إنتظار‮ ‬- نصوص – ‬مزهر جبر الساعدي

إنتظار  – نصوص –   مزهر جبر الساعدي

ذهلت وأصابت رأسي  ضربات قوية جعلت عيوني تدور في محجر يها بلا توقف بلا هدف محدد تركز عليه أستمرت تلف في الفراغ حولي لأن المباني على الطريق من الجانبين أختفت عن مجال رؤيتي كأنها غطست في مكان بعيد عني في فضاء مكون من الغبار والدخان مثل ضباب يلوح من بعيد إذ تحولت كلماته بعد خروجها من فيه بلحظة الى مطرقة ضخمة تشبه مطارق الحديد ضربت رأسي.

أستمر وضعي على هذه الحالة لدقائق بعدها أخذت اناقشني :ـ الأمر غريب ولا يمكن تصديقه بعيد عن الحقيقة أين الحقيقة في هذا الوجود الملتبس أشد الألتباس .

سكت الرجل رد فعلي الحاد أفقد الرجل في الطرف الآخر من الخط سيطرته على نفسه أرتجف صوته احتمى بالصمت مني.

كلمته بعنف غريب عن سلوكي لأن المفاجأةأفقدتني عقلي :-(هراء ما تقوله هراء هل أنت متأكد أن عقلك في مكانه الطبيعي من رأسك).

تحول هاتفي في أذني الى قوة صارخة من الصمت بعد أنقطاع صوتينا عنها أنا هنا والرجل في الطرف الآخر من الخط. هدأت أكثر بعد أن أحتوى عقلي قوة الصدمة القادمة من رجل لا اعرف عنه شيئاً  ربما في الحقيقة هي نكته سمجة لا أكثر. لكن ثمة سؤال ظل ينهش في  روحي:ـ من أين حصل على رقمي؟! لا هو من معارفي ذاكرتي حيه لو كان من الاصحاب القدامى لما غاب عن ذهني أسمه الجميع:ـ الأستاذة النخلة جهاد الدكتور عبد الرضا عمر مجيد لا يمكن أن يعطوا رقمي لأحد من غير علمي.

لو أن أحداً سأل عني بالتأكيد لسأل عمر فهو قريب مني لا يفارقني سوى يوم أو يومين على أبعد مدة قبل دقائق من مكالمة الرجل الغريب كان معي أمضينا الليل لم ننم سهرنا معاً الى أن دخل الصبح علينا أعلمتنا به الشمس. عندما ودعني وعدني بالسهر معي هذه الليلة أيضاً وعدني بالمجئ في المساء. تركته ينزل الدرجات بسرعة الى منبسط سلم العمارة الصغيرة. وقفت أمام نافذة صالة شقتي المفتوحة على المقبرة وطريق محمد القاسم أنظر إليه يغيب بسيارته عني في الطريق. حركة السير بطيئة مثل حركة السلحفاة لكثرة السيارات أمامي تجبرني على قيادة سيارتي ببطء شديد تكاد سيارتي لا تتحرك. يرن صوت الرجل في رأسي :ـ انا في الأنتظار أمام باب دار الحكومة القديم.

الرجل الذي يقود سيارته إلى الجانب من سيارتي يتكلم بصوت عالِ يكلمني أسمعه ولا أسمعه أنشغل عنه في الأغلب بفحص المعلومة التي أبلغني بها رجل المكالمة الغريب مع يقيني بعدم مصداقيتها شيء لا تفسير له  داخلي يدفعني بالذهاب إليه. السيرلا يتحرك حركته لا تتعدى أجزاء المتر. مضى أكثر من ساعة من اللحظة التي خرجت فيها إلى الطريق العام أسمع بين الفينة والأخرى بالأضافة إلى هذر السائق  جاري في لحظات السير هذهِ أحتجاجات السائقين المعبرة عن الضيق والغضب:ـ التأخير يأخذ منا أرزاقنا. أنا الآخر رغم سعة صدري وجدتني أتضايق من بطء الحركة. أتساءل:ـ هل يواصل الرجل أنتظاري من الخطأ تحديد الوقت في هذه الظروف ساعة وأكون عندك آخي قلت له.بعد

الصمت المريب من كلينا والذى أستمر لأقل من ثانيتين .

ــ حسناً أنا في أنتظارك قال بصوت متحشرجأثر عليه تعنيفي له قبل الصمت. نبهتني الأبواق المدوية في الفضاء إلى الحركة السريعة والمباغتة أنطلقت بسرعة وراء الركب دقيقة وتوقفت الحركة. صرنا قرب السيطرة أمتار قليلة عنها. أنظر أمامي إلى الحواجز الكونكريتية رائحة نتنه إلى الجانب مني  عند الرصيف لصق سور لأحد المباني العالية أكوام من القمامه. صوت السائق جاري في السير:ـ أمس في الليل هنا بعد الساعة التاسعة أنا كنت قريباً من حسن حظي الأنفجار حصل على بعد أمتار مني وإلا لضاعت عائلتي رغم إني خارج دائرة الأنفجار  تفصلني عن السيطرة أمتار لا تتجاوز العشرين متراً.

ثم أنتقل  إلى موضع آخر مصيبة ما هي المصيبة قلت له بصوت غير مسموع  قال:ــ أتدري سبب الزحمام قبل نصف ساعة حدث أنفجار قرب مجسر باب المعظم عرفته من مذياع سيارتي. تحركت السيارات صرنا أنا وجاري قرب السيطرة بمسافة معقولة.

(أيعقل أن يكون الرجل صادقاً كل شيء جائز قلت لنفسي عندما أنهى المكالمة قال :ـ حين تأتي تعرف الحقيقة). كف السائق جاري عن الكلام ربما عرف أن لا رغبة عندي في المشاركة فسكت.

  أشتدت كثافة الرائحة النتنة عندما صرت على بعد مترين.

قوة الرائحة الكريهة كثافتها تغلغلت في جسدي مسببة تقلصات في معدتي وأمعائي تقلصات مزعجة أحس روحي تطفر مني.تحرك نهر السيارات أحسست بالراحة أذ تبعته بسرعة تزمر خلفي سيارات أخرى يعم الصخب تتداخل الزمارات مع دوي المحركات وأصوات السائقين ثم توقفت عم المكان سكون صاخب. السائق جاري سبقني أصبح أمامي قبله ثلاث سيارات.

أنتظر أنشغل بتأمل حركة الناس في ساحة الخلاني  الواقعة الى القرب من ساحة الكيلاني بمسافة مستقيمة لا تتجاوز النصف كيلومتر. عندما وصلت  ركنت سيارتي الى الجانب الأيمن حذاء الرصيف قرب الباب الضخم لدار الحكومة. أعترض أحد أفراد الحرس من نقطة السيطرة والمراقبة قرب الباب. لا تتوقف هنا قال بغضب وأنفعال وبصوت متهدج ظل يكرر العبارة وبصوت يرتفع بقوة كلمة بعد كلمة حتى جسده يختض بالقرب مني ثم تحولت لهجته صارت عنيفة:ـ ألا تسمع قال بهدوءأجبته:ـ أنتظر أحداً لن أتحرك من هنا سأظل قرب سيارتي أرجو أن تسمح لي كأن تحولاً حدث في موضوع الوقوف برمته  أو أن متحسساته للخطر من بقاء السيارة لم تلتقط أي أشارة تنبأه بأن الأمر غير طبيعي  أو أن رد فعلي مكنه من فهمي قال:ـ هل تتأخر كثيراً تغيرت سحنة الرجل أنبسطت أساريره عرفت أن الرجل غير رأيه أطمئن الى وقوفي لم أعد أشكل خطراً. أجبته:ـ الأمر  خارج أرادتي أنتظر رجل لا أعلم يأتي أم لا براحتك رد بهدوءثم نزلت من سيارتي وقفت الى الجانب الثاني منها  أنظر إلى هناك الى مرقد عثمان بن سعيد (ع) و إلى جامع السراي بالقرب مني.خلفي الباب الضخم لدار الحكومة القديم هنا سكن آخر ولاة الدولة العثمانية رحل أو قتل أثناء الأحتلال البريطاني المهم رحل مع رحيل الأحتلال العثماني بعد أربعة قرون من الهيمنة تصورات عقلي سحبت عيوني من هنا من تأمل الباب ومتابعة الناس في الطريق الواصل الى شارع المتنبي وهي تمشي في أتجاهات مختلفة البعض يدخل الى الازقة المفتوحة إلى الطريق الذي أنا فيه والتي تقود إلى شارع الرشيد وآخرون يتابعون السير إلى شارع المتنبي. صوت عقلي ركض بين تلافيف دماغي قاصداً بموجاته الوصول إلى أذاني سمعته:ـ حدثني عن أسباب الوجود المنحرف لواقع القتل والدم عن صيرورته ومكونات هذه الصيرورة الأكيد أنه العقل السكوني ثم هل الزمان موجود بإستمرار في جميع الامكنة لا أعتقد أحياناً يكون الزمن في حالة عدم غير موجود.

عندما يمارس الناس القتل الجماعي بلا معرفة بالتأكيد ناتجة عن رؤية ثابتة وجامدة ليس بمعنى غير متحركة  كلا بمعنى حركتها  أنتجت الممارسة الغابية والتي هي من مخرجات عقل الغابة.

بالمقابل لو كان للزمن دور في تطور الرؤية مع المحافظة على جوهر الجوهر لأختلف الأمر بصورة جذرية.

 لأن أي فعل يراد منه أحداث نقله في البني التكوينية للواقع في لحظة القيام به يصبح من الماضي لأنه أسس عند العمل به لوجود مستقبلي مفترض ينتهي الافتراض يصير واقع لحظة نجاح الفعل في هذه الحاله يصبح الزمان موجود وفعال هذا لا يأتي من فراغ يأتي من نقد الواقع وأجتراح طريقه فعالة للتنوير.

أنتهبت الى أني أمضيت أكثر من ساعة في الانتظار رجل المكالمة لم يأت ما الذي جرى قد تكون خدعةأستغفلني بها الرجل حولني إلى لعبة مما جعل هذا التصور لموضوع المكالمة داخلي يمور بالغضب لكن قلت لنفسي الأمر ليس بهذه البساطة إن الموضوع  يتعلق بي الموضوع مهم جداً بالنسبة لي هذا ما ظل يردده لا يمكن أن تضيع مني قدرتي على التمييز بين الجد والهزل مهما كانت قابلية المقابل على أخفاء الحقيقة في الأحتماء بالجد المفتعل كلا الأمر جد جاد . لأتصل به

فتحت هاتفي النقال أنيرت الشاشة أمامي  في المكالمات المستلمة حركت رقمه وضعته في منطقة الاتصال دست على الزر أغلق الخط أذن هي لعبة قذرة نكته سمجة رجل حقير سخيف أوقف غضبي رنين هاتفي هو أتصل بلمحة فتحت الخط:-…… واجهته بكلمات غضب

ــ أهدأ قال ثم تابع

ــ سألتني:-  من أين أخذت رقمك لم يعطني إياه أحد الأمر حدث بالصدفة البحتة قبل يوم في ساعة متأخرة من الليل جاءتني رسالة نصية مطولة متضمنة دعوة لعدد من الشخصيات دعوة عشاء عمل تقيمها أستاذة الاثار والتاريخ المعروفة الأستاذة النخلة أنا من بين الشخصيات أنت أيضاً من المدعويين أمام كل شخصية رقم الهاتف والأسم الرباعي لكل مدعو والمهنة والأختصاص أيضاً أثار أنتباهي أسمك أبحث عنك من فترة طويلة لك عندي أمانة

تركه أرث بيت وبستان جميع الملفات والصور ومستندات الملكية عندي نسيت أن أبين لك سبب تأخري أنفجرت بالقرب مني سيارة مفخخة على بعد أمتار مني لحسن حظي أصبت أصابة بسيطة وخطيرة في آن واحد جرح غيرعميق لكنه ينزف بقوة الجرحى كثيرون بسبب كثرة الجرحى تأخرت لأنشغال الأطباء بمن هم أشد إصابة مني بعدها أوقف الأطباء نزف الجرح في ذراعي ما أن أنتهى الاطباء من خياطة جرحي أتصلت بك.

ــ مهلاًكان بمكانك الأتصال بي على موقعي في شبكة التواصل الاجتماعي  موقعي بأ سم حب الناس.   ــ ما تقولهُ صحيح أعرف موقع بهذا الأسم للأسف لم أعرف  أنه موقعك لأنه لايحمل أسمك ولاصورتك كما معمول به بدل الصورة الشخصية خارطة العراق بأسم قاسم محمد لهذا لم أتعرف عليك  .

المهم اليوم هذا المساء سأكون ضيفك معي كل الملفات أعطني العنوان.

ــ وجروحك

ــ كلا جرح بسيط.

ــ أذهب الى طريق محمدالقاسم قرب باب المعظم والمقبرة هاتفني شقتي قريبة جداً.

ــ إلى اللقاء.