إبتكار طرق لإبتزاز المواطنين وإستمالة عواطفهم
المتسولون يغزون التقاطعات ويشوهون سمعة العاصمة
بغداد – شيماء عادل
طالب مواطنون وباحثون اجتماعيون وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والجهات الامنية بمواجهة ظاهرة التسول التي انتشرت بشكل ملفت للنظر.
وقالوا لـ(الزمان) امس ان (التسول يعد ظاهرة تدل على مدى تخلف وفقر البلد الذي ينتشر فيه).
مضيفين ان (بعض المواطنين يستغلون عوقهم لكسب عطف المارة اضافة الى استخدام الاطفال كوسيلة للضغط على المواطن من اجل اعطاء المال)، موضحين ان (التسول اصبح له طرق متعددة تتمثل باحراج المواطنين واجبارهم على دفع نقود عند قيامهم بمسح زجاج السيارات او بيع المناديل واحراجهم امام اصدقائهم او اسرهم).
من جانبها اكدت الباحثة الاجتماعية ناهدة عبد الكريم ان (الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبطالة دفعت اغلب المواطنين الى استخدام التسول كمهنة يسترزقون منها).
وقال محمد حمزة البالغ من العمر 28 عاما من سكنة منطقة جميلة ان (التسول اصبح مهنة يسترزق منها بعضهم بعد ان فقدوا الامل في الحصول على وظيفة في دوائر الدولة او الحصول على رواتب الرعاية الاجتماعية التي هي اصلا لا تكفي لسد متطلبات المعيشة)، مبينا ان (شوارعنا مكتظة بالمتسولين وهي تدل على مدى التدهور وعدم توفير الحكومة وظائف لهؤلاء المواطنين او توفير حياة كريمة لهم اضافة الى ان الظروف التي مر بها البلد كان لها اثر كبير في تخلف الارامل والايتام وهجرة اغلبهم من مناطق سكناهم ما دفع الاطفال الى ترك تعليمهم من اجل توفير لقمة العيش لاسرهم وكذلك النساء اما الاشخاص المصابين بالاعاقة فبرغم توفير رواتب الرعاية الاجتماعية لهم الا انهم يتخذون من عوقهم فرصة لكسب عطف الناس ومنحهم الصدقة)، مطالبا الجهات المسؤولة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والجهات الامنية (القيام بحملة لمنع انتشار هؤلاء المتسولين في الشوارع ومنعهم من استغلال المواطنين حفاظا على الواجهة الحضارية للبلد على الاقل) بحسب تعبيره.
واضافت جيهان علي من سكنة منطقة الكرادة الشرقية البالغة من العمر 30 عاما ان (كثرة المتسولين في الشوارع يدفعنا الى التساؤل لماذا اعداد هؤلاء ازداد في هذه المدة بالذات)، وقالت ان (الغريب في الامر ان المتسولين يتجمعون في اماكن معينة ولا يمكن لاي متسول ان يأخذ محل متسول آخر وكان الموضوع اصبح خاضعا لمافيات تسيطر على الطرق والتقاطعات)، مستغربة من (اختفائهم اثناء مدة الظهيرة وبالاخص عند انتهاء الدوام الرسمي للموظفين ما يعني ان عملهم يتوقف عند انتهاء دوام المواطنين والموظفين والطلاب)، وذكرت ان (هناك شركات تقوم بتأجير الاماكن للمتسولين وتوفر لهم الحماية اللازمة افضل من الجلوس بدون عمل نتيجة البطالة في البلد).
واوضح علي سالم من سكنة حي النضال ان (بعض الشباب والاطفال والنساء ابتكروا طريقة جديدة للتسول لاجبار الشخص على شراء بضاعتهم او دفع مبلغ وان كان المقابل ليس بحاجة للسلعة)، وقال ان (من الملاحظ عند تقاطعات الشوارع الرئيسة وجود مجموعة من الاطفال والرجال بيدهم علب العلكة او المناديل واخرون بيدهم مسحوق تنظيف زجاج السيارة وبمجرد ان يتوقف السير تلاحظ الاطفال يتجهون الى السائقين والركاب متوسلين بهم لشراء سلعهم بحيث يحرجون المواطنين امام اصدقائهم واسرهم)، موضحا ان (بعض الباعة عند اخذهم سعر علبة العلكة يأخذ المبلغ ولا يعطيه العلك بمعنى ان هذه طريقة جديدة للتسول بينما هناك اشخاص مصابون بعوق وظروفهم المعيشية صعبة وعند عرض سلعته على المواطنين يمنحونه المال دون اخذ سلعته الا ان هؤلاء يمتلكون عزة نفس ولا يقبلوا الصدقة برغم ظروفهم المعيشية المتدهورة والبطالة ولا يطلبون صدقة من احد).
من جانبها اكدت عبد الكريم ان انتشار ظاهرة التسول تعود الى استسهال المواطنين لها وعدها مهنة سهلة.
وقالت لـ(الزمان) امس ان (التسول يعد ظاهرة اجتماعية سلبية موجودة بنسب مختلفة من مجتمع الى آخر وفيما يخص مجتمعاتنا فان الظروف الاجتماعية والسياسية والبيئية التي مر بها وانتشار ظاهرة البطالة والتهجير القسري ادت الى ظهور حالات سلبية اثرت على الاسر)، مبينة انه (نظرا لحاجة الاسر الى المادة من اجل استمرار الحياة وجدت التسول وسيلة سهلة لاتحتاج الى خبرة او بذل جهد كبير اضافة الى ان كبار السن يحتاجون لرعاية خاصة وعدم ايجاد هذه الرعاية يضطرهم للجوء الى الشارع والتسول)، موضحة ان (التسول قد يكون تقليدا بين الاسر ويعد مهنة من خلال قيام شخص بجمع عدد من الاشخاص وزجهم في الشوارع وبعد انتهاء النهار يعود ليجمعهم)،
موضحة ان (هناك حالات اخرى للتسول وهي بيع العلك والمناديل ومسح زجاج السيارات مستخدمين طريقة الالحاح ليجبر الشخص بشراءه او دفع مبلغ له بدون ان يأخذ بضاعته)، مشيرة الى ان (المواطن يعد الطرف الاساسي في انتشار ظاهرة التسول والتشجيع عليها كون ذلك سيجعل من المتسول ان يستجدي يوميا جراء حصوله على مبالغ مالية على الرغم من انه لا يعاني اي باستطاعته اعاقة ان يكسب رزقه بعرق جبينه)، لافتة الى ان (كبار السن والاطفال الذين يعانون اعاقة جسيمة انتشروا في الشوارع مستغلين اعاقتهم لكسب عطف الناس رغم قيام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بتوفير معاهد للعوق وتقديم الرعاية اللازمة لهم ولكن بعض هؤلاء المعاقين لا يجدون الحرية الا في الشوارع لهذا يهرب اغلب المعاقين من المعاهد واللجوء للتسول).
AZP02