ابناء ما نديلا – طالب سعدون

نبض القلم

ابناء ما نديلا – طالب سعدون

على مدى مائة يوم من العدوان على غزة .. التضحيات  الفلسطينية في تصاعد واسرائيل في تراجع على المستويات كافة ..  والرقم المأساوي يتحرك  بشكل سريع ليقترب من المائة الف من الشهداء والجرحى  .

 لقد  بلع عدد الشهداء  لغاية اعداد هذا العمود أكثر من 23 الفا والجرحى بحدود 60 الفا ناهيك عن المفقودين  والمشردين  الذين لم يجدوا ماوى لهم بعد أن دمرت  الالة العسكرية الصهيونية بكل صنوفها المساكن والمنشآت والبنى التحتية لقطاع  باكمله كانت تقطنه الملايين  من البشر..

 وهذا الرقم  الرهيب يكفي لمحاسبة ( اسرائيل )  والولايات المتحدة  ومن وقف معهما  وحتى من لاذ بالصمت عن قول الحقيقة التي كانت ساطعة  كالشمس ولم تعد خافية على أحد وهذه المجزرة  المروعة التي تشكل سابقة  خطيرة في تاريخ الابادات البشرية  التي شهدتها الانسانية  على مر تاريخ الحروب  .

جنوب افريقيا التي عانت من الفصل العنصري وحكم ( الابيض ) الذي فرضه الانكليز عليها عام 1948كانت من بين ابرز المواقف تميزا .. كانت سباقة في الوقوف  مع الشعب الفلسطيني  الذي احتل الصهاينة ارضه في  نفس ذلك العام ( 1948 ) وفضحت  الكيان الغاصب في ممارسته ابشع ابادة بشرية ضد هذا الشعب وفي مقدمته الاطفال والنساء والشيوخ  …

وبذلك ..

تكون  دولة جنوب افريقيا  قد سجلت سابقة قانونية وانسانية عالمية على مستوى القانون الدولي  لصالح فلسطين  ضد ( اسرائيل ) برفعها دعوى  امام محكمة العدل الدولية ضد  جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبتها ضد الشعب الفلسطيني في غزة وقدمت  الادلة القانونية والانسانية  والواقعية التي  تدعم موقفها وتدحض موقف ( اسرائيل  ) في دفاعها المتهافت سواء في الجانب  العسكري والجرائم التي ارتكبها العسكريون على المستوى الميداني  ضد السكان والمنشآت او في تصريحات المسؤولين الاسرائيليين التي تؤكد هذا الموقف العدواني ..

 وبغض النظر عن نتيجة المحكمة فان غزة  تكون قد  فازت وحصدت بهذا الموقف  القانوني العالمي نصرا سياسيا وقانونيا على مستوى العالم  فيما اضافت جنوب افريقيا لمواقفها السابقة بعد ما نديلا  موقفا رائعا اكده  رئيسها بقوله انه لن نكون احرارا ما لم يتحرر الشعب الفلسطيني .. وهذا  ما اكدته وزيرة الخارجية ايضا  بقولها ( لن نقف مكتوفي الايدي بل سندافع عن حقوق ووجود الفلسطينيين كما ناضلنا لنيل حقوقنا ) .. وقد فندت برد  قوي وصف في حينه بالمزلزل  ماروجته ( اسرائيل )  من اخبار زائفة ومزاعم  تحاول اظهار الفلسطينيين  بشكل سيء مشيرة الى انها كذبة رددتها اعلى سلطة امريكية ثم تنصلت عنها .

وليس غريبا على ابناء مانديلا هذا الموقف ..

وبذلك  سجلوا نجاحا رائعا  بفضح جرائم ( إسرائيل ) أمام الراي العام العالمي  بالادلة والبراهين ومخالفتها للقانون الدولي وحقوق الانسان  بممارسة  ابشع ابادة جماعية  جعلت  الموقف الاسرائيلي ضعيفا  امام تلك الحقائق والمواقف الانسانية والقانونية  والموقف البطولي لغزة  في صمودها وبسالتها ضد العدوان ، لتكون هزيمة ( اسرائيل ) وامريكا ومن معهما مدوية على مستوى العالم  وتاريخية ايضا  ليس على المستوى العسكري فقط بل والقانوني والانساني ايضا .

وليس امام ( اسرائيل ) غير الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني باقامة دولته على كامل ارضه وهو حق عادل تسانده الشرعية والقوانين الدولية والقرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية ..

وتلك سابقة  تاريخية تسجل لغزة وموقف متميز لجنوب افريقيا فتحت به طريقا كان مغلقا وظهرت  ( اسرائيل ) على حقيقتها ضعيفة سياسيا وقانونيا مثلما هي على الارض عسكريا وسقطت التبريرات والمزاعم  التي كانت تتذرع بها لسنوات طويلة وسوقتها للعالم  من خلال الاعلام العالمي المساند لها وظهرت بانها نمر من ورق ..

كلام مفيد :

خير اخوانك من نسي ذنبك وذكر إحسانك .. ( الامام الحسن العسكري ع )

مشاركة