إنطباعات تجسّد الصداقة والأخوة – زيد الحلّي

فم مفتوح .. فم مغلق

إنطباعات تجسّد الصداقة والأخوة – زيد الحلّي

على كثرة ما قرأت ، لم اجد كتابا كبيرا بحجم عدد صفحاته ( أكثر من 400   صفحة ) يحمل هذا الكم الهائل من كلمات المحبة والنبل لمئات من مبدعي العراق .. نعم .. لقد ابهرني اخي وزميلي الفاضل زيدان الربيعي ، في كتابه البهي في مضمونه ، وعبق معانيه ، والذي حمل عنوان ( محطات حياة ، وعين عدسة ) .. ففي سياحة هادئة ونقية ، اخذنا قلم الربيعي معه في انطباعات ، شملت العشرات من الفنانين والرياضيين والاعلاميين والسياسيين والشعراء وغيرهم من رجالات الرأي العام  الذين التقى  بعضهم عن طريق عمله الاعلامي ، والبعض الآخر عن طريق ارتباطاته الشخصية ، فكانت انطباعات جزلى بالصدق ، وكشف غير المعلوم في حياتهم ، وكيف يفكرون ،  وماهي رؤيتهم الحياتية لواقعهم وامنياتهم ..

بعض ما خرجتُ  به من انطباع ، وانا انهي قراءتي  الكتاب ، ان المبدع لا تعطى له  الحرية بل عليه ان  يأخذها ، واذا ما اختار ان ينتظر حتى تعطى له الحرية  ، فسيتحول الى ذرات ضائعة في الهواء ، لذلك  سعى الربيعي ، الى ان يفهم القراء  الهدف من اصداره هذا الكتاب , واذا وصل الى الفهم  المرجو ، والهدف  المنشود ، فان انطباعاته عن الشخصيات التي احتواها الكتاب ، ستأخذ مكانا في قلوب متابعيه ، مع قناعته ، انها ليست قانونا ولا دستورا ولا حكما فقهيا ، بل رؤية حياتية لمن عايشهم في مراحل عديدة ، ومواقف تجذرت في ذاكرته ، فضمها في كتاب ، ذو نغم موسيقي رائع ، هادفا السير على طريق  الابتكار واقتناص المخفي من الصور الاستعارية المهمة .

شعرتُ ان المؤلف ، حينما توجه الى اصدار كتابه ، ماسكا القلم او واضعا اصابعه على حاسوبه ،  لم يكن معه الا ضميره ، ورؤاه لمن اراد الكتابة عنهم متمسكا بمساحات الحرية والرأي الانساني المطلوب ، فكان الكتاب حديقة من ورود المحبة ، وعبق الوجدان ، كون العلاقات الانسانية   ضرورة حياتية ونفسية ، وهي ارقى اشكال التعبير عن عمق الذات البشرية  ، وهي السمو والرفعة ، وفيها ومنها يكمن الدخول الى عمق تلك العلاقات الموشحة بالجمال والاخوة ، بعيدا عن منعطفات الواقع واشكالياته .

ان اصدار مثل هذا الكتاب ، فيه دعوة  الى ألنبل وعلو الأخلاق  والإنسانية ألمخلصة والمحبة والتعاون ، وبناء مجتمع إنساني على أساس الأخوة والصداقة الحقة.

Z_alhilly@yahoo.com

مشاركة