إنتقال الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي إلى الأخدار السماوية

البطريركية الكلدانية تنعى الراحل

إنتقال الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي إلى الأخدار السماوية

بغداد – وائل متي

انتقل الى الاخدار السماوية الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي بطريرك الكلدان السابق بعد تدهور حالته الصحية وذلك عن عمر ناهز الـ87 عاما.

ونعت البطريركية الكلدانية الراحل في بيان تلقته (الزمان) امس (بمزيد من الاسى تلقينا نبا وفاة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي  في الساعة مبكرة من صباح الثلاثاء في مدينة سان دييكو – كاليفورنيا بالولايات المتحدة الامريكية بعد تدهور حالته الصحية)، واضاف البيان ان (البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو سيقيم الذبيحة الالهية على نية الراحل مع كافة الكهنة في الساعة العاشرة والنصف في كنيسة مار يوسف يوم السبت المقبل وستقبل التعازي من الساعة الرابعة حتى السابعة مساءً من اليوم ذاته وعلى قاعة نادي المشرق الكائن في كمب سارة ببغداد.).

وكان دلي قد قدم استقالته من رئاسة الكنيسة الكلدانية في الخامس عشر من كانون الاول 2012 وذلك لاسباب صحية وعلى اثر ذلك انتخب مار لويس روفائيل الاول ساكو خلفا له. وُلِد دلي الذي يحمل اسم كريم في  عائلة مسيحية في تلكيف بمحافظة نينوى في 27 أيلول 1927.  والداه  هما جرجيس مراد دلّي وكاترينة بطرس جعدان. اقتبل سرّ المعمودية  المقدس بتأريخ 6 تشرين الأول 1927 على يد القس فرنسيس كتولا. داوم مرحلتي الروضة والتمهيدي عند الراهبات الكاترينات، وأنهى دروسه الابتدائية في مدرسة تلكيف.ودخلَ معهد شمعون الصفا الكهنوتي في الموصل بتأريخ 21 أيلول 1940، وهناك واصل دروسه استعدادًا لدراسة الفلسفة واللاهوت. وبعدما أنهى سنتين في الفلسفة، أرسلهُ البطريرك عمانوئيل الثاني توما في 25 أيلول 1946 إلى روما لمواصلة دروسه العليا في الجامعة الأوربانية. وارتسمَ كاهنًا في 21 كانون الأول 1952 من يد الكردينال بيترو فومازوني بيوندي، رئيس مجمع انتشار الإيمان. وحصل على شهادة ليسانس في الفلسفة من الجامعة الأوربانية سنة 1949 عن رسالته (وجود الله عند الفيلسوف الفارابي)، وشهادة الدكتوراه سنة 1954 عن اطروحته (مجالس المطران ايليا برشينايا مع الوزير المغربي سنة 1026)، وشهادة دكتوراه في الحق القانوني الكنسي من الجامعة اللاتيرانية في روما سنة 1959 .وفي 30 كانون الثاني 1960، عاد إلى بغداد وعُيَّن سكرتيرًا للبطريرك مار بولس الثاني شيخو لمدة سنتين. ثمّ انتُخِب اسقفًا ومعاونًا بطريركيًا في 7 كانون الأول 1962. رُسِم أسقفًا في 19 نيسان 1963 بوضع يد البطريرك مار بولس الثاني شيخو في كنيسة مار يوسف (خربندة – الكرادة)، فكان ساعده الأيمن في بناء الكنائس والاهتمام بالمعهد الكهنوتي والرهبانيات. وفي 7 أيار 1967، أعطاه الكرسي الرسولي لقب رئيس أساقفة كشكر شرفًا. وشغل مناصب عديدة في إدارة الكنيسة، فعُيَّن مستشارًا في اللجنة الحبرية لدراسة الحق القانوني الشرقي ومستشارًا في اللجنة الحبرية للحوار بين الأديان. وقدّم استقالته من منصب المعاون البطريركي بسبب بلوغه السنّ القانوني (75 عامًا) في 19 تشرين الأول 2002. أراده البطريرك روفائيل الأول بيداويد مستشارًا ومسؤولاً عن الشؤون المتعلقة بالعلاقات مع الدولة والارسالات الكلدانية في الخارج. ومنحه البطريرك بيداويد في 10 كانون الأول 2002 كافة الصلاحيات والحقوق ليقوم بإدارة أوقاف البطريركية والاشراف عليها. على أثر وفاة البطريرك روفائيل الأول بيداويد في 7 تموز 2003، اجتمع الأساقفة الكلدان في روما، بعد اجتماعهم الأول في بغداد (من 19 آب إلى 2 أيلول 2003)، وانتخبوا المطران عمانوئيل دلّي بطريركًا في 3 كانون الأول 2003 ليصبح البطريرك عمانوئيل الثالث دلّي. وقبله البابا يوحنّا بولس الثاني في الشركة الكنسية بتأريخ 5 كانون الأول 2003 في قداس إلهي احتُفِل به في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان. وفي 21 من الشهر ذاته، استلم مهامه البطريركية باحتفال تنصيب في كاتدرائية مار يوسف (خربندة – الكرادة) بحضور  العديد  من  الأساقفة ورؤساء الطوائف المسيحية وممثلين عن الحكومة. ووجّه دلّي رسالةً إلى الحبر الأعظم البابا بندكتس السادس عشر، في 15 كانون الأول 2012، قدّم فيها استقالته من مهامه في الإدارة الراعوية للكنيسة الكلدانية، وذلك لأسبابٍ صحيّة. ونشرت جريدة الكرسي الرسولي ” الرقيب الروماني ” نهار الأربعاء الموافق 19 كانون الأول 2012، نبأ قبول قداسة البابا طلبَ غبطته تنفيذًا للقانون 126 / بند 2 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية. أشاد الجميع بالخدمات التي قدّمها غبطته في إدارة الكنيسة الكلدانية في ظروفٍ صعبة، ومؤلمة أحيانًا، منها استشهاد المثلث الرحمة المطران بولس فرج رحّو والأب رغيد كني، بالإضافة إلى تفجير الكنائس وخطف الكهنة وهجرة المسيحيين. وعقد أربعة سينودسات لأساقفة الكنيسة الكلدانية، الأول في بغداد، 16-21 نيسان 2005، والثاني في روما، 8-12 تشرين الثاني 2005،  والثالث في شقلاوة، 9-11 أيار 2006، والرابع في عينكاوة، 28 نيسان إلى 5 أيار 2009.

مشاركة