إمرأة اليوم

إمرأة اليوم

في احدى رحلات الشيخ مرتضى مطهري من مطار طهران، حصل خلل في تذكرته فأذيع اسمه (مرتضى مطهري) عبر مكبرات الصوت مطالبين اياه الحضور لتصحيح تذكرته، فعندما حضر الشيخ، رأى جمعاً من الفتيات ينتظرن قدومه، يبدو انهن سمعن اسمه فحضرن لرؤيته، فنظرن اليه بتعجب، فتجرأت احداهنّ وسألته: يا شيخ هل انت (مرتضى مطهري) الذي يكتب مقالاته في مجلة (زن روز)؟! فأجابها الشيخ: نعم انا (مرتضى مطهري) وأكتب في مجلة (زن روز)!

 فيعلق رحمه الله على الحادثة ويقول: لم يكنّ ليتوقعن ان يرين (مرتضى مطهري) في ثياب رجل دين عابد ومتدين بجبهة معفرة اثر السجود!

 في حقبة حكم الشاه الايراني محمد رضا بهلوي، كان الشهيد مرتضى المطهري رحمه الله ينشر بعض مقالاته التي تختص بحقوق المرأة في الإسلام في مجلة (زن روز/ امرأة اليوم) الايرانية غير المحتشمة والقريبة من السلطة آنذاك، فتكونت اثر ذلك النشر معارضتان لـ(مطهري):

 المعارضة الأولى كانت من زملائه المعممين المتشددين، الذين استغلوا تلك المجلة وما تحتويه من افكار منحرفة وصور لفتيات غير محتشمات للتشهير به وتفسيقه ورمي أفكاره بالضلال والانحراف، بعد عجزهم عن مجابهته فكرياً..

 اما المعارضة الثانية فكانت من حصة بعض قيادات الثورة والشباب المتحمس آنذاك، وكان إشكالهم هو قرب المجلة من السلطة اكثر من طابعها غير المحتشم، فوقع مطهري بين المعارضتين رغم تأييده للثورة الإسلامية ولقائدها السيد الخميني..   فأجاب رحمه الله معارضيه كما ينقل الدكتور خانيكي -احد تلامذته- : اريد ان اكلّم المرأة السافرة، فبرأيكم اين سأجدها حتى اكلّمها؟ انها لا تأتي الى حسينية الإرشاد، بل هي تقرأ مجلة (زن روز)!

محمد جواد شبر

مشاركة