إيسيس بين النظرية والتطبيق

إيسيس بين النظرية والتطبيق

في ظل الوضع الحالي الذي يعيشه العالم وما فيه من امور مستجدة في الاونة الاخيرة وتطورات تصعيدية في الجانب العدائي فقد لوحظ ازدياد ونشاط الحركات والتيارات الالحادية ودعاة العلمنة والمدنية بالاضافة الى ظهور حركات تبشيرية ومحاولات الاستقلال من الدين الاسلامي الى مستويات هابطة وغير ذلك. كل ذلك قيس على تصرف وسلوكيات جماعة ISIS فاعتبروا ان هذا الجماعة تطبيق مثالي للدين الحنيف وحاولوا الترويج لذلك. حين قرنوا افعال هذه الجماعة التي تدعي تطبيقها لمبادئ الدين الحنيف مثل عمليات التعزير والجلد وقطع اليد بالنسبة للسارق والذبح فاخذوا يبثون تصورات وايحاءات بان الدين الاسلامي هو دين دموي ومتعطش للقتل والسبي ودفع الجزية واطلاق تعابير الكفار واهل الذمة على غير المسلمين وغير ذلك من السلوكيات التي تزيد الشحناء والبغضاء في المجتمع.. ..ولكن..

في الواقع هناك نظرية وهناك تطبيق ويجب الفصل بين النظرية والتطبيق وبشكل منطقي وعقلاني لا يمثل الفكرة والمبدأ الذي تمثله تلك النظرية في حين لا يمكننا ان نحمل ما قامت به الولايات المتحدة من فهتليات دموية في مختلف اصقاع العالم مثل قنبلة هيروشيما والحروب في فيتنام والعراق وافغانستان ومعتقلات كوانتنامو وبوكا وابي غريب وغير ذلك على الديانة المسيحية او على السيد المسيح( ع).

كما لا يمكن ان نحمل الديانة الانجيلية افعال الصهاينة في قدسنا واغتصاب ارض فلسطيننا ..

كل هؤلاء قد اساءوا تطبيق مبادئ الديانات السماوية والتشريعات الالهية بغية اسعاد انفسهم وتحقيق غاياتهم الخاصة والعامة..

وايضا لكل اسرة منهج خاص يمكن اعتباره نظريةٍ ويمكن اعتبار تصرفات ابناء هذه العائلة تطبيقاً لهذه النظرية

واكيدا سوف تنعكس تصرفات مختلفة اعتمادا على مدى الاستجابة لها ، فعليه الخطأ ليس في مبدأ هذه الاسرة بل في تطبيق افرادها لذلك المبدأ .وايضا نعرف ان هناك نظرية تعرف بنظرية فيثاغوس تطبق على المثلث فسيكون الخطأ حين تُطبق على المنحني. والامر ذاته مع الدين .

فعلى كل من يتصدى للاتهام ان يتحلى باخلاق البحث والكشف عن الحقائق بموضوعية تامة وعلى قدر عالٍ من الشفافية وان يهتم جيدا في الكشف عن المبدأ الذي قامت او تقوم عليه اي فكرة في العالم وتقييم مقاربتها للمنطق والعقل وبعيدا عن تصرفات الشواذ الذين يسيئون الى الحق والحقيقة وليكن منظاره فائق الدقة والملاحظة ليتمكن من انصاف نفسه وعقله على حد سواء.

مشتاق الجليحاوي

مشاركة