إشتراكية معارضة تنتمي إلى اليسار التروتسكي
لويزة حنون صاحبة الأيادي النظيفة المرشحة إلى الإنتخابات الرئاسية في الجزائر
الجزائر ــ الزمان
تبدو لويزة حنون 60 عاما المرأة الوحيدة التي ترشحت للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 17 نيسان»ابريل، شخصية غير تقليدية لكن لا يمكن تجاوزها في المشهد السياسي في الجزائر حيث تتمتع بشعبية كبيرة حتى في اوساط المحافظين المعادين لنضال المرأة. وحنون نقابية سابقة ونائبة حالية ومرشحة لمنصب الرئاسة تحت شعار السلم الحرية وهي أهداف ظلت الجزائر تكافح في سبيل الوصول إليها منذ أن استقلت في عام فإن السيدة لويزة حنون تعتبر مناضلة بارزة ذات توجه اشتراكي واضح وعلي درجة عالية من الجرأة والصراحة تعارض الحكومة مثلما تعارض التيارات الدينية وقفت ضد تدخل الجيش في الحياة المدنية وأيضا ضد الخلط بين الدين والدولة لكنها في نفس الوقت تطالب بالإفراج عن الإسلاميين المعتقلين
أما علي النطاق الخارجي فهي ضد الاستثمارات الأجنبية وتحذر من أن الضربة الأمريكية المقبلة تستهدف بلادها بعد العراق وتؤكد أن الولايات المتحدة تسعي للزج بالعالم في حرب استنزاف تحت غطاء مكافحة الإرهاب الدولي في حين أن هدفها هو القضاء علي الشعوب العربية بعد الاستيلاء علي ثرواتها وهي ترفض الاعتراف بـ العولمة وتتمسك بالدفاع عن الطبقة العاملة من منظور اشتراكي وعقائدي
تتكلم بحماسة زائدة وتنطلق الكلمات من فمها كأنها طلقات مدفع رشاش وعندما تبدأ في الكلام لا تعرف أين تنتهي ومع ذلك فهي تحظي باحترام أنصارها وخصومها علي السواء المتأسلمون فقط هم الذين يهاجمونها لأنها سافرة وليست محجبة ولأن المرأة مكانها في البيت وليس في البرلمان ولا في النشاط النقابي حسب رأيهم.
واما جمهورها، تقف لويزة حنون بقلادتها من اللؤلؤ الابيض قائلة بصوتها الأجش ان يداي نظيفة فترد عليها القاعدة بالزغاريد وتردد لويزة لويزة .
وبعد التحية باللغة الامازيغية تقول لويزة حنون باصرار يداي نظيفة . وتضيف لم اقمع ولم ابع المؤسسات ولم اضطهد النساء .
وجلس على مقاعد دار الثقافة في القليعة التي تبعد عن العاصمة الجزائرية اربعين كلم غربا العديد من النساء من بين 300 شخص رحبوا بالنائبة التروتسكية المنتخبة بدون انقطاع منذ 1997.
وتقول النائبة التي تدعو الى الجمهورية الثانية وترفع شعار الجرأة ، ان انتخابات 17 نيسان»ابريل امتحان غير مسبوق في تاريخ الجزائر المستقلة . وهي تدعو الى الجرأة بالنسبة للضريبة على الثروة وادراج حق الاولوية في الدستور والغاء اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي وعملية الانضمام الى منظمة التجارة العالمية والانسحاب من منظمة التجارة الحرة للدول العربية.
وتستهدف الشركات المتعددة الجنسيات و الايادي الاجنبية التي تتهمها بارتداء ثوب المنظمات غير الحكومية ومحاولة جر البلاد نحو دوامة جديدة من العنف. كذلك توجه سهامها الى المرشح علي بن فليس الذي تنكر انه اكبر خصوم الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة الذي تبدي له اعجابا صريحا.
ويبدو عبد القادر سائق سيارة الاجرة الاربعيني وكانه يعذرها قائلا انها تعلم ان ذئابا تحيط بالرئيس فتحاول الاقتراب منه لتكشفهم . وتقول لويزة حنون القومية الشيوعية التي توصف احيانا بانها تشافيز الجزائر ، لمراسل فرانس برس اسأفعل افضل منه مؤكدة في اشارة الى الرئيس الفنزويلي الراحل كانت له الشجاعة لاخراج بلاده من سيطرة صندوق النقد الدولي والبنك العالمي لكنه لم يلغ الديون .
وقد ارتقت هذه المرأة المقدامة التي تتمتع بموهبة الخطابة والتي يسميها الجزائريين بلويزة فقط، بحزبها حزب العمال تروتسكي الذي تأسس في السر خلال الثمانينات، الى مستوى ابرز الاحزاب السياسية الممثلة في المجلس الشعبي الوطني مجلس نواب وراء الاحزاب التي تشكل الائتلاف الرئاسي.
وقد تبلورت مبادئها في خضم الكفاح العنيد من اجل الغاء قانون العائلة الذي يجعل من المرأة الجزائرية مواطنة من الدرجة الثانية. وخلافا لغيرها من الناشطات النسائيات الجزائريات لا ينظر اليها على انها تنتمي الى النخبة المتأثرة بالغرب التي تتكلم الفرنسية وتحتقر الشعب.
وتتكلم لويزة حنون خريجة كلية الحقوق في عنابة شرق اللغتين العربية والفرنسية. وخلافا لغيرها من القادة الجزائريين تحسن العربية بفضل مزيج موفق من اللغة العربية الفصحى والعبارات الشعبية ما يجعل خطابها مفهوما جيدا. وقد اكتشف الجزائريون في تموز»يوليو 1991، خلال برنامج متلفز مباشرة، هذه المرأة الخطيبة الصريحة التي كانت تطالب بشدة بالافراج عن ابرز قادة الجبهة الاسلامية للانقاذ المنحلة الذين اودعوا السجن حينها.
وفي حين كانت الجزائر تغرق في اعمال العنف ما انفكت لويزة حنون تدعو الى حل تفاوضي يشرك الجبهة الاسلامية للانقاذ، للازمة السياسية التي اندلعت اثر الغاء الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في كانون الاول»ديسمبر 1991 وكانت الجبهة الاسلامية للانقاذ على وشك الفوز بها.
وفي خضم اعمال عنف الاسلاميين لم تترك حنون شقتها ولا مقر حزبها في حي الحراش الشعبي بينما اعتصم معظم القادة السياسيين في الاحياء المحمية باجراءات امنية مشددة.
وقالت رفضت عرضهم الاقامة في نادي الصنوبر معقل مسؤولي النظام غرب العاصمة الجزائرية ويبدو انهم قالوا لها حينها تحبين الصعاليك، فابقي معهم اذن .
AZP02