إلى قيادة العمليات المشتركة – سامي الزبيدي
بين مدة وأخرى تعلن قيادة العمليات المشتركة عن قيامها بعملية عسكرية واسعة ضد عناصر داعش خصوصا في محافظات ديالى وكركوك والموصل ومن العمليات هي التي نفذتها قيادة العمليات المشتركة ضد داعش عملية سلسة جبال حمرين وأعلنت القيادة ان هذه العملية نفذت من ستة محاور وشاركت فيها قوات من الجيش وأخرى من الحشد الشعبي أعقبتها عملية أخرى كبيرة في ديالى وكركوك ولو أحصينا العمليات العسكرية الكبيرة التي قامت بها العمليات المشتركة في المحافظات أعلاه لوجدناها عديدة والسؤال المهم ما هي نتائج هذه العمليات قياساً الى حجم القطعات والصنوف التي شاركت فيها وقياساً الى ما تم صرفه من عتاد ووقود ومواد تموين القتال ومقدار الاستهلاك الذي لحق بالآليات والطائرات والعجلات والأسلحة التي استخدمت في هذه العمليات ناهيك عن التعب والإرهاق الذي أصاب القطعات المنفذة والنتائج كانت تدمير أوكار لداعش والاستيلاء على اعتده مختلفة ولم نشاهد أو نعرف عدد القتلى من عناصر داعش وعدد من القي القبض عليهم ان هذه النتائج لا توازي حجم العمليات والقطعات المشاركة فيها فالأوكار والاعتدة القديمة موجودة في اغلب ساحات العمليات ثم ان عناصر داعاش عندما يسمعون عبر مخبريهم وعندما يشاهدون تحشد القطعات في مكان معين فأنهم يتركون هذه المكان ولذا لا نشاهد قتلى وأسرى لداعش في اغلب العمليات فهذه العمليات الكبيرة تبذير في الموارد والإمكانيات والقدرات ويفترض بمثل هذه العمليات والتي تشارك فيها قطعات كبيرة من الجيش والقوة الجوية وطيران الجيش والحشد الشعبي ان تكون قد حققت نتائج كبيرة توازي حجم القطعات المشاركة فيها وحجم القدرات والإمكانيات التي خصصت لها لكن للأسف فان نتائج هذه العمليات لم تكن توازي ما تم صرفه عليها من قدرات مادية وفنية وبشرية وكان الأحرى بقيادة العمليات المشركة القيام بهجمات محدودة وبقوات قليلة وقوية بعد الحصول على معلومات مؤكدة عن داعش وقوته في مكان معين كتنفيذ غارة بمستوى بفوج مشاة أو فوج قوات خاصة مسند بالمدفعية وطيران الجيش إذا كانت المعلومات عن داعش قد حددت عناصره ب( 100) عنصر أو اقل بقليل أو كثر بقليل .
هجوم مدبر
أما إذا كانت تقارير الاستخبارات تؤكد ان عناصر داعش في المنطقة بحجم فوج تقريبا فيتم إعداد خطة هجوم مدبر بمستوى لواء وبإسناد مدفعي وجوي وهذا العمل أفضل بكثير من قيام قوات كبيرة بالياتها ودروعها وبإسناد القوة الجوية وطيران الجيش والصنوف الأخرى والنتائج تكون محدودة مع العلم ان نتائج الغارات أو الهجمات المحدودة أفضل بكثير من عملية كبيرة وواسعة تشترك فيها قوات من الجيش والحشد الشعبي تنطلق من عدة أماكن وتسلك عدة طرق فيتم كشفها وهي في مهدها وفي عملية جبال حمرين التي اشتركت فيها قوات الجيش والحشد الشعبي وطيران الجيش هل كانت نتائج العملية توازي حجم القطعات المشاركة فيها ؟ لا اعتقد ذلك ,في الاقتصاد هناك مصطلح الجدوى الاقتصادية ويعني الفائدة التي تتحقق من المشاريع الاستثمارية أو التجارية فإذا كانت الجدوى الاقتصادية جيدة لمشروع معين أو صفقة تجارية فيتم المضي بها وإلا فلا وهكذا في العمليات العسكرية الواسعة يجب ان تحسب الجدوى من هذه العملية قبل تنفيذها فإذا كانت تحقق أهداف كبيرة ونتائج جيدة وفق تقدير دقيق للموقف فيتم تنفيذها وخلاف ذلك فيعتبر هدر في الموارد كما يحصل في اغلب العمليات الكبيرة, ثم العملية كما أعلن عنها إنها نفذت من ستة محاور وعتبي على قيادة العمليات المشتركة في هذا التوصيف الغير دقيق فالمحور حسبما يعرفه القادة وضباط الركن ليس طريق بل هو اتجاه عام قد يحتوي على العديد من الطرق وقد يتجاوز عرضه عشرة كيلومترات أو أكثر فستة محاور يعني هجوم بمستوى فيلق حتى يغطي هذه المحاور وكان المفروض ان يقال ان العملية نفذت من ستة طرق أو ستة أماكن أو ستة اتجاهات بدلا من ستة محاور, والمهم قبل تنفيذ أية عملية الحصول على معلومات دقيقة عن عناصر داعش مكان تواجدهم أعدادهم أسلحتهم مواضعهم طرق تنقلهم ومصادر تموينهم وحتى معنوياتهم وفي ضوء هذه المعلومات يتم عمل تقدير موقف ثم توضع الخطة المناسبة في ضوء تقدير الموقف وتحدد القوة المنفذة وحجم الإسناد المطلوب ونوعه( جوي _ ارضي) أو كلاهما ويجب ان تتم الاستحضارات للعملية بكل سرية وكتمان ومن الأفضل ان يتم تنفيذ العملية من قبل قوة مدربه على عمليات الهجوم المدبر أو الغارات بشكل جيد وان تكون القوة المنفذة من الجيش أو من الحشد وعدم إشراك أكثر من قوة برية في عملية واحدة لضمان وحدة القيادة والسيطرة ووحدة التنفيذ وإذا كان لابد من إشراك قوات أخرى مثل الحشد الشعبي فيتم تحديد واجب آخر لها غير واجب الهجوم كحماية الاجنحه مثلا أو حماية مكان التحشد أو وضعها بالاحتياط لمعالجة المواقف الطارئة التي قد تحدث اثنا التنفيذ وبعد تنفيذ العملية يجب الإعلان عن نتائجها ومن الأفضل تصوير خسائر العدو أي قتلاه وأسراه وأسلحته التي تم الاستيلاء عليها لا ان يتم تصوير اعتده ومواضع قديمة فما أكثر هذه الاعتدة من مخلفات الحروب في كل المحافظات خصوصا المحافظات المحررة التي تنشط فيها داعش , كما يجب على القادة وهيئات الركن الالتزام بالسياقات العسكرية الصحيحة وبسياقات العمل الثابتة وبالمصطلحات العسكرية سواء عند وضع الخطط وعند تنفيذها أو عند الحديث عن العمليات العسكرية عبر وسائل الإعلام ويجب ان يحدد من المخول في التحدث الى وسائل الإعلام من القادة لا ان يشترك الجميع في هذا الأمر لقضايا أمنية ولعدم تضارب الأخبار .