فم مفتوح … فم مغلق
إلى قيادة عمليات بغداد.. مع الود – مقالات – زيد الحلي
اعرف ان سطوري التالية هي، هواء في شبك، ولاسيما عند الجهات التي بيدها الأمر، حيث يبدو ان قلوب مسؤوليها تلبستها أكنة واغطية، كي لايفهموا كلمة الحق ووضعوا داخل آذانهم وقراً جعلهم في عداد الصم، لايسمعون، ووضعوا على اعينهم اكفهم حتى لايبصروا ما يدور حولهم !!
وقسما بالله، ما كنتُ اتجه لكتابة مقالتي هذه، لمعرفتي بعدم جدواه، لولا طلب وتأكيد زميل عربي زار بغداد الاسبوع الماضي، وحل ضيفاً كريماً علىّ .. لقد هال هذا الزميل ما رآه في مناطق عدة في بغداد، لاسيما عند نقاط التفتيش المنتشرة عند تقاطعات الطرق، ومقتربات الجسور وفي مداخل المدن والأحياء .. رأى ما يستفز العين والمشاعر، رأى أعلام العراق، ممزقة ومتهرئة، تحولت ألوانها الى السواد بسبب الاتربة والامطار شتاء وهبوب رياح الصيف، ترفرف بخجل على ساريات بدائية وضع بعضها في حاويات معدنية (تنكات) اعتراها الصدأ بفعل عوامل التعرية !
اضع هذه الرؤية السوداء لحالة قائمة امام، قيادة عمليات بغداد، وامام قيادات الجيش الاخرى ايضاً، فإذا كان الحال في بغداد كما ذكرنا، فمن المؤكد ان الأمر في المحافظات وطرقها، أشد مرارة … واطالب بسرعة إزالة هياكل الاعلام العراقية البالية الحالية، وتعويضها بإعلام نظيفة تليق بالعراق .. كما ادعو امانة بغداد ودوائرالبروتوكول الى الانتباه الى حالة (الاعلام ) العراقية، فالكثير منها، ولاسيما الكبيرة جدا الموجودة في بعض الساحات وامام جامعة بغداد، بدأت تمزقات أطرافها واضحة للعيان..
تأكيد زميلي العربي عليّ بضرورة الكتابة عن هذه الظاهرة، جعلت قدماي لا تقويان على الثبات .. وشعرت بأن الأرض تهتز من تحتي خجلاً فلم يكن امامي سبيل إلا الإمساك وبقوة بيد زميلي .. وعادت بيّ الذكريات الى سنوات الصغر، من رياض الاطفال، حيث تم تربيتنا على ان احترام العلم يولد مع حبّ الوطن لذلك يُعتبر حبه واحترامه أمراً فطريّاً ينشأ عليه المواطن حيث يشعر بأنّ هناك علاقة تربط العلم بالأرض الّتي ينمو ويدفأ في حضنها… ان حب العلم العراقي رمز وفخر واعتزاز، لذلك يجب علينا أن ندافع عنه ونحميه مهما كانت الظروف بكلّ قوّة، وأن نحفظ مكانته وصورته في اذهانا.. ما احلى طقوس ايام الخميس .. يوم “رفعة العلم ” !
رحم الله شاعرنا الكبير صفي الدين الحلي الذي قال :
إنا لقوم أبت أخلاقنا شرفا
أن نبتدى بالأذى من ليس يؤذينا
بيض صنائعنا سود وقائعنا
خضر مرابعنا حمر مواضينا
