إعلاميون غير أكاديميين – لينا ياقو يوخنا

إعلاميون غير أكاديميين – لينا ياقو يوخنا

خِلال العَقد الاخير ومعَ ازدياد ملحوظ في عدد المؤسسات الإعلامية في العراق،ارتفعَ مُعدل الإعلاميونّ غيّر الأكاديميين في هذهِ المؤسسات،والسَبب الضَوابط التي كانت تَحكُم المؤسسات الإعلامية في اختيارها للعاملينَ فيها،اختَلفت كثيراً في السنوات الاخيرة خاصةً بعد 2003،إذ كانَ الإعلامي في الماضي يَجتهد كثيراً كي يتقدم خطوة للأمام في هذا المَجال مُنذ التحاقه بكُلية الإعلام وحتى بَعَد عمله في المؤسسة،إذ لا يُمكن حصوله على العَمل دونَ المرور بمراحل التدريب والتجرُبة التي تتبع التَخرُج،فالجانب العملي جزء مهم ومُكمل  للجانب النظري،وكان لِزاماً  على كُلّ إعلامي  الإطلاع والتعرّف لطبيعة عَمل كُل اقسام المؤسسة ,وان كانَ تخصصهُ وعمله مُحدد في قسم منها،لكنها ضَرورة لتثقيف الإعلامي بِكُل تفاصيل هذه المهنة،وتتم هذه العَملية بتوجيهٍ من قِبل نُخبة من الإعلاميين المُتمَرسين وذو خِبرة  في هذا المجال. وان اهم ما كان يواجهه اي إعلامي في خطواتهِ الاولى بِهذا العمل هو كيفية اثبات وجوده كإعلامي،ومُنافسة كَوكَبة من المُثقفين في هذا المجال،والذين تركوا بصمة في المؤسسة الإعلامية وتأثير لدى الجمهور المُتلقي حتى وقتنا الحالي،رغم ان هناك من فارقوا الحياة ومنهُم من اعتزَلوا العمل،لكن بقيّت إبداعاتهم راسخة في تاريخ الإعلام العراقي،ولا يسّع المقال لذكرها بسبب كثرتها وقيمتها التي يصَعب وصفها بعددٍ من السطور.

اما مَعايير القبول اليوم تغيّرت كثيراً،فمثلاً يتمّ اختيار اشخاص بمُجَرد امتلاكهم جُرأة الوقوف امامَ الكاميرا،او فنانونَ لهُّم قاعدة جماهيرية يمكن جذبهم واكتسابهم لِصالح المؤسسة الإعلامية لتحقيق مُشاهدات عالية في وقت قصير،وهذا ينطبق ايضاً على المشاهير في مواقع التواصُل الاجتماعي الذين يُقدمون مُحتوى مُعيّن بمجالٍ ما،لجمهور محدد. وقد يكون للمحسوبية دور كبير في اختيارِ بَعض الشَخصيات. هذهِ المَعاييرّ الحديثة التي وضعها الدُخلاء على السُلطةِ الرابِعة  افقدت مَجال الإعلام قيمتهُ الحقيقية كمِهنة تُقدم الخبر،والتفسير،والتَوعية،والتثقيف والخ…،ويُلاحظ ذلك في  بعض البرامجَ-المُستَهلكة- الثقافة المَحدودة لبعض مُقدمي البرامج،وايضاً صُعوبة إدارتهُم للحِوار والتشتُت بينّ الحين والآخر،كونَهُم لم يتلقوا التدريب الذي يحتاجهُ كُل العاملينَ في المؤسسات بين فترة واخرى لِتطوير مهاراتهم،ويُلاحظ ايضاَ عدم مَعرفة البعض منهم بأساسيات الإعلام وآدابها وفنونها والخ..،وهذا دليل عدم التحاقهم بكُلية الإعلام،او ضعف ثقافتهم لعدم مُطالعتهم المُستمرة فلا يمتلكون مُفردات او مصطلحات كثيرة،لهذا يُرددون الكلام ذاته مِراراً وتكراراً دون جَدوى،خلال الفَقرة الواحِدة للبرنامج الواحد،فضلاً عن اعتماد مُحتوى الكثير مِن البرامج والتقارير المُنوَعة على ما ينشرهُ الناس في مَواقع التواصُل الاجتماعي بدلاً مِن بحث الإعلاميينَ- ميدانياً- عن الاحداث التي تقَع في المُجتمَع وتمُسَ حياة المواطنين،خاصةً في بعض القضايا التي تَحتاج التحقُقَ فيها.

وبسَبب المَحسوبينَ على المهنة،يُعاني الكثيرَ من الإعلاميين الاكاديميين اليوم،من عَدم حُصولهم على فرصةِ عمل في مَجال تخصُصِهم بعد ان قضوا اربع سنوات في دراسةِ هذه المِهنة الانسانية والتي يُطلق عليها السُلطة الرابعة لأهميتها الكبيرة في انظمة الدوّل ومنها العراقية الى جانب السُلطات الثلاث (التشريعية،والتنفيذية،والقضائية) فضلاً عن اهميتها وضرورتها لأي مُجتمع في ايّ بُقعة في العالم.

, ان المَعايير غيّر الصَحيحة للإعلام في وقتِنا الحاضر،جَعلت من كُل شخص يُسمي نفسهُ إعلامي بمُجرد وقوفهِ امام الكاميرا.

{ بقـية المقال عـــــــلي الموقع الالكـــــــتروني لـ (الزمان)

او كتابتهِ لِكلمة وتحريرهُ لِخَبر.

او حَمله لكاميرا او اخراجه لبرنامج،اما الإعلامي الأكاديمي فأصبحَ مُجردَ رقم يُضاف الى قائمة اعداد المتخرجين في تخصصهِ من السَنوات السابقة وربما القادمة اذا بقيّ الحال على ما هوَ عليهِ.

مشاركة