إلى اين ذاهبة مهنة النبلاء ؟ – اسكندر المسعودي
في كل قوانين ودساتير العالم وضعت نصوص تعطي للمحاماة المكانة التي تستحق وتعطي لرجالها المركز القانون المتين ليتمكن من اداة رسالته بالدفاع عن الحقوق والذود عن الحريات العامة والخاصة .. لابل ان ميثاق الامم المتحدة قد وردت بنصوصه ما توكد على استقلالية المحاماة وتحث الدول على تشريع القوانين المحلية التي تعزز هذا المبدأ ،، وكان العراق من الدول التي حرص المشرعون الاوائل على هذه المبادئ واعطاء المحاماة الدرجات الاولى من الاهتمام ومازالت هذه النصوص متوافرة في قانوننا النافذ …
يقال ان المحاماة تزدهر في ظل دولة القانون والموسسات واحترام حقوق الانسان بخلاف ذلك تضمحل وتنحصر مهنة المحاماة في ظل الانظمة الدكتاتورية والحكام العسكر الذين يعسكرون المحمتع المدني لخدمة مصالحهم وبقائهم في السلطة ، فلا تجد للمحامي الا دور محدود في العمل واداة رسالته وكذلك للظروف الاستثنائية كالحروب التي تخوضها الدولة مع دول اخرى والحروب الاهلية وفرض الاحكام العرفية سبب اخر لضعف مهنة المحاماة .. اما الدول المستقرة سياسياً واقتصادياً بالمحاماة والمحامين بخير …والحمد لله الذي لايحمد الضراء والسراء سواه فبلدنا العراق ابتلى بكل ذلك على مدة اربعة عقود او يزيد ..
فمنذ عام 1980 وبدأ المحاماة تضعف فبسبب الحرب استقطعت منها المعونة المالية من الدولة بدواعي المجهود الحربي وبسبب الحرب قلة العمل الاقتصادي ومن ثم حرب الكويت 1990 وما تبعها الحصار الاقتصادي المقيت الذي انهى الاقتصاد فبالكاد يحصل المحام قوت يومه ، وتدهور العملة الوطنية وترك الكثير من المحامين مهنتهم ومنهم من هاجر الى الخارج ليحصل على عمل اي عمل ولو كان خارج اختصاصه وبعد عام 2003 عانى المحامون من الفراغ السياسي وتوقف المحاكم لمدة عام تقريباً وبعد ذلك وجدت لهم فرصة بتحسن الوضع الاقتصادي وتغيير العملة ولكن لم يدم طويلاً فتوقف العمل شبه تام بالمنازعات الطائفية لمدة سنتين او ثلاثة وهجرة الكثير مرة اخرى فعند دخولك المحكمة قد لاترى زميل او زميلين في غرفة المحامين فتخيل حجم المأساة .. رغم كل ذلك صمد المحامون امام كل تلم الظروف التي لو مرت على اي شعب في العالم لتفكك وانهار وتقسم ..
ولكن لان شعب العراق شعب أصيل متجذر وتشبث بارضه متمسك بوطنه وقيمه الاجتماعية فظل صامداً متماسكاً ، والمحامون هم من ابناء هذا الشعب الاصيل وطليعته التي تدافع عن حقوقه امام اعتى هجمة وحشية عرفها التاريخ الحديث …
وهنا لابد من الاشادة بأولاءك الزملاء الكبار لهم الفضل بالحفاظ على استقلال النقابة وموقفها الوطني امام تلك الظروف التى ذكرناها خاصة وخصوصاً موقف النقابة من رفض التعامل مع الاحتلال الامريكي واصدار اول بيان وطني يوم 12 /4 / 2003 واعتبارنا ان هذا الاحتلال غاشم ومخالف لكل القوانين والاعراف الدولية ضد دولة سيادة ..
وكان هناك رجال محامون لهم مواقف مشرفة بثقل الاجتماعي واصحاب فكر ومبادئ راسخة بالوطن وسيادة القانون واحترام من زملاءهم الذين انتخبوهم وكانوا يعتبرون ذلك وحده شرف يكفي للعمل الطوعي وخدمة زملائهم وهو امتيازهم الوحيد الاسمى ولم تدنس ايدهم ولم تمتد لاموال نقابتهم وحافظوا عليها وعلى استقلاليتها من اي تدخل وكان احدهم كالجبل الاشم ( وبالامكان الرجوع الى تاريخ النقابة لمعرفة اسماء هولاء النقباء والاعضاء لم يرغب ويبحث عن مواقف البطولية للرجال ) …. … فهل مازالت النقابة كماهي بعيون اهلها وبعيون المجتمع ؟؟
سوال يخفي خلفه الف الف جواب مخضباً بالاسى والدموع على قلعة كانت حصينة ..
لاتدخلها بوماً لجان تحقيق او فرق مكافحة الفساد او هيئة نزاهة …. لله درك يا نقابتي وهي تصرخ انقدوني
فهل من مجيييب ؟