إلى صقري البعيد ولدي زيد

إلى صقري البعيد ولدي زيد

أودعتكَ الله أن يحميكَ من ضررِ

وأن يقيكَ شرورُ الناسِ والخطرِ

يا نبضَ قلبي ويا ضوءَ العيونِ ويا

أنفاسيَّ الجمرُ . في حلي وفي سفري

أودعتكَ الله أن يحميكَ من حَسَدٍ

من نظرةِ الناسِ قاطبةً ومن نظري

في غُربةِ  الارضِ تَعدو ربما سَهرٌ

اليومَ اعدو انا في غربةِ السَهَرِ

ماضٍ بجنحِك لم تُرهبكَ عاصفةٌ

وكيفَ تُرهِبُ ريحٌ ريشةَ الصَقَرِ

وأفتحْ لرأُياك آفاقاً مُلونةً

تُبصِر بها أعينناً عيّتْ عن النظرِ

يا مُبدِعَ الفرحِ المنسيِ من زَمَنٍ

أرسلْ بها ضَحِكاتٍ من فَمِن عَطِرِ

قد يُخرِجُ الله من أحزانِنا فرحاً

قد كانَ مُخرِجَ بعضَ الماءِ من حَجَرِ

وأصنع لدُنياكَ دُنياً ذاتَ أجنِحَةٍ

ولا تَطرْ شاهقاً في جِنحِ مُنكَسِرِ

هذي الحياةُ حياةٌ كُلها تَعَبٌ

ما فازَ فيها سوى مَنْ جدَ في الصِغَرِ

زيدٌ اخو ظَفَرٍ واللهِ من زَمَنٍ

ما كانَ زيدٌ سوى جُزءٍ منَ الظَفَرِ

اللهُ حارِسُ خَطوٍ أنتَ ناقِلَهُ

في كُلِ مُرتَفَعٍ عن كُلِ مُنحَدَرِ

وأصبر لِدُنياكَ إنَ الصَبرَ مَفخَرَةٌ

إنَ الصبورَ لَيعلو عن قَذى الضَجَرِ

مَن عاشَ في القِمَمِ الشماءِ مُنتَشِياً

لا يستوي والذي من عاشَ في الحُفَرِ

عشْ كالضفافِ على نَهرٍ من الاملِ

وأسمو كما الحبَ في دُنيا من الصورِ

وصادق الماءَ وأعشق صوتهُ فرَحِاً

وأغسل عقولاً  ولا تَدنو من القَذِرِ

الليل تَعشَقَهُ هذي وصيتُنا

لا يستوي النومُ ذا عن رفقةِ السهَرِ

ثابر كما الطير لا تُعييهِ ماطِرَةٌ

إن غيمةِ الشَرِ او إن زَخةِ المَطَرِ

لولا مكابَرَةٌ من جِنحِهِ لغدا

أضحوكة الدهرِ حَزناناً ولم يَطِرِ

ولا تقسْ تلكمُ الايام في وجَلٍ

مسافةَ الشكِ بينَ السمعِ والبَصَرِ

وأترك لهم بصمَةً في كل زاويةٍ

يستَذكرونَ خُطاً من طيب الاثرِ

عشنا الحياةُ بما ضمتهُ من المٍ

مُحَلقينَ بها في العُسرِ واليسُرِ

لا نتقي طلقاتُ الغَدرِ تعقِبُنا

او نتقي رجماتُ البعضَ بالحَجَرِ

لا نَشربُ الماءَ معطوفاً على فَمِنا

فكيفَ نَشرَبُ ماءً آسِناً كَدِرِ

ولا نُعيبُ على حُرٍ بمَظهَرهِ

إن كانَ ما كانَ من طولٍ ومن قِصَرِ

بلْ غَيرَةٌ في دِمانا جُدُ واضِحَةٍ

غَنَت بها الناسُ في لحنٍ على وَتَرِ

 رافع بندر خضير – البصرة

مشاركة