طهران-الزمان
تشتد الضغوط الروسية والإيرانية والعراقية على تركيا من اجل العمل على وقف هجوم المعارضة السورية المكتسح لمساحات واسعة من سوريا ، فقد ابلغ محمد شياع السوداني رئيس الحكومة العراقية امس هاتفيا الرئيس رجب طيب اردوغان قلق العراق من تطورات سوريا والخشية من امتداد الفوضى الى العراق فيما اكد اردوغان ان على دمشق ان تنخرط في عملية سياسية حقيقية مع المعارضة وقال ان تركيا يهمها ان تكون حدودها امنة واتفق مع العراق على ضرورة وحدة أراضي سوريا . من جهته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء خلال محادثة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، إنه يرغب في نهاية «سريعة» للهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها في سوريا. وقال الكرملين في بيان «شدد فلاديمير بوتين على ضرورة إنهاء العدوان الإرهابي لجماعات متطرفة على الدولة السورية بسرعة، وتقديم الدعم الكامل لجهود السلطات الشرعية لاستعادة الاستقرار والنظام الدستوري». وأشار الى أن الرئيسين سيبقيان على تواصل «بحثا عن إجراءات تهدف الى نزع فتيل الأزمة»، وأنهما «شددا على الأهمية المحورية لتنسيق وثيق بين روسيا وتركيا وإيران لإعادة الوضع في سوريا الى طبيعته». وتعد روسيا وإيران أبرز الداعمين لنظام الرئيس بشار الأسد. وتدخلت موسكو بشكل مباشر في النزاع السوري اعتبارا من العام 2015، ووفرت غطاء جويا سمح للقوات الحكومية بترجيح الكفة لصالحها في الميدان. كما دعمت طهران ومليشيات شيعية من العراق حليفة لها قوات دمشق. من جهتها، تركيا موجودة عسكريا في شمال سوريا وتدعم بعض الفصائل. غير ان القلق الأكبر طاول ايران التي لها قوات وحلفاء داخل سوريا ، فقد اشار مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، إلى أنّ ما يحدث في سوريا هو «مخطط مكشوف»، مؤكدًا دعم إيران للحكومة السورية حتى النهاية. هذه التصريحات التي نشرتها وسائل إعلام إيرانية تحمل تأكيدًا لاستراتيجية طهران المستمرة في دعم دمشق رغم تعقيدات المشهد الإقليمي.
ولايتي، في تصريحاته، أشار ضمنيًا إلى انتقادات متصلة بعملية احتلال حلب، قائلاً: «لم تكن تظنّ أنّ تركيا ستقع في الحفرة التي حفرتها لها الولايات المتحدة وإسرائيل». هذه العبارة تكشف بوضوح عن حالة التوتر المستمرة بين طهران وأنقرة بشأن الملف السوري، خاصة في ظل آمال طهران في أن «ينجح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في حل إشكاليات السياسة الخارجية لبلاده» كما عبر عن ذلك ولايتي.
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد جدد، الاثنين الماضي، التأكيد على دعم بلاده لسوريا وجيشها. وشدد على ضرورة التوصل إلى تفاهم مع تركيا لتحقيق الاستقرار الإقليمي، في إشارة إلى محاولات طهران تقليص فجوة الخلافات مع أنقرة بشأن تطورات الحرب السورية. «زيارة عراقجي الأخيرة إلى تركيا لم تفض الى نتيجة و حملت رسائل واضحة من طهران»، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي. وأكد بقائي لوكالة «مهر للأنباء» أنّ الرسالة الإيرانية تضمنت تأكيدًا على «الدعم الحاسم لسوريا»، مشيرًا إلى أن المحادثات التي أجراها عراقجي في أنقرة كانت «مهمة» في هذا الصدد.
الخلاف التركي الإيراني حول سوريا يبدو واضحًا في التصريحات الأخيرة من كلا الجانبين. طهران انتقدت الدور التركي، ووصفت سياسات أنقرة بأنها متأثرة بالمخططات الأمريكية والإسرائيلية، فيما أكدت على دعمها الحاسم لدمشق. من جهة أخرى، تسعى تركيا لتعزيز وجودها في شمال سوريا، معتبرة ذلك جزءًا من أمنها القومي، ما يتعارض مع رؤية إيران الداعمة لبقاء الحكومة السورية المدعومة من أذراع ايران الشيعية في العراق ولبنان.