اجتثاث مبكّر ـ سعد عباس
… في الأعوام الأربعة الأخيرة اللذين سبقا زلزال 2003، بدأ الاشتغال على مقاربات لمستقبل العراق، لكنه كان مقيّداً بالانحيازات الحزبية لقوى المعارضة المؤيدة للمشروع الأمريكي، من جهة، ومنغلقاً على تراث كلاسيكي وقراءات قديمة للمجتمع العراقي لم تتحدث معلوماتها بما يتيح القبض على اللحظة الراهنة بما تنطوي عليه من تغيّر هائل في أنماط العلاقات الاجتماعية والسلوكيات الفردية والجمعية والتطور الذي حصل لأنساق في المجتمع والتدهور والانهيار اللذين أصابا بعضها الآخر، فضلاً على المتغيرات الكبيرة التي حصلت فيما يتعلق بعلاقة العراق بمحيطه، والعناصر الجديدة الكثيرة التي ظهرت في المشهد الاقليمي ما أدى الى تغيّرات كثيرة في خريطة التأثّر بالعراق والتأثير فيه.
لنقص في معلومات فريق ظلّ بعيداً عن العراق ما لا يقلّ عن 3 عقود، وتقصير فريق ثانٍ ممن غادر البلاد بعد 1991 أو تعمّده اغفال المتغيرات الجديدة خلال العقدين الأخيرين وعدم التنبيه اليها، وقوة الضغظ الهائلة التي كان يتمتع بها فريق ثالث الحزبين الكرديين في فرض رؤيته، الأمر الذي أسهم مع عناصر أخرى في قطع الطريق على الاشتغال الرصين لبلورة مقاربات تعالج عقد الماضي واختلالات الراهن وتوثث البنية الفكرية لدولة حديثة.
في أواخر 1999، بدا واضحاً أنّ القوى الرئيسة في المعارضة ترتهن لعقدة المعادلة ، ذلك أن المعادلة التي يقوم عليها حكم البلاد منذ العهد الملكي لا تروق للشيعة والكرد، وبالتالي فان الأولوية هي الخلاص من تلك المعادلة الجائرة . ولم يتمّ الافصاح عن جوهر المعادلة البديلة وعناصرها وآليات استوائها على أرض الواقع، سوى أن الكرد كانوا يقدمون عنواناً عاماً الفيدرالية لكردستان والديمقراطية للعراق. أما أحزاب الاسلام السياسي فقد اكتفت باشارات غامضة تفيد الشيء ونقيضه، قبل أن تلوذ الى مقولة الشعب هو من سيقرر.
في المقابل، فانّ المبالغة في تأطير جرائم السلطة طائفياً وعرقياً، كان وسيلة فاعلة في الاجتثاث المبكر لمعادلة جديدة عادلة وسوية، لا تنقذ البلاد من محنة الاستبداد، فحسب، بل وتمنع أي شكل جديد للاستبداد، أيضاً. وللحديث صلة.
سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول ابن عرام نميل مع الآمال وهي غرور … ونطمع أن تبقى وذلك زور؟.
جواب جريء
ــ قول ايليا أبو ماضي كن بلسماً ان صار دهرك أرقما … وحلاوة ان صار غيرك علقما.
AZP02
SAAB
