إنطباعات عابر سبيل

صباح الشيخلي

بغداد

صدر للصحفي اللامع د. احمد عبد المجيد كتاب حمل عنوان (جورجيا.. لؤلؤة القوقاز) والكتاب عبارة  عن انطباعات صحفي عراقي  عن ارض الينابيع الحارة، استهل الكتاب وقبل المقدمة الموسوعي حميد المطبعي جاء في بعض منها :  في رحلته الى جورجيا كشف عن مؤهلاته  الكتابية المتميزة وقدم مهاراته في كشف   المستور في تاريخ المدن والناس والطبيعة واعاننا على فهم الناس في جورجيا وعلى العراقيين الذين يتجمهرون في مدنها وقراها  العاشقة.. الذين هربوا من جحيم الخريف.. او كان يكتب بمنظور الزمان وتجاوز الحدود وتجاوز الاساطير.

يشير المؤلف في مقدمته الى ان هذه  الصفحات ليست مذكرات او يوميات ولا هي  اطار لما يعرف بأدب الرحلات، يسجل فيه الجغرافيون وسواهم من كتاب المشاهدات والوقائع، افاداتهم، بل هي في واقع الامر عبارة عن انطباعات عابر سبيل، قد تكون سريعة او ليست ذات اهمية جوهرية ولكنها في المحصلة انطباعات وخضعت للمقاربة بين بلد زاره المؤلف والتقى بعض مواطنيه وسجل ملاحظاته بشان نمط ملاقاته وادائه الاجتماعي..

في تجوالنا لابواب هذا الكتاب نقرأ وتحت عنوان (صراع عراقي تركي ايراني على اللؤلؤة) وفيه يصحبنا المؤلف منذ ركوبنا الطائرة حتى وصولنا العاصمة تبليسي لنحط في مطارها الصغير، ثم يقدم لنا  شرحا عن طبيعة النظام السياسي لجورجيا وكيف خرجت هذه المدينة من الكتلة الشيوعية وانفصلت عن الاتحاد السوفييتي السابق اسوة بالجمهوريات الاخرى ثم يبحر بنا مع نهر (التكواري) واختصاراً (كورا) الذي  ينبع من جنوب الاراضي التركية شاطراً العاصمة الى جانبين (مثلما يفصل نهر دجلة حين يقسم بغداد الى كرخ ورصافة) ثم يعرج المؤلف على ابرز مركز تجاري يقع في (شارع رستملي) ويدور بنا في المطاعم والنوادي وكيفية التنقل بواسطة السيارات الموروثة من الحقبة السابقة ويستعرض المؤلف سكان جورجيا وضيوفها من السياح الاجانب عراقيين وايرانيين ثم يقودنا الى دراسة نفسية عن طبيعة واهداف السائح العراقي ويكشف لنا المؤلف الى ان العامل الجوهري الباعث على هجرة العراقيين نحو جورجيا هو رغبتهم بالحصول على الوثائق الجورجية مما يمهد لهم العبور نحو الاتحاد الاوربي.

وتحت عنوان (شباب جورجيا يتحاورون  بالموسيقى) يقدم لنا الباحث جولة ميدانية في معظم المرافق الصحية لجورجيا ناقلاً لنا تجربة هذا البلد في كيفية ادارة قطاع السياحة والخدمات البلدية مستشهداً بنظافة شوارع وازقة العاصمة تبليسي بفضل تعاون الاهالي مع الاجهزة البلدية وكيف ان المواطن يحترم الاملاك العامة ويحرص على ترشيد استهلاك الطاقة والمواطن الجورجي يحترم ارباب العمل ويشير المؤلف الى ان الطبيعة الجغرافية لجورجيا تلقي بظلالها على روح اهل البلاد  فضلاً عن ما تعكسه من ثروة جمالية ويذكر الكاتب ان عدد سكان تبليسي العاصمة مليوناً و158 الفاً مشيراً  الى ان جورجيا التي خرجت من معطف الشيوعية لترتدي عباءة اقتصاد السوق نجحت في اعتماد التداول السلمي للسلطة وممارسة اليات الديمقراطية. ثم يطوف بنا المؤلف في زيارة الى منزل الرجل الفولاذي ويقصد (ستالين) موقع بيته والمدينة مسقط رأسه ويكشف لنا سيرته الذاتية بدءاً بطفولته ونشأته وانتمائه للحزب وكيف خاض الرجل حياة صعبة سواء في طفولته ام صباه ام شبابه ونشأته ويحفل سجله كقائد ثان للاتحاد السوفييتي ورئيس وزراء له  في 1941-1953 بصفحات مجيدة ليس اقلها دوره في قيادة البلاد ابان الحرب العالمية الثانية.

مشاركة