إلى أنظار وزارة التعليم
استوقفتني احصائيات نُشرت على احدى المواقع الالكترونية تؤكد ان اجمالي اساتذة الجامعات والاكاديميين العراقيين الذين قُتلوا منذ عام 2003 حتى الان هو 182 اكاديميا، ناهيك عن من تم اختفاؤهم او اختطافهم في حالات غامضة ولا نعلم مصيرهم للآن.
كم هو مروع هذا الرقم؟ وكم هو مؤسف فقدان العقول الاكاديمية الفذة؟ مقدار الاسف تلك يجعلنا نتساءل اليوم قائلين: تـُرى كيف لنا ان نحافظ على العقول المتبقية المرهون بها المستوى الاكاديمي لبلد كامل؟ وكيف لنا ان نشجعهم ونشد من عزيمتهم لمواصلة عطائهم في بناء بلد له اقدم الحضارات؟
ان الاجابة على السؤال تلك ليس بالمستحيلة، ولا تتطلب اكثر من منح تلك الشريحة حقوقها الشرعية والقانونية، وانا كأكاديمية اتذكر تماما اننا كأكاديميين لم نطالب يوما بأن نحصل على قطع اراض اسوة بزملائنا الصحفيين والادباء وغيرهم! ولم نطالب يوما في ان تكون لنا مساكن داخلية قرب الحرم الجامعي كما هو الحال في معظم جامعات اقليم كردستان العراق لتخفف عنا عناء الطريق اليومي! ولم نطالب يوما بمنحنا سيارات او شقق واطئة الكلفة، لتجعل الاستاذ الجامعي مرتاح البال وهو يلقي محاضراته يوميا!
كما اننا لم نطالب يوما بأن تكون لنا نقابة او نادي اسوة بزملائنا المعلمين! ولا حتى طالبنا في ان تكون لنا مخصصات خطورة، اسوة بزملائنا المعلمين ايضا! ازاء ذلك رضينا بما اقره قانون الخدمة الجامعية والذي ساوى فيه الاكاديميين بأولئك الذي اُنتسبوا بعد العام 2003 الى الجو الاكاديمي من منتسبي الدوائر المنحلة (التصنيع العسكري، ديوان الرئاسة السابق الخ..)، وساوى فيه من كانوا يصنعون الاسلحة بأولئك الذين يصنعون عقولا تنير مستقبل امة وشعب طيب الاعراق؟!
ورضينا ايضا في حرمان الاستاذ الاكاديمي من عطلة نهاية الاسبوع التي منحها اياه الدستور العراقي، وكأننا نقول له: عليك ان لا تتفرغ لكتابة بحوث ترقيتك او لا تتفرغ لعائلتك يومين في الاسبوع فقط!!
ان تلك السطور ما هي الا تعبيرا عن ما يدور في ذهني وربما في اذهان الكثيرين من الشريحة الاكاديمية في بلدننا الغالي، حرصا مني لأيجاد سبيل يعطي مستوى افضل وحياة افضل لمن هُم كادوا ان يكونوا رسولا!!!
نجاة عيسى