إقتصاديات الإعلام.. المال والسياسة والرسالة

إقتصاديات الإعلام.. المال والسياسة والرسالة

إبراهيم الخياط

عن دار الكتاب الجامعي في لبنان والامارات صدر للدكتورة سهام الشجيري كتاب بعنوان (اقتصاديات الاعلام)، ضمن اصدارات السنة 2014، والمؤلفة تدريسية بكلية الإعلام في جامعة بغداد. الكتاب جاء بـ 484 صفحة من القطع المتوسط وبشكل مجلد أنيق، وضم مقدمة وتسعة فصول، وذكرت المؤلفة في مقدمتها ان (موضوع اقتصاديات الاعلام خرج الى الوجود مع ثورة الاتصال، والنمو السريع لصناعة الاعلام، ولم يكن الموضوع مثارا في أشكال الاعلام القديم، لان تكلفة الاعلام قبل اختراع الطباعة ثم اختراع الراديو والتلفزيون لم تكن شيئا يستحق البحث، لقد كان الاهتمام بالشكل المثالي أو بمحتوى الرسالة في الاعلام القديم يغلب على ما عداه، أما اليوم فان الاهتمام بالشكل المادي، وبتكلفة الرسالة الاعلامية يقف الى جانب الاهتمام بمضمونها كتفا بكتف). الفصل الاول أتى بعنوان (اقتصاديات الاعلام: المفهوم، الاهمية، الوظائف)، وتناولت فيه المؤلفة اقتصاديات الاعلام مفهوما، والمؤسسة الاقتصادية مفهوما وخصائص وأنواعا، وعلاقة وسائل الاعلام بالنظام الاقتصادي، والعملية الاعلامية من منظور اقتصادي، والاهداف الاقتصادية للمؤسسات الاعلامية، والمنظور الاقتصادي لوسائل الاعلام، والمنطق السياسي والاقتصادي والصناعي لوسائل الاعلام، والفروق بين صناعتي النشر والبث، والبنيتين الصناعية والتنظيمية لوسائل الاعلام، والاسس الاقتصادية لوسائل الاتصال الجماهيرية، والخصائص الاقتصادية للمنتجات الاعلامية، واقتصاديات الاعلام المعولم ووظائفها والاتجاهات الحديثة في هذه الصناعة، واقتصاديات الاعلام العربي وتأثيرها في العملية الاتصالية. فيما كان الفصل الثاني المعنون (تمويل المؤسسات الاعلامية) سخيا في تناول مفهوم التمويل وأنواعه  من زوايا عدة ووظائفه، ومصادر تمويل وسائل الاعلام، والعوائد المالية وعلاقتها باقتصاديات الاعلام، والتمويل في المؤسسات الاعلامية من مؤسسات صحفية ونظم اذاعية وقنوات فضائية سواءً الغربية أم العربية أم العراقية، واعداد الموازنات في المؤسسات الاعلامية، واثر الركود الاقتصادي على المؤسسات الاعلامية.. أما الفصل الثالث المعنون (ملكية المؤسسات الاعلامية)، فقد قدمت لنا المؤلفة فيه فرشة علمية عن هذه الملكية في العالم والبلاد العربية وعنها ملكية وادارة في العراق بعد نيسان 2003، وعن هذه الملكية وعلاقتها باقتصاديات المؤسسة الاعلامية، وهيكلية هذه الملكية ونمطها وعلاقتها بحرية وسائل الاعلام وملكية هذه الوسائل من قبل المنظمات الدينية والسياسية. وتناولت المؤلفة في الفصل الرابع الذي عنونته (ادارة المؤسسات الاعلامية) مفهوم الادارة وأهدافها وأدواتها والمستويات الادارية في المؤسسات الاعلامية ومسؤوليات هذه المستويات، والمبادئ الاساسية لتطوير الادارة الاعلامية عن طريق وظائف الادارة والتخطيط والتنظيم واتخاذ القرارات والتوجيه والرقابة والقيادة فضلا عن التحديات الاقتصادية التي تواجهها الادارة الاعلامية اليوم، وابعاد السياسات الاتصالية والاعلامية في اقتصاديات الاعلام. وفي الفصل الخامس الذي عنوانه (التطورات التكنولوجية وتأثيرها في اقتصاديات الاعلام) فقد تناولت المؤلفة ماهية تكنولوجيا المعلومات والاتصال ومفهومها وخصائصها ووظائفها واهميتها للمؤسسات الاعلامية وحجم الافادة منها واثرها على تطوير عملية التحرير الصحفي، وآليات اعادة هيكلة صناعة الصحافة تقنيا، وعوامل استمرار صدور الصحافة التقليدية وفق مستحدثات التكنولوجيا، وتأثيرات تطور التقنيات على الصحافة المكتوبة، وتأثير تكنولوجيا الاتصال على الوسائل الاعلامية. والفصل السادس المعنون (التسويق واقتصاديات صناعة الاعلام) تناول التسويق مفهوما عاما وفي المؤسسات الاعلامية، وأسواق وسائل الاعلام، والتسويق والترويج وأدواتهما وأساليبهما وعلاقتهما باقتصاديات صناعة الاعلام من حيث طبيعة التكاليف والتسويق، وأهمية دراسة تكاليف التسويق الاعلامي ومفهومها على مستوى المؤسسة الاعلامية وعناصرهاوطبيعة تكاليفها، وبنية سوق وسائل الاعلام وخصائصها، ومفهوم الطلب على وسائل الاعلام والعوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية المؤثرة في هذا الطلب، وستراتيجية التسويق الاعلامي، وتدويل سوق الاعلام وسوق برامجه. فيما جاء الفصل السابع بعنوان (الاستثمارات في المؤسسات الاعلامية) ومتناولا الصناعات الاعلامية والاستثمارات، وضخامة الاستثمارات في صناعة الاعلام وفي المدن الاعلامية، وحركة الاستثمار في الاعلام في العالم العربي من مكتوب ومسموع ومرئي، واستثمارات أباطرة الاعلام العربي(الشيخ وليد الابراهيم، الامير فيصل بن سلمان، الشيخ صالح كامل، الامير الوليد بن طلال، طارق بن عمار، الامير خالد بن سلطان بن عبد العزيز). والفصل الثامن (الاندماجات في المؤسسات الاعلامية) فقد تناول الاندماج مفهوما لغويا ومراحله التاريخية ونظرياته ودوافعه وأسبابه وفوائده وطرقه وأنواعه ومزاياه وعيوبه وآلياته ومراحله، وسلبيات الاندماج بالمؤسسات الاعلامية، والاندماج الاقتصادي في مجال الفضائيات، والاندماج بين الاعلام والاتصالات، وتكنولوجيا الاندماجات والتحالفات. وختام الكتاب كان فصله التاسع المعنون (اقتصاديات المعرفة) الذي تناولت فيه المؤلفة هذا المفهوم ومكونات الاقتصاد المعرفي وعناصره وفوائده وخصائصه وسماته، واقتصاد المعرفة والتقنيات الحديثة. وفي نهاية هذا العرض لابد من الاشارة الى ماذكرته المؤلفة أن مشروع الكتاب كان عبارة عن معلومات منهجية لافادة طلبة كلية الاعلام، لكن البحث عن المعلومات والمصادر حفزها على الاستمرار بالبحث عن الاستزادة من هذا الموضوع المهم، وانجاز هذا الكتاب، خاصة وان المكتبة العربية والاجنبية تفتقر الى البحث العميق والتقصي في هذا المجال.