
الامم المتحدة- (أ ف ب) – غزة -الزمان
دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «بشدة» الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة ليل الثلاثاء الأربعاء، بحسب ما أفاد المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.
وقال دوجاريك للصحافيين إنّ «الأمين العام يدين بشدة سقوط قتلى جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على مدنيين في غزة أمس، ومن بينهم الكثير من الأطفال»، مضيفا أنّه «يدين جميع الأعمال التي تقوّض وقف إطلاق النار وتعرّض المدنيين للخطر». ودعا الأطراف إلى احترام التزاماتهم وإلى تجنّب «جميع الأعمال التي تهدّد المدنيين أو تعيق المساعدات الإنسانية».
وتوقع رئيس الوزراء القطري الأربعاء أن يصمد وقف إطلاق النار في غزة رغم «الانتهاكات»، وذلك بعدما شنت إسرائيل ضربات في القطاع ردا على مقتل أحد جنودها.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أمام مجلس العلاقات الخارجية خلال زيارة يقوم بها لنيويورك، «لحسن الحظ، أعتقد أن الطرفين الرئيسيين – كلاهما – يقران بضرورة صمود وقف إطلاق النار وضرورة التزامهما بالاتفاق».
و أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف مخزنا للأسلحة في شمال غزة الأربعاء، بعد ساعات من تأكيده إعادة العمل بوقف إطلاق النار في القطاع المدمر عقب ليلة من الغارات أسفرت عن مقتل أكثر من مئة شخص بحسب الدفاع المدني.
وهذه الحصيلة هي الأعلى منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر، تاريخ سريان وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه بناء على مقترح أميركي، بعد عامين من الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس.
وجاء في بيان عسكري أن الجيش «هاجم بنية تحتية إرهابية» في بيت لاهيا، مشيرا الى أنها استخدمت «لتخزين وسائل قتالية وجوية كانت مخصصة لتنفيذ مخطط إرهابي» ضد قواته.
وبعيد هذا الاعلان، قال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن شخصا قُتل في غارة على بيت لاهيا ونُقل إلى مستشفى الشفاء.
وجاءت الضربة الإسرائيلية بعد ساعات من إعلان الجيش العمل مجددا بوقف إطلاق النار بعد موجة من القصف المكثف قُتل خلالها ما لا يقل عن 104 أشخاص بينهم 46 طفلا وفق الدفاع المدني في القطاع. وتُعدّ هذه الغارات الأعنف منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وأفاد بيان عسكري بأنه «بعد سلسلة من الغارات الواسعة التي استهدفت عشرات الأهداف الإرهابية ومخربين»، بدأ الجيش «بفرضٍ متجدد للاتفاق بعد خرقه من قبل منظمة حماس الإرهابية».
وقد أجج تجدد العنف مخاوف السكان من استئناف الحرب التي اندلعت بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس ضد إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقالت خديجة الحسني البالغة 31 عاما وتقيم في خيمة بمدرسة في مخيم الشاطئ «القصف لم يتوقف، انفجارات طوال الليل، كنا بدأنا نتنفس الصعداء ونحاول أن نستعيد حياتنا فجاء القصف ليعيد الحرب والانفجارات والقتل، هذا حرام وجريمة».
وقال جلال عباس (40 عاما) الذي يقيم في خيمة قرب مستشفى شهداء الاقصى في دير البلح في وسط القطاع «عودة الحرب هذا أكثر ما كنا نخشاه» . في محاولة للطمأنة، أكد الوسطاء القطريون والأميركيون أن وقف إطلاق النار لا يزال صامدا رغم الخروقات.
دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «بشدة» الغارات.
وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك الأربعاء إن «الأمين العام يدين بشدة سقوط قتلى جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على مدنيين في غزة أمس، ومن بينهم الكثير من الأطفال»، داعيا الأطراف إلى احترام التزاماتهم وتجنّب «جميع الأعمال التي تهدّد المدنيين أو تعيق المساعدات الإنسانية».
وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك وصف حصيلة القتلى بأنها «مروعة».
وأكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الأربعاء أن الضربات الإسرائيلية لا تهدد وقف إطلاق النار، مشددا على حق إسرائيل في الرد على الهجوم على أحد جنودها.
كما توقع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك أن يصمد وقف إطلاق النار رغم «الانتهاكات».
في المقابل، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان الأربعاء من أنه «لن تكون هناك حصانة لأي شخص من قيادة تنظيم حماس الإرهابي – لا للذين يرتدون السترات ولا للمختبئين في الأنفاق».
وأوضح أن الغارات جاءت ردا على «الاعتداء على جنود إسرائيليين» و»الانتهاك الصارخ لاتفاق إعادة رفات» الأسرى.
وأفاد مصدر عسكري بأن نيرانا «معادية» قتلت جنديا في منطقة رفح بجنوب القطاع، حيث يعمل الجيش على تفكيك البنية التحتية والأنفاق التابعة لحماس في منطقة «الخط الأصفر».
ويحدد هذا الخط المنطقة التي انسحب الجيش الإسرائيلي إلى ما ورائها في إطار وقف إطلاق النار.
ونفت حركة حماس أن تكون هاجمت القوات الإسرائيلية. وقالت في بيان «تؤكد حركة حماس بأنه لا علاقة لها بحادث إطلاق النار في رفح، وتؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار».
وكانت الحركة اتهمت في وقت سابق الدولة العبرية بارتكاب «خروقات» للهدنة، وأعلنت إرجاء عملية تسليم جثة رهينة كانت مقررة مساء الثلاثاء.
وبحسب حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس قبل الضربات الأخيرة، قتل ما لا يقل عن 211 فلسطينيا في عمليات قصف إسرائيلية منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر، موعد بدء سريان وقف إطلاق النار.
- تعقيدات وصعوبات -
وتم التوصل الى الاتفاق بناء على مقترح لترامب. وشملت المرحلة الأولى من الاتفاق وقف الأعمال القتالية وإطلاق سراح 20 رهينة إسرائيليا لقاء الافراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين.
ويفترض بحماس أيضا إعادة جثامين 28 رهينة لكنها لم تعد حتى الآن إلا 15 منها. وتؤكد الحركة الفلسطينية أن تحديد مكان الجثامين معقد وصعب بسبب الدمار اللاحق بالقطاع جراء الحرب.
وأعلنت إسرائيل الثلاثاء أن أجزاء من الرفات الأخير الذي أعادته حماس ليل الاثنين تعود إلى رهينة سبق أن استعاد جيشها جثمانه من القطاع.
وخطف إبان هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، 251 شخصا، أُفرج عن معظمهم أو اُنقذوا أو استُعيدت جثامينهم قبل اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
من جهة أخرى، أعلن كاتس الأربعاء أن إسرائيل حظرت زيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر للمعتقلين الفلسطينيين بموجب قانون يستهدف «المقاتلين غير الشرعيين».



















