إطـراء الشخص لـذاته
قـيل لأفلاطـون يوماً ما، في الزمن القديم : مـا الشيء الذي لا يُحـسن أن يقال، وأن كان حـقاً، فقـال لهم : مدح الإنـسان لنـفسه .. من هذا المنطلق، ومن هـذه النقـطة الزمنـية المتـجذرة في أزل التأريـخ، ومن زمن هـذا الفيلـسوف الطاعـن في المعرفـة والعلم، ومجتـمعاتنا تعـيش فـي ظاهـرة سيـئة مقيـتة، وتفـعل أفـعالا خاطـئة مزيـفة، وهـي أن يمـدح الشـخص ذاتـه ونفسه، ويظـهر محاسنً ليس فيه، ويجـعل من نفـسه فرداً منزهاً عن الخطأ، ولم يفـعل شيـئاً سيئاً،منـذ أن ولـد ودخـل إلـى هـذا العالم الدنـيوي، ووضـعه الله (سبحانه وتعالى) على هـذه الأرض، ويبـين للناس أنـه فـرد صالح مصـلح بيـن بـني الـبشر، عـلى الرغـم من كـل العيـوب التي تغـطيه، من رأسـه إلـى أخـمص قدمـيه، فكـيف له أن يناقـض أفـعاله واحـداً بالآخـر، وهذا من عيوب البشر . وقد اشارت البحوث والدراسات، التي اجراها عدد من المختصين بعلم النفس، ان مدح الفرد لشخصيته، – وان كان يحمل هذه الصفات الطيبة -، يدعى في علم السايكلوجي بــ (النرجسية ) ومعناه حب الذات والتمدح بها، وهو من الامراض النفسية، التي تصيب افراداً محددين في المجتمع . وكان لكاتب هذه السطور، وقفة استطلاعية مع شريحة من الاشخاص، للسؤال عن اسباب هذا المرض، حيث قال البعض ان من اسبابه، الشعور بالنقص، نتيجة للفراغ او الضغوط النفسية، التي يعاني منها المريض، فيما قال آخرون ان السبب الآخر لهذا الداء، هو الغرور او التكبر، نظراً لما يعيشه الفرد من نعيم ورفاهية، وقدم جانب آخر من الناس نصيحة، لمن يقومون بمثل هكذا افعال، ان يعودوا الى رشدهم، حتى ننهض جميعاً بمجتمعنا، وحتى تتفح وروده من جديد.
احمد عبدالله الجميلي