمتع‭ ‬بحقوقها‭ ‬لتعرف‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬وتنفذها‭ ‬على‭ ‬افضل‭ ‬وجه‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬تربية‭ ‬اجيال‭ ‬متعلمة‭ ‬ومتصالحة‭ ‬مع‭ ‬نفسها‭ ‬وبالنتيجة‭ ‬مجتمع‭ ‬مزدهر‭ ‬ومتحضر‮»‬‭. ‬

تتابع‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬ترفع‭ ‬اسم‭ ‬المرأة،‭ ‬قليل‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬الامكان‭ ‬ان‭ ‬تتطور‭ ‬وتكبر‭ ‬لتكون‭ ‬نافذة‭ ‬للمرأة،‭ ‬اما‭ ‬الباقي،‭ ‬فليست‭ ‬سوى‭ ‬اسماء‭ ‬لمنظمات‭ ‬لا‭ ‬غير‮»‬‭. ‬

تتحدث‭ ‬المفتي‭ ‬عن‭ ‬‮«‬دراسة‭ ‬بريطانية‭ ‬نشرها‭ ‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬يوليو‭/‬تموز‭ ‬2020‭ ‬عن‭ ‬مواجهة‭ ‬كوفيد‭ ‬حينها،‭ ‬اشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬الموجة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الوباء‭ ‬حققت‭ ‬الدول،‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬النساء،‭ ‬أفضل‭ ‬النتائج‭ ‬سابقة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مقارنة‭ ‬الإدارة‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬193‭ ‬دولة‭. ‬وأفادت‭ ‬الدراسة‭ ‬أن‭ ‬19‭ ‬دولة‭ ‬تقودها‭ ‬النساء‭ ‬حققت‭ ‬نتائج‭ ‬أفضل‭ ‬نسبيا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأعداد‭ ‬الإصابات‭ ‬والوفيات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدول‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬الرجال‮»‬،‭ ‬معتبرة‭ ‬انه‭ ‬‮«‬حين‭ ‬تنجح‭ ‬المرأة‭ ‬القيادية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كوفيد،‭ ‬معناه‭ ‬انها‭ ‬ناجحة‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الأخرى‮»‬‭. ‬

  ‬دور‭ ‬قيادي‭ ‬

التدريسية‭ ‬المتقاعدة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الموصل،‭ ‬امية‭ ‬فيصل‭ ‬محجوب،‭ ‬تقول‭ ‬ان‭ ‬‮«‬المرأة‭ ‬بصفاتها‭ ‬القيّمة‭ ‬التي‭ ‬وهبها‭ ‬الله‭ ‬لها،‭ ‬تستطيع‭ ‬ان‭ ‬تهز‭ ‬المهد‭ ‬بيمينها‭ ‬وتهز‭ ‬العالم‭ ‬بشمالها،‭ ‬ولهذا‭ ‬فهي‭ ‬قيادية‭ ‬وتستطيع‭ ‬ان‭ ‬تقود‭ ‬وزارة‭ ‬وحبذا‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬هنالك‭ ‬وزارة‭ ‬للمرأة‭ ‬لتلتزم‭ ‬نساء‭ ‬ترملوا‭ ‬وبنات‭ ‬تيتموا‭ ‬ومطلقات‭ ‬زادوا‭ ‬في‭ ‬هذهِ‭ ‬الايام‭ ‬ولظروف‭ ‬عديدة،‭ ‬ولا‭ ‬نحتاج‭ ‬اتحاد‭ ‬نساء‭ ‬وانما‭ ‬لجنة‭ ‬للأسرة‭ ‬والمرأة‭ ‬توصل‭ ‬بأمانة‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬وزارتها‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‮»‬‭. 

تجربة‭ ‬فاشلة‭ ‬

‭ ‬رئيس‭ ‬منتدى‭ ‬الصيد‭ ‬الثقافي،‭ ‬سناء‭ ‬وتوت،‭ ‬ترى‭ ‬انه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬حاجة‭ ‬لوزارة‭ ‬مرأة‭ ‬ولدينا‭ ‬تجربة‭ ‬فاشلة‭ ‬فيها‭ ‬واي‭ ‬اتحاد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يؤسس‭ ‬وسط‭ ‬هذه‭ ‬الانقسامات‭ ‬والكيانات‭ ‬الحزبية‭ ‬الطائفية‭ ‬المناطقية،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬الهيئات‭ ‬التي‭ ‬تسمى‭ ‬مستقلة،‭ ‬كلنا‭ ‬يعلم‭ ‬من‭ ‬هي‭ ‬الايدي‭ ‬الخفية‭ ‬التي‭ ‬تهيمن‭ ‬وتتحكم‭ ‬بمجريات‭ ‬عملها،‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬التي‭ ‬تتماهى‭ ‬وتتناغم‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬العراق‮»‬‭. ‬

تعتبروتوت،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬وضع‭ ‬المرأة‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬سوءا‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬المجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬فهناك‭ ‬زيادة‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق‭ ‬وظهور‭ ‬العنف‭ ‬والتنمر‭ ‬وتعاطي‭ ‬المخدرات،‭ ‬مع‭ ‬حالات‭ ‬كانت‭ ‬مرفوضة‭ ‬اخلاقيا‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا،‭ ‬وهذه‭ ‬أمور‭ ‬اكسبت‭ ‬المرأة‭ ‬العراقية‭ ‬القوة‭ ‬والتصدي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تعزز‭ ‬منذ‭ ‬ايام‭ ‬الحصار‭ ‬والحروب،‭ ‬لكن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬تلاشى‭ ‬بفعل‭ ‬التداعيات‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الصعد‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت‭ ‬ليتحول‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬تنمر‭ ‬وتشويه‭ ‬للأنوثة‭ ‬وحتى‭ ‬الامومة،‭ ‬ليصبح‭ ‬الاسود‭ ‬ابيضا‭ ‬والعكس‭ ‬هو‭ ‬الصحيح‮»‬‭. ‬

تشير‭ ‬وتوت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬اي‭ ‬تطور‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬ما‭ ‬مرهون‭ ‬بتطور‭ ‬المجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬كونه‭ ‬يمثل‭ ‬حلقات‭ ‬متسلسلة‭ ‬الترابط‭ ‬في‭ ‬العائلة‭ ‬والمدرسة‭ ‬والشارع‭ ‬والخدمات‭ ‬والقضاء‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬لكننا‭ ‬اليوم‭ ‬نعيش‭ ‬مرحلة‭ ‬انهيار‭ ‬الدولة‮»‬‭. ‬

‭ ‬ضحايا‭ ‬

المهندسة‭ ‬سرى‭ ‬حسين‭ ‬علي‭ ‬تقول‭ ‬ان‭ ‬‮«‬نساء‭ ‬العراق‭ ‬ما‭ ‬زلن‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬معاناة،‭ ‬والبعض‭ ‬منهن‭ ‬ضحايا‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الجرائم،‭ ‬وكذلك‭ ‬استغلالهن‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عصابات،‭ ‬وهنالك‭ ‬ضحايا‭ ‬لزواج‭ ‬القاصرات‭ ‬المشرعن‭ ‬دستورياً‭ ‬حسب‭ ‬المادة‭ ‬الثانية،‭ ‬وكل‭ ‬حقوقهن‭ ‬الأخرى‭ ‬كالحق‭ ‬في‭ ‬وظيفة‭ ‬تناسب‭ ‬مستواها‭ ‬العلمي‭ ‬والاكاديمي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بثمن‭ ‬بخس،‭ ‬ولهذا‭ ‬طالبت‭ ‬دائما‭ ‬بقطاع‭ ‬خاص‭ ‬تشرف‭ ‬علية‭ ‬الدولة‭ ‬بنفسها‭ ‬عبر‭ ‬تأهيل‭ ‬المصانع‭ ‬المعطلة‭ ‬لتشغيل‭ ‬الكفاءات‭ ‬وكذلك‭ ‬دعماً‭ ‬للإنتاج‭ ‬الوطني‮»‬‭. 

  ‬دور‭ ‬شكلي‭ ‬

الصحفية‭ ‬تغريد‭ ‬نهاد‭ ‬العزاوي،‭ ‬تقول‭ ‬أن‭ ‬‮«‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬العراقية‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠٠٣‬،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ضعيفا‭ ‬وهشا‭ ‬وغير‭ ‬فاعل،‭ ‬فنحن‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬نرى‭ ‬صوتا‭ ‬واضحا‭ ‬ومسموعا‭ ‬للمرأة‭ ‬العراقية‭ ‬داخل‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان‭ ‬العراقي،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نرى‭ ‬فيه‭ ‬دور‭ ‬الرجل‭ ‬البرلماني‭ ‬متمكنا‭ ‬وواضحا،‭ ‬إذ‭ ‬بات‭ ‬دورها‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬جلسات‭ ‬البرلمان‭ ‬الدورية‭ ‬فقط‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬القيادي‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬فنلاحظ‭ ‬إن‭ ‬استحقاق‭ ‬المرأة‭ ‬فيه‭ ‬يقتصر‭ ‬بشغلها‭ ‬حقيبتين‭ ‬وزاريتين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة،‭ ‬وهو‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الاستحقاق‭ ‬الوزاري‭ ‬للرجل،‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬ونراها‭ ‬تسير‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬تؤتمر‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الكتلة‭ ‬أو‭ ‬رئيس‭ ‬الحزب‭ ‬الذي‭ ‬تنتمي‭ ‬إليه‭ ‬حول‭ ‬آلية‭ ‬إدارة‭ ‬وزارتها،‭ ‬ولم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مواقع‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬بعد‮»‬‭. 

تعتقد‭ ‬العزاوي‭ ‬انه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬ضرورة‭ ‬لاستحداث‭ ‬وزارة‭ ‬للمرأة،‭ ‬لان‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬لا‭ ‬ينحصر‭ ‬داخل‭ ‬موقع‭ ‬معين‭ ‬أو‭ ‬مؤسسة‭ ‬معينة،‭ ‬ولو‭ ‬أتحيت‭ ‬الفرصة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لتمكين‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬العراقية،‭ ‬لاستطاعت‭ ‬أن‭ ‬تشغل‭ ‬أدوارا‭ ‬ريادية‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬العراقية،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬وجودها‭ ‬داخل‭ ‬وزارة‭ ‬معينة‮»‬‭. 

تضيف‭ ‬انه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬فرصة‭ ‬لعودة‭ ‬الإتحاد‭ ‬العام‭ ‬لنساء‭ ‬العراق‭ ‬بالوقت‭ ‬الحاضر،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكومة‭ ‬عراقية‭ ‬يقودها‭ ‬العقل‭ ‬الذكوري‭ ‬المهيمن‭ ‬على‭ ‬التفرد‭ ‬في‭ ‬السلطة،‭ ‬والذي‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تهميش‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬كافة،‭ ‬وتقليص‭ ‬دورها‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬مكانتها‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ولربما‭ ‬سنشهد‭ ‬عودة‭ ‬الإتحاد‭ ‬مستقبلا،‭ ‬عندما‭ ‬تتوفر‭ ‬البيئة‭ ‬السياسية‭ (‬الديمقراطية‭) ‬المناسبة‭ ‬للحكم‮»‬‭. 

تتابع‭ ‬‮«‬قد‭ ‬تكون‭ ‬اليوم‭ ‬النوافذ‭ ‬ضئيلة‭ ‬لكي‭ ‬تعبر‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬المرأة‭ ‬العراقية‭ ‬عن‭ ‬إراداتها‭ ‬وطموحاتها‭ ‬العامة،‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬المساحة‭ ‬الكافية‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ضعف‭ ‬القانون‭ ‬وغياب‭ ‬مفهوم‭ ‬العدالة‭ ‬والشراكة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إرادة‭ ‬المرأة‭ ‬العراقية‭ ‬لا‭ ‬تقف‭ ‬حيال‭ ‬هذا،‭ ‬وإن‭ ‬إصرارها‭ ‬لا‭ ‬يقف‭ ‬عند‭ ‬نقطة‭ ‬محددة،‭ ‬وبقوتها‭ ‬وكفاحها‭ ‬سوف‭ ‬تصل‭ ‬وتحقق‭ ‬الكثير‮»‬‭. 

‭ ‬النظرة‭ ‬النمطية‭ ‬

‭ ‬ترى‭ ‬الناشطة‭ ‬الإعلامية‭ ‬رجاء‭ ‬زيدان‭ ‬الشيخ،‭ ‬‮«‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬لم‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬قواعد‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬والانتخابية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬انها‭ ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬المنافسة‭ ‬بكافة‭ ‬أشكالها‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تتخللها‭ ‬الرغبة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬خدمة‭ ‬الصالح‭ ‬العام‭ ‬وبين‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬المصالح‭ ‬الشخصية‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‮»‬‭. 

تشير‭ ‬الشيخ‭ ‬إلى‭ ‬انه‭ ‬‮«‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تتطلب‭ ‬فيه‭ ‬المنافسة‭ ‬مراسا‭ ‬طويلا،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬حديثة‭ ‬العهد‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬الاليات‭ ‬الانتخابية،‭ ‬فمثلا‭ ‬اذا‭ ‬ما‭ ‬أخذنا‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬التلاعب‭ ‬بسقف‭ ‬الانفاق‭ ‬المالي‭ ‬للحملات‭ ‬الانتخابية‭ ‬الذي‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬غالبا‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬بسهولة‭ ‬حتى‭ ‬المال‭ ‬المشروع‭ ‬للحملة‭ ‬الانتخابية،‭ ‬أضف‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬استعمال‭ ‬النفوذ‭ ‬وتبادل‭ ‬المصالح‭ ‬المادية‭ ‬والسياسية‭ ‬التي‭ ‬تضطر‭ ‬المرأة‭ ‬للتصدي‭ ‬لها‭ ‬ضمن‭ ‬أنظمة‭ ‬غير‭ ‬ديموقراطية،‭ ‬حتى‭ ‬المجتمع‭ ‬نفسه‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬تثقيف‭ ‬وتوعية‭ ‬ديمقراطية‭ ‬تبدأ‭ ‬منذ‭ ‬التنشئة‭ ‬الأولى‭ ‬بهدف‭ ‬تغيير‭ ‬النظرة‭ ‬النمطية‭ ‬لدور‭ ‬وقدرات‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬بعض‭ ‬أنواع‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬المتطرف‭ ‬الذي‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬تقبل‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬العام‮»‬‭. ‬

وتشير‭ ‬الشيخ‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ظاهرة‭ ‬ملفتة،‭ ‬وهي‭ ‬إقدام‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬الناخبات‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬مساندة‭ ‬النساء‭ ‬المرشحات‭ ‬للانتخابات،‭ ‬و‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬مرده‭ ‬عدم‭ ‬ثقة‭ ‬الناخبة‭ ‬بالمرأة‭ ‬نفسها‭ ‬وانسياقها‭ ‬وراء‭ ‬رغبة‭ ‬الرجل‭ ‬من‭ ‬حولها،‭ ‬كما‭ ‬يؤثر‭ ‬الخطاب‭ ‬المتطرف‭ ‬على‭ ‬توجهاتها،‭ ‬كذلك‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬المنافسة‭ ‬السلبية‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬النساء‭ ‬وللأسف‭ ‬ممن‭ ‬يدعين‭ ‬مناصرة‭ ‬المرأة‮»‬‭. ‬

تنبّه‭ ‬الشيخ‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬‮«‬البعض‭ ‬اعتبر‭ ‬استحداث‭ ‬وزارة‭ ‬لشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬هو‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬تؤكد‭ ‬اهتمام‭ ‬العراق‭ ‬بشريحة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬المجتمع،‭ ‬بل‭ ‬أكثر‭ ‬شرائحه‭ ‬ضعفا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أكد‭ ‬آخرون‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬هي‭ ‬نتاج‭ ‬المحاصصة‭ ‬السياسية‭ ‬وليس‭ ‬لقناعة‭ ‬الحكومة‭ ‬بان‭ ‬شؤون‭ ‬المرأة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‮»‬‭. ‬

  ‬التمكين‭ ‬

الناشطة‭ ‬محاسن‭ ‬الزبيدي،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬العراقيات‭ ‬اللاتي‭ ‬تغلبن‭ ‬على‭ ‬الظروف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وحققن‭ ‬احلامهن‭ ‬بكل‭ ‬ثقة،‭ ‬وان‭ ‬المرأة‭ ‬كي‭ ‬تكون‭ ‬قائدة‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الأساسية،‭ ‬أهمها‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬والتعبير،‭ ‬وحقها‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‮»‬‭. ‬

ترى‭ ‬الزبيدي‭ ‬ان‭ ‬‮«‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬نحو‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬لتكون‭ ‬قيادية‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬القوانين‭ ‬الظالمة‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬للرجل‭ ‬بالعنف‭ ‬ضدها‭ ‬بحجة‭ ‬كونه‭ ‬ولي‭ ‬أمرها‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬للمرأة‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬قائدة‭ ‬ناجحة‭ ‬وهي‭ ‬تخضع‭ ‬للقهر‭ ‬طوال‭ ‬حياتها؟‭ ‬الحل‭ ‬ليس‭ ‬بإنشاء‭ ‬وزارة‭ ‬للمرأة،‭ ‬بل‭ ‬يبدأ‭ ‬بتغيير‭ ‬مناهج‭ ‬التعليم‭ ‬والقوانين،‭ ‬مما‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬بعض‭ ‬العادات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المجحفة‭ ‬للمرأة‭ ‬ومعاملتها‭ ‬كما‭ ‬يجب‮»‬‭. ‬

‭ ‬تراجع‭ ‬

الكاتبة‭ ‬والتدريسية‭ ‬منى‭ ‬البابلي،‭ ‬ترى‭ ‬ان‭ ‬‮«‬المرأة‭ ‬العراقية‭ ‬تمتلك‭ ‬الدور‭ ‬الريادي‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬فهي‭ ‬العالمة‭ ‬والطبيبة‭ ‬والمهندسة‭ ‬والصحفية‭ ‬والأستاذة‭ ‬الجامعية‭ ‬والمعلمة،‭ ‬والعاملة،‭ ‬وقد‭ ‬اثبتت‭ ‬الظروف‭ ‬العصبية‭ ‬التي‭ ‬مر‭ ‬بها‭ ‬العراق‭ ‬جدارتها‭ ‬وصبرها‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬فهي‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تبوء‭ ‬أي‭ ‬منصب‭ ‬يسند‭ ‬إليها،‭ ‬فلا‭ ‬حاجة‭ ‬لوزارة‭ ‬المرأة‭ ‬وهي‭ ‬اهل‭ ‬لأن‭ ‬تتسنم‭ ‬منصب‭ ‬اي‭ ‬وزارة‭ ‬بجدارة‭. ‬

وتعتبر‭ ‬البابلي،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الاهتمام‭ ‬بالمرأة،‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬ضد‭ ‬الرجل‭ ‬منافسة‭ ‬له‭ ‬أو‭ ‬تكون‭ ‬ندا،‭ ‬بل‭ ‬لتكون‭ ‬عضوا‭ ‬فاعلا‭ ‬مساندا‭ ‬للرجل،‭ ‬ومعاضدا‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬مشاق‭ ‬الحياة‭ ‬ومتاعبها‭ ‬في‭ ‬مسؤولية‭ ‬صناعة‭ ‬وخلق‭ ‬جيل‭ ‬واعد،‭ ‬ولهذا‭ ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬متابعة‭ ‬تعليم‭ ‬المرأة‭ ‬وتثقيفها‭ ‬لان‭ ‬هناك‭ ‬شرخا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬التربية‭ ‬وتعليم‭ ‬البنات‭ ‬ومحو‭ ‬الامية،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬الإناث‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬تفوق‭ ‬نسبة‭ ‬الذكور‭ ‬نجد‭ ‬اليوم‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفتيات‭ ‬شبه‭ ‬اميات‭ ‬أو‭ ‬اميات‭ ‬فعلا‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬القاهرة‭ ‬أو‭ ‬الزواج‭ ‬المبكر‮»‬‭. 

الوزارة‭ ‬ضرورية‭ ‬

الناشطة‭ ‬والمحامية‭ ‬نوال‭ ‬عبدالقادر‭ ‬فتحي‭ ‬ترى‭ ‬ان‭ ‬‮«‬اساس‭ ‬تقدم‭ ‬كل‭ ‬مجتمع‭ ‬هو‭ ‬الاسرة‭ ‬فهي‭ ‬اللبنة‭ ‬الاساسية‭ ‬كلما‭ ‬كانت‭ ‬متماسكة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬المجتمع‭ ‬قويا‭ ‬صامدا‭ ‬تجاه‭ ‬اي‭ ‬تحدي‭ ‬داخلي‭ ‬او‭ ‬خارجي‭ ‬معتبرة‭ ‬ان‭ ‬تشكيل‭ ‬وزارة‭ ‬خاصة‭ ‬بشؤون‭ ‬المراءة‭ ‬اصبح‭ ‬ضروريا‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬لتقوم‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بشؤن‭ ‬المرأة‮»‬‭. 

  ‬التحزب‭ ‬

الاكاديمية‭ ‬والباحثة‭ ‬الهام‭ ‬خضير‭ ‬شبّر،‭ ‬تجيب‭ ‬بنعم‭ ‬لوجود‭ ‬وزارة‭ ‬للمرأة،‭ ‬معتبرة‭ ‬ان‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬الخطوة،‭ ‬تعزيز‭ ‬

لدعم‭ ‬وتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬نشر‭ ‬التوعية‭ ‬بحقوقها‭ ‬ولأجل‭ ‬انصافها‭ ‬مجتمعيا‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد‭ ‬وفرص‭ ‬العمل‭ ‬المناسبة‭ ‬وحمايتها‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬وتوفير‭ ‬العيش‭ ‬الكريم،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬مشاركة‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬لمستقبل‭ ‬افضل‭ ‬لها‭ ‬وتوظيف‭ ‬قدراتها‭ ‬ومهاراتها‭ ‬لتتبوأ‭ ‬منصبا‭ ‬قياديا‭ ‬في‭ ‬الدولة‮»‬‭.  ‬واعتبرت‭ ‬شبر‭ ‬ان‭ ‬‮«‬وزارة‭ ‬المرأة‭ ‬ولمدة‭ ‬11‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬تأسيسها‭ ‬ولغاية‭ ‬الغائها،‭ ‬لم‭ ‬تنصف‭ ‬المرأة‭ ‬ولم‭ ‬تقدم‭ ‬لها‭ ‬انجاز‭ ‬يذكر،‭ ‬وكانت‭ ‬تستنزف‭ ‬المال‭ ‬والوقت‭ ‬والطاقات‮»‬،‭ ‬داعية‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الدعم‭ ‬الحقيقي‭ ‬لاطار‭ ‬تشريعي‭ ‬يحميها‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬حقوقها‭ ‬في‭ ‬ادارة‭ ‬وتنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬وان‭ ‬تكون‭ ‬رائدة‭ ‬وصاحبة‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬مجالها‮»‬،‭ ‬معتبرة‭ ‬ان‭ ‬‮«‬المرأة‭ ‬المستقلة‭ ‬جديرة‭ ‬بإدارة‭ ‬المؤسسات‭ ‬وليس‭ ‬بشرط‭ ‬الانتماء‭ ‬للأحزاب‭ ‬والمحاصصة‮»‬‭. 

مشاركة