اديس ابابا- (أ ف ب) – الخرطوم – الزمان
أكدت اثيوبيا الأربعاء أنها مصممة على مواصلة ملء سد النهضة الضخم الذي تبنيه على نهر النيل على الرغم من الخلاف المستمر مع مصر والسودان.
واختتم وزراء خارجية الدول الثلاث من دون اتفاق الثلاثاء ثلاثة أيام من المفاوضات في كينشاسا برعاية رئيس الكونغو الديموقراطية فيليكس تشيسكيدي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.
وقالت وارة الخارجية الاثيوبية مساء الثلاثاء إنه من المقرر أن تستأنف المحادثات قبل نهاية الشهر الجاري.
وصرح وزير المياه الإثيوبي سيليشي بيكيلي الأربعاء أن بلاده ستواصل ملء خزان السد الذي تبلغ سعته 74 مليار متر مكعب، خلال موسم الأمطار المقبل الذي يفترض أن يبدأ في حزيران/يونيو أو تموز/يوليو.
وقال الوزير الاثيوبي في مؤتمر صحافي «مع تقدم البناء يتم ملء» السد. وأضاف «لن نتخلى عن ذلك». وأعلنت أديس أبابا في 2020 أنها أكملت المرحلة الأولى من عمليات ملء السد محققة هدفها المحدد ب4,9 مليارات متر مكعب مما سمح باختبار أول توربينين من السد. وقد حددت لهذه السنة هدفا ملء 13,5 مليار متر مكعب إضافية. فيما لوح وزير الري السوداني ياسر عباس، في مؤتمر صحافي الاربعاء، باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لحل أزمة سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق ويخشى السودان ومصر آثاره عليهما، خصوصا بعد فشل جولة المباحثات الأخيرة.
وقال عباس «نعم السودان الخيارات أمامه مفتوحة بما فيه العودة إلى مجلس الامن الدولي». وأضاف «لدينا تحوطات في عدة مسارات أولها الفني»، مشيرا إلى «مسار للتصعيد السياسي .. وفق القانون الدولي».
والثلاثاء، انتهت جولة مفاوضات استمرت على مدار يومين بين الدول الثلاث بدون إيجاد تسوية بعد اجتماعهم في كينشاسا برعاية رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية فيليكس تشيسيكيدي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي منذ شباط/فبراير.
ومن جهته وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال فعالية افتتاح أحد المشروعات الاربعاء، رسالة مماثلة إلى إثيوبيا، وقال «نقول للأشقاء في إثيوبيا أفضل ألا نصل إلى مرحلة المساس بنقطة مياه من مصر لأن الخيارات كلها مفتوحة».
وحذّر السيسي من عواقب مواجهات الدول، دون توضيح، مؤكدا أن «التعاون والاتفاق أفضل كثيرا من أي شيء آخر».
وقال «أراد الله أن تنزل المياه هناك (إثيوبيا) وأن تصل إلى هنا (مصر) .. وما فعله ربنا لن يغيره البشر». نهاية الشهر الماضي حذّر الرئيس المصري خلال مؤتمر صحافي من المساس بمياه مصر وقال بكل حسم «نحن لا نهدد أحدا ولكن لا يستطيع أحد أخذ نقطة مياه من مصر (..) وإلا ستشهد المنطقة حالة عدم استقرار لا يتخيلها أحد».
ومنذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء وتشغيل سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا ليصبح أكبر مصدر لتوليد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا بقدرة متوقعة تصل إلى 6500 ميغاوات.
ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل الى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 تموز/يوليو 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4,9 مليارات متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد.
وتؤكد إثيوبيا باستمرار عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في تموز/يوليو القادم.