إنك القيد والمعضد
الآن دقت أجراسك يا مربد
أتراني موعود
وبين أحضانك أتودد
أم انك القيد وانك المعضد
فأنسامك عذراء
ونداء شعرك يتجدد
تأخذني الأشواق إليك من عنقي
كأني وإياك يجمعنا الموعد
متلهفٌ إليك كالضامىء للماء
وعشقك ورد وورد
والسنين تجري مرة خضراء
ومرة كالهشيم تتبدد
وحق السياب وحق أنينه
وجراحات صدره المدمى
وغربته التي شربت كل
الدموع فما أبقت ولا أبقى
أي صوت لنا بينهم غدا
وأي صوت لنا بينهم يخمد؟
وحق النخل الذي مات جذره
كيف تهجعين يا عمتي
وتنام عذوقك دامعة ثكلى
أراكِ تنحنين مثلي
كما المشيب على رأسي بدا
وأنت ِ جارة البحر
وسيدة النهرين
كيف تسرح الذؤبان
بين نهديك ..
أتراك برأت وألقيت رواسيك
وأعلنت ِ التسليم قسرا ؟
أم غفوت ِ يا جارة البحر
على دوي جاهل متحمر فكرا ؟
فهل يقبل المكتوم غربته
وكيف يساق ويذبح نحرا ؟
والماء يموت صوته المسحور
فلا عذر لمن يصمت
على الضيم ..
ولا تلك التي لوت
خصرها على الخصر
أنا ها هنا يا مربد
وفي القلب مليون حسره
لي حبيبة في العشار والكرنك
ومفردتي يتيمة لم تنل
إلا ما يذاع لها سرا
وهي تبيع الهوى
بثغرها الأحمر
فنحن لا نباع ..
ولا نشرى
عراقيون ليس لنا ندا
فنحن من خلقنا الحرف
وصنعنا للإنسان فجرا
واه ٍ سيدتي عراة
نستحم في الشمس
وسمائنا ما أمطرت
إلا كسفا ونحسا
أما علمت إن سياط أهلي
أقسى من سياط الغريب ؟
وان الأقمار في كل يوم
لها دمعة دامية
تنام على النحيب ؟
عذرا .. يا سيدة البحر
تلك خفافيش وهذا
خجل يا سيدتي
يفقأ العيون
فأنت ِ الكنز الذي يستر العورة
اكلما تشرق لنا شمس
نداس سرا وجهرا ؟
وحق الدماء التي
نزفت غدرا وقهرا
نحن الرؤوس
وغيرنا الذنب
وكل شيء عدانا كذب
وسلاما على كل قلب
يشيخ ويتعب
وسلاماً على وطني
المدمى والمخضب
سنبقى رغم ريحهم الصفراء
أشداء حتى المنتهى
عبد صبري ابو ربيع
عبد صبري أبو ربيع – بغداد
AZPPPL