إعادة 142 عائلة عراقية من مخيم الهول السوري إلى الموصل وسط تحذيرات عشائرية

الموصل‭- ‬الزمان‭ ‬

بعد‭ ‬رد‭ ‬وبدل‭ ‬وجدل‭ ‬سياسي‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬شعبية‭ ‬وسياسية‭ ‬وبرلمانية

‭ ‬أعاد‭ ‬العراق‭ ‬142‭ ‬عائلةً‭ ‬من‭ ‬مخيم‭ ‬الهول‭ ‬السوري‭ ‬الذي‭ ‬يضمّ‭ ‬عائلات‭ ‬عناصر‭ ‬تنظيم‭  ‬داعش‭ -‬الدولة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬إلى‭ ‬مخيم‭ ‬الجدعة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬العراق،‭ ‬كما‭ ‬أعلن‭ ‬مسؤول‭ ‬عراقي‭ ‬والجيش‭ ‬الأميركي‭ ‬الأربعاء‭.‬

‭ ‬وحذرت‭ ‬مصادر‭ ‬عشائرية‭ ‬في‭ ‬الموصل‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬حصول‭ ‬عمليات‭ ‬ثأر‭ ‬من‭ ‬الوجوه‭ ‬المعروفة‭ ‬لزوجات‭ ‬عناصر‭ ‬داعش‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬التعرف‭ ‬عليهم‭ ‬وعلى‭ ‬أطفالهم‭ ‬بسبب‭ ‬الأذى‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬باهالي‭ ‬الموصل‭  ‬على‭ ‬يد‭ ‬الدواعش‭ .‬

ويضاف‭ ‬هؤلاء‭ ‬إلى‭ ‬766‭ ‬عائلةً‭ ‬عراقية‭ ‬أعيدت‭ ‬منذ‭ ‬أيار‭/‬مايو‭ ‬2021‭ ‬من‭ ‬مخيم‭ ‬الهول‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬الجدعة‭ ‬الواقع‭ ‬جنوب‭ ‬الموصل،‭ ‬أرجع‭ ‬جزء‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬مناطقهم‭ ‬الأصلية‭ ‬في‭ ‬العراق‭.‬‮ ‬

يضم‭ ‬مخيّم‭ ‬الهول‭ ‬المتداعي‭ ‬والمكتظ،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬عائلات‭ ‬عناصر‭ ‬وكوادر‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬الارهابي،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬أجانب‭ ‬من‭ ‬حوالى‭ ‬60‭ ‬دولة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬نازحين‭ ‬سوريين‭ ‬ولاجئين‭ ‬عراقيين،‭ ‬يبلغ‭ ‬عددهم‭ ‬نحو‭ ‬25‭ ‬ألفاً‭.‬‮ ‬

ويؤوي‭ ‬مركز‭ ‬الجدعة‭ ‬قرابة‭ ‬400‭ ‬عائلة‭ ‬عراقية‭ ‬حالياً،‭ ‬غالبيتها‭ ‬من‭ ‬محافظات‭ ‬نينوى‭ ‬وصلاح‭ ‬الدين‭ ‬والأنبار‭.‬‮ ‬

وغالباً‭ ‬ما‭ ‬تثير‭ ‬عودة‭ ‬هؤلاء‭ ‬إلى‭ ‬مناطقهم‭ ‬الجدل‭ ‬لشبهة‭ ‬انتماء‭ ‬أفراد‭ ‬من‭ ‬عائلاتهم‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش،‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬بعد‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬‮«‬الانتصار‮»‬‭ ‬العسكري‭ ‬على‭ ‬التنظيم،‭ ‬يحمل‭ ‬ندوب‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭.‬

وأعلن‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العراقي‭ ‬قاسم‭ ‬الأعرجي‭ ‬في‭ ‬تغريدة‭ ‬ليل‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الأربعاء‭ ‬عن‭ ‬‮«‬نقل‭ ‬142‭ ‬عائلةً‭ ‬عراقية‭ ‬من‭ ‬مخيم‭ ‬الهول‭ ‬السوري‭ ‬إلى‭ ‬مخيم‭ ‬الجدعة‮»‬‭.‬‮ ‬

ويضمّ‭ ‬هؤلاء‭ ‬‮«‬580‭ ‬فرداً‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬بيان‭ ‬للقيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الأربعاء‭ ‬أشارت‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬نقل‭ ‬العائلات‭ ‬تمّت‭ ‬السبت‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭.‬‮ ‬

في‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭/‬ديسمبر‭ ‬2021،‭ ‬أعلنت‭ ‬السلطات‭ ‬العراقية‭ ‬نيتها‭ ‬بأن‭ ‬تغلق‭ ‬نهائيًا‭ ‬مخيم‭ ‬الجدعة‭ ‬وهو‭ ‬آخر‭ ‬مخيم‭ ‬يضمّ‭ ‬نازحين‭ ‬في‭ ‬العراق‭. ‬ولا‭ ‬يشمل‭ ‬القرار‭ ‬26‭ ‬مخيماً‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان‭ ‬ذي‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭.‬‮ ‬

ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬،‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬تقدّم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬إعادتهم‭ ‬إلى‭ ‬مناطقهم‭ ‬الأصلية‭ ‬تتطلب‭ ‬تقبّل‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬لهم‭.‬‮ ‬

وبحسب‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬2022،‭ ‬فإنّ‭ ‬‮«‬العائلات‭ ‬التي‭ ‬يعتقد‭ ‬أنها‭ ‬مرتبطة‭ ‬بتنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الاسلامية،‭ ‬تجد‭ ‬عودتها‭ ‬متوقّفة‭ ‬بسبب‭ ‬عوامل‭ ‬أمنية،‭ ‬ورفض‭ ‬المجتمع‭ ‬ووصمة‭ ‬العار،‭ ‬ومعرّضة‭ ‬للاعتداءات‭ ‬الثأرية‮»‬‭.‬‮ ‬

تسبب‭ ‬النزاع‭ ‬مع‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬بنزوح‭ ‬ستة‭ ‬ملايين‭ ‬شخص،‭ ‬وفق‭ ‬بيان‭ ‬لمنظمة‭ ‬الهجرة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬2021‭. ‬وفيما‭ ‬أعيدت‭ ‬مئات‭ ‬آلاف‭ ‬الأسر‭ ‬إلى‭ ‬بيوتها،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬1‭,‬2‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬‮«‬في‭ ‬حالة‭ ‬نزوح‮»‬‭.‬

‭ ‬وكانت‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬العوائل‭ ‬مع‭ ‬عناصر‭ ‬داعش‭ ‬تحتل‭ ‬بيوت‭ ‬العراقيين‭ ‬في‭ ‬الموصل‭ ‬وتكريت‭ ‬والانبار‭ ‬بعد‭ ‬احتلال‭ ‬مدنهم‭ ‬وتهجير‭ ‬بعض‭ ‬أهلها‭ ‬من‭ ‬العسكريين‭ ‬او‭ ‬الموظفين‭ ‬او‭ ‬الاكراد‭ ‬والمسيحيين‭ . ‬وارتكب‭ ‬داعش‭ ‬مجزرة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬سبي‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال‭ ‬اليزيديين‭ ‬وقتل‭ ‬المئات‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬نواح‭ ‬تابعة‭ ‬للموصل‭ ‬وقرب‭ ‬سنجار‭.‬‮ ‬

مشاركة