إلى جهنم أخذوني بس كون تشغلوني

 إلى جهنم أخذوني بس كون تشغلوني

 هي مشكلة كتب عنها الكثيرون وخاض بها أكثر كتابنا البارعين حتى انها أخذت من المساحة مايجب أن تجذب انتباه المسؤولين والذين بيدهم زمام الأمور.

ولكن في كل سنة تمر تزداد المشكلة سواءً ويكثر العاطلون عن العمل لتبقى المشكلة معلقة كأنها بلا أهمية.

الخريجون ومتى ينظر اليهم من بيده الامر

شباب أمضوا من سنين عمرهم وهم يكدون ويصلون الليل بالنهار كي يحصلوا في اخر المطاف وبعد تخرجهم على وضيفة يستطيعون بها أن يشعروا بفرحتهم وتلك هي ابسط أمنياتهم .

شباب لم يطلبوا غير حق من حقوقهم لكي يشعروا بفرحتهم وفرحة اهلهم بما أنجزوا وماسهروا لاجله لخدمة هذا الوطن المحتاج لكل من يملك القدرة على البناء.

شباب يملكون الطاقة والطموح والعزيمة .

لكن ماذا حصل؟

نراهم الأن وقد مرت سنين على تخرجهم وهم يضطرون أن يضعوا شهاداتهم على الحائط ويذهب كل لكي يعمل بأي عمل شريف ولكن بعيداً كل البعد عن كل ماطمحوا واجتهدوا من اجل الحصول عليه.

أو نراهم يجلسون في المقاهي لعل في جلستهم هذه يجدوا الحل ولكن أين وكل الأبواب مغلقة في وجوههم .

بعض كلمات قرأتها في منشور لأحد الأصدقاء في الفيس بوك جعلتني أخاف على مستقبل اولأدي وعلى كل شباب العراق من ان يواجهوا نفس هذا المصير

مجموعة من الشباب تخرجوا منذ سنة يلتقون في مقهى يتحاورن بينهم حتى أن احدهم وقد عجز عن ايجاد عمل خلال هذه السنة فضاق به الحال وقال:

(الى جهنم أخذوني بس كون تشغلوني)

كلمات قالها بكل عفوية العراقيين وروحهم المرحة والتي نراها حتى ونحن في اشد الحالات يأساً وخيبة.

قالها والابتسامة لم تفارق شفتيه ولكن قلبه ينزف مرارةً والماً.

قال كلمته وهو يائس من كل شيء حتى أنه يئس من العمل في اي مكان خارج مؤهله .

هذا الشاب هو احد الالاف من الشباب الذين أكملوا دراستهم من سنين ولازالوا ينتظرون.

هل أصبح هذا المطلب البسيط من الأحلام؟

وهل أستغنى البلد عن طاقات الشباب وقدرتهم على البناء؟

أم أننا لم نعد بحاجة الى الأيادي النظيفة لكي تبني؟

سؤال حير الكثيرين.

نحن وفي كل مانمر به بحاجة الى من يملك القدرة والرغبة في أن يبني وطناً جديداً بحاجة لكل هذه الطاقات فلازال بلدنا يحتاج الكثير الكثير من العمل.

لابد ان نبدأ من الصفر ونترك المحسوبية ونعطي الفرصة لهؤلاء بأن يثبتوا وجودهم ويعملوا لخدمة البلد .

كل يد عاطلة عن العمل هي هدم لسنين من البناء والتطور .

انظروا لهؤلاء الشباب وخذوا بيدهم لكي ينهض بهم هذا الوطن العزيز.

نوال العزاوي

مشاركة