إرهاق التلاميذ والطلبة – لينا ياقو يوخنا

إرهاق التلاميذ والطلبة – لينا ياقو يوخنا

ان الواجبات المنزلية جزء من المنهاج الدراسي الذي حددته وزارة التربية منذ عقود طويلة وهذا النظام معمول به الى يومنا هذا في المدارس الابتدائية والثانوية. اذ يُجبر التلاميذ والطلبة على اداء واجباتهم والا يتعرضوا للعقوبة والتي تختلف بحسب شخصية وثقافة المُعلمين او المُدرسين  فقد تتضمن توبيخ المقصر بواجبه وأنتقاده امام الزملاء في الصف او التقليل من علامته (درجة المادة) والتي قسمت جزء منها للأمتحان الفصلي والجزء الاخر لمشاركة الطالب سواء بالحضور وعدم غيابه او حل واجباته المنزلية. ان هذه الواجبات ترهق التلاميذ والطلبة بسبب الروتين المُمل والاجواء المدرسية التي تتكرر في البيت, فالوقت الطويل الذي يقضيه هؤلاء في الصف للاستماع للدروس النظرية التي يلقيها معلميهم ومدرسيهم. سيكونوا مجبرين لتحضير ذات الدروس في بيوتهم وبمتابعة ذويهم وتدريسهم ما لم يفهموه في المدرسة مع ضمان آداء واجباتهم, اي يقوم الوالدين بدور المعلمين والمدرسين في المنزل وغالباً ما يعاني الوالدين من الارهاق  كونهم موظفين اوعاملين وبحاجة الى الراحة بعد نهار طويل من مزاولة العمل, لهذا يحاول بعضهم افراغ طاقتهم السلبية وذلك بضرب ابنائهم او توبيخهم في حال لم يستوعبوا الدرس او لم يتمكنوا من حل واجباتهم بصورة صحيحة. ولهذا فأن احد اسباب انزعاج التلاميذ والطلبة من المدرسة هي الواجبات المنزلية لأنها تحرمهم من قضاء وقت الاستراحة مع الاسرة او قضاء وقت ترفيهي معهم او مع الاصدقاء داخل المنزل او خارجه بعد ساعات طويلة من جلوسهم واستماعهم للحصص الدراسية النظرية مع خلو المنهاج الدراسي من الحصص العملية والجانب الترفيهي مثل الانشطة المدرسية الصفية واللاصفية, اما الاستراحة في المدرسة فهي دقائق محدودة مخصصة لتناول الطعام اذ تخلو المدارس من وسائل الترفيه مثل كرة القدم او السلة والخ.., ولهذا يصبح اغلب وقت التلاميذ والطلبة داخل المدرسة وحتى في البيت مقتصر على الدروس النظرية فتصبح السنة الدراسية اشبه بالسجن بالنسبة لهم فلا يحبون دوام المدرسة ويفرحون عند نهاية الدوام او قدوم العطلة, وفي الوقت نفسه لا يرغبون بالبقاء في المنزل وانما قضاء وقتهم في الشارع واللعب مع الاصدقاء.

ان احد مؤشرات نجاح العملية التربوية-التعليمية في اي بلد هو محبة التلاميذ والطلبة للمدرسة وشعورهم بالسعادة, وهذا ما لا الاحظه في الواقع. لأن نظام الواجبات المنزلية احد عوامل الجمود الفكري لدى التلاميذ والطلبة كما يسبب الارهاق والضغط النفسي لهم, بالإضافة الى غياب روح العمل الجماعي الذي يعززه حل الواجبات المدرسية مع الزملاء داخل الصف كنظام التعليم في الدول المتقدمة. اذ يساهم التعاون بين الزملاء في الصف الى انعكاس هذه الصفة في عمل الافراد في الحياة العملية ولهذا تفتقر مؤسساتنا لروح العمل الجماعي. ولهذا يجب حل الواجبات داخل الصف وبمشاركة الزملاء وبمتابعة المعلمين والمدرسين وهذا سيساهم في التقليل من شعور التلاميذ والطلبة بالارهاق.

مشاركة