إعاقة المجتمع وسلامة معاقيه
المعاق. .هو الشخص الذي يعاني من قصور فسيولوجي سواء كان وراثياً أم مكتسبا يجعله عاجزاً عن تأدية وظائف الحياة اليومية بشكل تام ويحول دون إشباع حاجاته الأساسية وبالطبع حسب نوع الإعاقة وما يترتب عليها من مظاهر.
وهنا نسلط الضوء على نظرة المجتمع لأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وكيف يتعامل معهم واقعاً أمام ما يجد من قوة وإرادة لديهم . وللأسف كان تأريخ التعامل مع المعاقين حافل بالظلم وانعدام الإنسانية. حتى قرأت ذات مرة في كتاب “حيونة الإنسان “للكاتب “ممدوح عدوان (منذ عام 1935 إلى عام 1976 هناك أكثر من 600 الف سويدي تم تعقيمهم عمدا دون أن يعلموا بذلك وهؤلاء هم المعاقون جسديا أو عقليا)..وفي حكم مدينة اسبارطة اليونانية كانوا يهتمون بالبنية الجسدية قبل كل شي حتى إنهم يقتلوا المعاقين من الشعب وذريعتهم في ذلك بأنهم اشخاص دون فائدة .وغير ذلك من أوجه التعامل السيء عبر التأريخ ومن المؤسف إننا نجد الكثير منه حين البحث. إضافة إلى ذلك هو محاولة التقليل من شأن أولئك الأشخاص وتثبيط عزيمتهم والنظر إليهم بنظرة الازدراء.بل ابعادهم عن الحياة العامة والتطلع اليهم بنظرة الشفقة تارة ونظرة الاستهزاء تارة اخرى. وبجانب آخر نرى أولئك الذي صنفهم المجتمع وفقا لترهاته؛ علماء ومفكرون ذو هدف وطموح ونجاحات متتالية ومثال لذلك الكفيف “لويس برايل” الذي فتح آفاق العالم إلى المكفوفين وجعل لهم طريقة تعليم خاصة معتمدة إلى يومنا هذا. وفي عصرنا الحديث نجد مثال الإرادة الحية في الصيدلانية والناشطة المدنية العراقية “زينب العقابي” التي قادت حملة معاق وافتخر” وهي فاقدة لساقها الأيسر .
هذا يعني إن مؤشر سلامة المجتمع وإنسانيته انخفضت إلى ما دون الصفر المئوي فأصبح معاقا بالفعل. وأولئك الذين تركهم القدر يخوضوا في معترك الحياة بإعاقتهم أثبتوا للعالم سلامة أفكارهم. ونجاحهم ك أشخاص اسوياء.
تقى صبيح