إقتراب الإنتخابات وأسطوانة تسقيط الخصوم – عبد الهادي البابي

إقتراب الإنتخابات وأسطوانة تسقيط الخصوم – عبد الهادي البابي

 

أعتقد أنه أصبح من السخف والحمق أن نبقى نستمع إلى الأصوات المريضة التي لازالت تصنف العراقيين على أن : هذا بعثي وهذا صدامي ، وهذا مجاهد وذاك من أعوان النظام السابق ..وهذا مؤمن ..وذلك كافر ، وهذا نجس وهذا طاهر ، و هذا موالي .وذاك ناصبي ….والناس المساكين تستمع لهم وتصدق بهم ولاتدري ماهي الأهداف الخبيثة وراء كل هذه التصنيفات التي تستهدف تمزيق وحدة المجتمع .!

لقد خُدعنا خدعة كبيرة ونحن نستمع بغباء وسذاجة إلى هؤلاء الكذابين الدجالين لمدة 14 سنة مضت وهم يريدون السيطرة على مشاعرنا وعواطفنا ليسرقوا منا عقولنا وأفهامنا وإرادتنا (تارة تحت حجة الدفاع عن المذهب …وأخرى لمنع البعثيين من العودة للسلطة ) ..فهم يشتمون البعثيين صباحاً ومساء وتجد في بطاناتهم وأعوانهم ومساعديهم مئات البعثيين ..يشتمون الصداميين ..وهم في تصرفاتهم اسوأ من صدام ونظامه الدكتاتوري ..!

لقد أصبت بالصدمة من مسؤول كبير لايكاد يخلو مجلسه يوماً واحداً من الهجوم على البعثيين وأجهزة الأمن السابقة وتحميلهم مسؤولية ماجرى على العراق من مآس ورزايا وهو يتوعدهم بالويل والثبور وعزائم الأمور وطالما تباكى على الضحايا والشهداء والأرامل والأيتام الذين تسبب بهم نظام صدام القمعي (على حد قوله) .

ولكني نظرت عن قرب فإذا مدير مكتبه بعثي سابق كان بدرجة (عضو فرقة) وثلاثة من حماياته كانوا من فدائيي صدام ..وسائقه الخاص كان موظفاً في مكتب مدير أمن احدى المحافظات …!! .ومثل هذا الشخص (الإزداوجي) هناك المئات من سياسي الصدفة والخداع الذين أبتلى بهم الشعب العراقي بعد 2003 .!

وفي أحد أيام عام 2012 دخلت إلى وزارة الثقافة العراقية لغرض ترويج معاملة المنحة التي حرموني منها فتفاجأت بعشرات الموظفين البعثيين السابقين المعروفين الذي كانوا يعملون في وزارة ثقافة صدام وتوجيهه السياسي ذائع الصيت..وهم يشغلون مكاتب كاملة في وزارة الثقافة الجديدة..!

وكذلك الأمر ينطبق على وزارة الدفاع ووزارة الداخلية حيث رأيت شرطي أمن كان يسومنا العذاب وهو يعمل اليوم في مكتب مدير الشرطة الجديد وهو مدلل عند مديره الإسلامي المجاهد الذي عاد من كندا ووجد المناصب أمامه (حلل وأخذ).!

طبعاً أنا حينما أذكر هذه الأمور هذا لايعني بإني ضد تأهيل وإندماج العراقيين في وضعهم الجديد بعيداً عن شبهة عملهم أيام النظام السابق ..بالعكس هذا ماأدعو له أن ننسى ونتناسى ونقلب صفحة جديدة من التضامن الإجتماعي والسلم الأهلي والمصالحة الوطنية ونترك الأمور للقضاء إذا كان هناك مقصر أو من أرتكب جرماً بحق أي عراقي كان في النظام السابق أو اللاحق .

ولكن أن يأتي مرشح جديد ينتمي إلى كتلة حزب ديني إسلامي سرق (نصف خزينة العراق) ويعيد علينا نغمة محاربة عودة عناصر النظام السابق والبعثيين ويحذرنا منهم ويذكرنا بصدام ويخوفنا من عودة إتباعه فهذه حيلة لن تنطلي على الشعب العراقي المظلوم بعد اليوم ..فهذا الخداع والتظليل شبعنا منه وسمعناه كثيراً وماهو إلاّ واجهة (عاطفية عمياء) تحجب أبصارنا عن تصرفات وجرائم هؤلاء القوم الذين يدعون أنفسهم بالمجاهدين والمناضلين والمعارضين الذين قاوموا نظام صدام .

وهم اليوم من جعلوا العراق ضيعة لهم ولإحزابهم وتياراتهم السياسية ونهبوا خزينة العراق وسرقوا أموال أيتامه وفقرائه وتركوا أهله يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ..!

أيها المخادعون ..كفاكم تخويفاً وتحذيراً زائفاً للناس من عدو وهمي قد مضى عهده وتصرمت أيامه ولايعيش إلاّ في عقولكم الطائفية المريضة ..أنما العدو الحقيقي هو أنتم أيها الكاذبون الملفقون المخادعون السارقون .!!

مشاركة