سوريا تريد الدعم الأمريكي لإعادة إسرائيل الى اتفاق 1974
دمشق- الزمان
أعلنت سوريا الجمعة عن استعدادها للتعاون مع الولايات المتحدة للعودة إلى اتفاق فضّ الاشتباك مع اسرائيل لعام 1974، على ما أفاد بيان لوزارة الخارجية، بعدما أعربت إسرائيل عن اهتمامها بـ»تطبيع» العلاقات مع دمشق.
وبحسب مصادر مطلعة فان دمشق ترى ان هناك انفصالا بين المسارين مع واشنطن وتل ابيب.
لكن المصادر لفتت الى إمكانية تعقيد الاوضاع مع انزال ثلاث مروحيات عددا من كوماندوز إسرائيلي فجر الجمعة في منطقة يعفور قرب دمشق- مسافة ستة اميال – حيث مواقع سابقة للحرس الجمهوري ومصانع البكتاغون ايام بشار الأسد، وسمعت انفجارات عدة.
وقالت المصادر ان الانزال قد يكون تدبيرا منسقا الا ان التكرار لا يستبعد حدوث ردود فعل مسلحة من جهات خارج الدولة السورية الجديدة. بحسب اكثر من مصدر فإن العملية تجاوزت الثلاث ساعات.
وأقرّت السلطات السورية منذ وصلت الى الحكم في كانون الأول/ديسمبر بحصول مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، تقول إن هدفها احتواء التصعيد، بعدما شنّت الدولة العبرية مئات الغارات على الترسانة العسكرية السورية وتوغلت قواتها في جنوب البلاد عقب إطاحة بشار الأسد من الرئاسة.
ومنذ وصوله الى الحكم، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن سوريا لا ترغب في تصعيد أو صراع مع جيرانها. ودعا لاحقا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل من أجل وقف هجماتها.
ولا تزال سوريا واسرائيل رسميا في حالة حرب منذ العام 1948.
وأورد البيان الذي نشر الجمعة على حساب الخارجية في موقع «إكس» أن الوزير أسعد الشيباني أعرب خلال اتصال مع نظيره الأميركي ماركو روبيو عن «تطلع سوريا للتعاون مع الولايات المتحدة للعودة إلى اتفاق فض الاشتباك لعام 1974»، مشيرا إلى أن الجانبين ناقشا «الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الجنوب السوري».
وتربط دمشق هدف المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل بالعودة إلى تطبيق اتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974، لناحية وقف الأعمال القتالية وإشراف قوة من الأمم المتحدة على المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الطرفين.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك قوله الخميس إن «سوريا وإسرائيل تجريان محادثات +جدّية+ عبر وساطة الولايات المتحدة تهدف إلى استعادة الهدوء على حدودهما».
لكن اسرائيل أعربت عن اهتمامها ب»التطبيع» مع دمشق، في تصريحات لوزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر.
وقال ساعر الاثنين إن لدى بلاده «مصلحة في ضم دول جديدة، مثل سوريا ولبنان» إلى «دائرة السلام والتطبيع»، مشدّدا على أن هضبة الجولان التي احتلت اسرائيل أجزاء منها في العام 1967 قبل ضمها في العام 1981، ستبقى «جزءا لا يتجزأ» من إسرائيل في أي اتفاق سلام محتمل.
وتعليقا على ذلك، قال مصدر رسمي سوري الأربعاء إن التصريحات عن توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل «سابقة لأوانها»، كما نقل التلفزيون الرسمي السوري.
وأضاف المصدر «لا يمكن الحديث عن احتمالية التفاوض حول اتفاقيات جديدة إلا بعد التزام الاحتلال الكامل باتفاقية فكّ الاشتباك لعام 1974 وانسحابه من المناطق التي توغّل فيها».
خلال حرب تشرين الأول/أكتوبر في العام 1973، استولت إسرائيل على جزء إضافي من هضبة الجولان تبلغ مساحته حوالى 510 كيلومترات مربعة، لكنها انسحبت منه في عام 1974 بموجب اتفاق فضّ اشتباك نص على إنشاء منطقة منزوعة السلاح تمتد على نحو 80 كيلومترا.
وأفاد بيان الخارجية كذلك عن توجيه واشنطن دعوة «لوزير الخارجية السوري لزيارة واشنطن في أقرب وقت». وأعربت واشنطن بحسب البيان عن «رغبتها» في إعادة فتح سفارتها في دمشق.
وتابع البيان «جرى الحديث حول مشاركة الرئيس السوري في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة». ولم تؤكد الأمم المتحدة بعد مشاركة الرئيس الشرع في اجتماعات الجمعية العامة.
وأشار إلى أن الطرفين تطرقا إلى «التهديد الإيراني في سوريا»، بحيث «أعربت دمشق عن قلقها المتزايد إزاء محاولات إيران التدخل في الشأن السوري، خصوصا في أعقاب الضربات التي تعرضت لها طهران مؤخرا».
وكان لطهران نفوذ كبير في سوريا سياسيا وعسكريا في إطار دعمها لحكم الرئيس المخلوع بشار الأسد خلال فترة النزاع الذي اندلع في العام 2011.