تناقضات بين موسكو وأنقرة حول إحداثيات مقتل الجنود الأتراك
أنقرة – برلين – موسكو – الزمان
قال مكتب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم الجمعة إن إردوغان أقر مشروع قانون التعديلات الدستورية ليمهد الطريق لنظام رئاسي تنفيذي بينما توقع نائب لرئيس الوزراء إجراء استفتاء على مشروع القانون يوم 16 أبريل نيسان.
ويقول إردوغان إن الإصلاحات ستحقق الاستقرار في وقت مضطرب وستمنع العودة إلى الائتلافات الحكومية الهشة. ويخشى معارضوه أن يكون ذلك إيذانا بحكم يزداد استبدادا. وقال بيان مقتضب على موقع الرئاسة إن مشروع القانون أحيل إلى مكتب رئيس الوزراء لينشر ويطرح في استفتاء. وقال نائب رئيس الوزراء نعمان قورتولموش للصحفيين «بعد موافقة الرئيس تتجه الأنظار حاليا إلى اللجنة العليا للانتخابات. قد تعلن اللجنة أن 16 أبريل هو الموعد المناسب للاستفتاء.»
ووافق البرلمان على مشروع القانون الشهر الماضي بعد أن حصل على موافقة 330 عضوا على الأقل من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 550. وإذا أقر التشريع في الاستفتاء فقد يمهد هذا الطريق أمام إردوغان ليبقي في منصبه حتى 2029.
وستمكن التعديلات الدستورية الرئيس من إصدار المراسيم وإعلان حالة الطوارئ وتعيين الوزراء وكبار المسؤولين وحل البرلمان وهي صلاحيات يقول حزبا المعارضة الرئيسيان إنها تخل بكفة ميزان القوة لصالح إردوغان. فيما أيدت محكمة ألمانية الجمعة حكما سابقا بمنع أجزاء من قصيدة هجاء تسخر من إردوغان وهي قضية سببت خلافا دبلوماسيا بين ألمانيا وتركيا وكانت اختبارا للحرية التي يتمتع بها الفنانون.
وأيدت محكمة هامبورج الأمر الذي أصدرته في مايو أيار الذي يحظر إعادة نشر أجزاء من القصيدة التي تتحدث عن أن إردوغان يعيش حياة شهوانية ويشاهد صورا إباحية للأطفال والتي ألقاها مقدم البرامج الساخرة يان بومرمان على التلفزيون في مارس آذار الماضي.
وزادت القضية من توتر العلاقات بين ألمانيا وتركيا في وقت كان يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى مساندة أنقرة في التعامل مع أزمة المهاجرين. وقالت المحكمة في حكمها الصادر اليوم «خلصت المحكمة إلى إن الحرية الفنية غير مشروطة لكنها ليست مطلقة.» وأضافت «يمكن منع السخرية التي تكفلها الحرية الفنية عندما تمس صميم الحرية الشخصية.» من جهة اخرى قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الجمعة إن ضربات جوية روسية أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أتراك في سوريا بطريق الخطأ استندت إلى إحداثيات قدمها الجيش التركي لروسيا. لكن الجيش التركي قال ان جنوده متمركزون منذ عشرة ايام بالموقع وقال الجيش التركي أمس الخميس إن حادثة «النيران الصديقة» وقعت خلال عملية ضد تنظيم الدولة الإسلامية فيما يسلط الضوء على مخاطر اندلاع اشتباكات غير مقصودة بين القوى الخارجية العديدة المنخرطة في الحرب المعقدة.
وأضاف بيسكوف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف «للأسف استرشد جيشنا في شن ضربات على الإرهابيين بإحداثيات قدمها له شركاؤه الأتراك وما كان ينبغي أن يكون الجنود الأتراك موجودين في هذه الإحداثيات.
«كان غيابا للتنسيق في تقديم الإحداثيات. هكذا سأصوغ الأمر.»