فاجعة أليمة
إمام الزاهدين والبلغاء
في ذكرى استشهاد امام الزاهدين وامير البلغاء والمتكلمين قطب العارفين يعسوب الدين وليد الكعبة المشرفة صهر رسول الله وابن عمه وأخيه اسد الله الغالب سيدنا الامام علي بن ابي طالب عليه افضل السلام.
يستذكر المسلمون جميعا في العالم الاسلامي الفاجعة الاليمة والمصيبة الكبرى ،باستشهاد احد أعمدة الدين الاسلامي الحنيف وذلك بعد طعنه بسيف مسموم على راْسه أشقى الأشقياء الخارجي عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله ،وذلك اثناء السجود في صلاة الفجر اماما ،استشهد على اثره بعد ثلاثة ايام وذلك في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك ،،،،،وانا عندما اكتب هذه الكلمات المتواضعة اشعر بالوجل والخجل خشية من الزلل والتقصير في حقه هذا الامام الذي حار العلماء والبلغاء عن سره المكنون لتغطية سيرته الوضاءة التي بلغ بها درجة الكمال في جميع سجاياه وخصاله وعلومه وشجاعته ومنهجهه وسلوكه وزهده وتواضعه وقوة إيمانه وحلمه ومنطقه وعدالته وقضاءه وخلافته وإنسانيته ومكارم اخلاقه لذلك لم يستطع كائن من يكون ان يغطي كافة جوانبه المضيئة مهما بلغ من العلم ومهما كتب فجميع كتب التاريخ الرصينة لعلماء ثقات ،لم يتمكنوا ان يصلوا لمعرفة حقيقته ،،وكيف يستطيعون ان يعرفوا السر المكنون في شخصه المادية والروحبة. وهو الذي قال بحقه. رسولنا الخاتم صلى الله عليه وآله ،،،،،انا مدينة العلم وعلي بابها ،،وكيف يعرفون حقيقته ،ويقول رسولنا الكريم ،،،،يا علي لايعرف حقك الا الله ورسوله ،ولا يعرف حقي الا الله وانت ، ،وحديثه الشريف ،في واقعة خَيْبَر ساسلمن الراية غدا لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ،،امانزلت الآية الكريمة بحقه واهل بيته الاطهار وهم سيدتنا فاطمة الزهراء البتول سيدة نساء العالمين وسبطي رسول الله الحسن والحسين عندما ضمهم الرسول تحت عباءته ونزلت الآية الكريمة ،،،،انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا ،،.وغيرها الكثير من الآيات المباركات والاحاديث الشريفة ،،لذلك ارتأيت ان اكتب بعض الكلمات عن مناقب ومآثر جدي بمناسبة استشهاده كوني لفرعه الطاهر انتمي ،،،،،ولد سيدنا الامام علي في الثالث عشر من شهر ر جب سنة 23 قبل الهجرة الشريـــــــفة الموافق 17 آذار عام 599 م وولادته كانت في جوف الكعبةً،،وذلك ان أمه فاطمة بنت أسد الهاشمية عندما اشتدت عندها الام الطلق دخلت جوف الكعبة من موضع قبل الركن اليماني المسمىى المستجار فانشق الجدار لها فولدت سيدنا عليا وهو اول مولود هاشمي يولد في جوف الكعبة ،وعندما بلغ من العمر خمسة سنوات مرت بمكة مجاعة كبيرة وضيق اقتصادي ،وكان لابي طالب ثلاثة اولاد وهم علي وعقيل وجعفر فذهب اليه النبي وعمه العباس ليأخذا كل منهما ولدا من أبنائه يربيه فاخذ الرسول عليا وأخذ عمه جعفرا ،فاالامام علي منذ صغره تربى في بيت النبي فنشأ حنيفا مباركا ولم يسجد لصنم قط طيلة حياته لذلك يقال له كرم الله وجهه ،ويذكر بعض المورخين ان نبينا الكريم كان يأخذ عليا معه للتعبد في غار حراء،وهو اول من اسلم من الشبان ،وهاجر الى المدينة بعد ثلاثة ايام من هجرة النبي اذ نام في فراش النبي بعد ان تكالبت جميع القباءل على قتل رسول الله ،،،وتميز بشجاعته وفصاحته وبلاغته وقوته الخارقة ،وحكمه وعدله اذ قال بحقه نبينا الكريم صلى الله عليه وآله (لا فتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار) اذ قهر بسيفه البتار الكفار والمشركين وانتصر عليهم وعز الاسلام وقواه ببسالته وشجاعته ،وشارك في عموم غزوات الرسول ،ما عدا غزوة تبوك ،،اذ ولاه النبي أميناعلى أموال المسلمين في المدينة ،قائلا له ياعلي انت مني بمنزلة هارون من موسى ولكن لا نبي من بعدي، وان من أشد الغزوات ضراوة هي معركة الخندق ومعركة خَيْبَر ، ففي معركة الخندق قتل الامام علي عليه السلام اشجع فرسان العرب وهو عمر بن ود العامري الذي كان العرب يعدون شجاعته بألف فارسا، وفِي معركة خَيْبَر يقتحم باب خَيْبَر ويرميه بعيدا ويقتل بطل اليهود مرحب علما ان باب خَيْبَر باب ضخم لم يستطع أربعون فارس ان يزحزحوه عن الطريق الذي سقط عليه وفِي ليلة غزوة خَيْبَر قال النبي لاسلمن الراية غدا الى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فسلمه الى الامام علي ويذكر ان سيفه البتار ذا الفقار أهداه له النبي في معركة احد مع درعه المسمى الحُطمية ، وقد اخاه الرسول مع نفسه عندما اخى المسلمين وفِي واقعة الغدير ، وبعد خطبه الرسول الشهيرة رفع يد الامام علي بيده قاءلا من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه واخذل من خذله. فقام كبار الصحابة بتهنئة على هذا التكريم المبارك الذي اصبح وليه ووصيه ،ويروي سيدنا الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام ان الرسول خطب مستقبلا شهر رمضان المبارك وفضاءله ،فقال سيدنا الامام علي ما افضل الاعمال في هذا الشهر،فقال النبي ،،،الورع عن محارم الله ،وهنا ينفجر النبي بالبكاء ،فيسأله الامام ما يبكيك يا رسول الله ،فقال ابكي على ما يستحل منك في هذا الشهر كأني بك وانت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الاولين والاخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة على قرنك ،وهنا قال الامام وذلك سلامة في ديني فقال الرسول نعم وسلامة في دينك فقال الامام ،،اللهم بارك لنا في الموت ،اللهم بارك لنا في لقاءك ،وفعلا تحقق ذلك فعندما طعنه ابن ملجم بسيف مسموم براسه صاح فزت ورب الكعبة ،ونظر الى وجه قاتله ،قاءلا اهذا انت لطالما احسنت اليك ،،وأمر ولديه ان يكرموا اسيره وقاتله ، قائلا ان عشت فانا كفيل بمقاضاته وان مت فضربة بضربة، فالسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا ،هكذا كانت السيرة ألوضاءة لحياة الامام الزاهد الامام علي بن ابي طالب ابو الحسن المكنى بابي تراب، نستوحي من هذه الشخصية الشامخة الفذة ان نقتدي بمنهجه القويم ونستلهم الدروس وا لعبر منها اذ كانت حياته جلها عطاء ولم يملك من حطام الدنيا شيئا ولم يورث شيئا ماديا بل ترك كنوزا لا تحصى من نفاءس علومه الدينية والدنيوية في الحكمة والبلاغة والمنطق والفلسفة وعلم الكلام وعلوم الدين والفقه والتفسير والنحو واللغة والأدب والقوانين الانسانية في الحكم والقضاء وغيرها من العلومء لعل أهمها كتابه الرصين ،،،نهج البلاغة ،،،وهو الذي وضع اكبر نظرية في التعايش السلمي للانسان بقوله الشهير، الانسان اما اخ لك في الدين او نضير لك في الخلق ،،، وهذا منتهى العدالة والمساواة والحرية للانسان ،بغض النظر عن دينه ومذهبه وقوميته ولونه وانحداره الطبقي.
زهير محمود غالب المعروف – بغداد