إبادة جماعية جهود لمعالجة التلوث البيئي

إبادة جماعية جهود لمعالجة التلوث البيئي
لا توجد في التاريخ القديم او الحديث حضارة نقية انجزها ابناؤها دون ان تكون لها مع الحضارات الاخرى صلات وعلاقات و تأثر و تأثير. وحضارة العراق في الماضي – محاولات
الانبعاث الحضاري في هذا العصر لا تخرج عن هذا الاطار – في مختلف ميادين المعرفة ..
ويستطيع العقل ان يرصد ويبصر (الشواهد) على وجود ماهو مشترك فكري وحضاري عام بين الانسانية جمعاء . وكما يقولون (زماننا يركض بساقين احداهما العلم وثانيهما التلوث).
وصحيح ان للتقدم العلمي ابهاره الذي يصرف الانظار – ولو الى حين – عن التلوث المصاحب له كظله- والعارف ببواطن الامور يضع يده على قلبه اشفاقا من كل انجاز علمي جديد – فهو يدرك ان هناك جانبا مظلما لهذا الانجاز غالبا . وصحيح ان الانسان يعمد الى الافادة من انجازات العلم وابتكاراته بالتطبيق التقني . وصحيح ان خطى سير العلم والتقنية متوازيان .. لكن هذا لا يعني اوزار احداهما تقع بالضرورة على كاهل الاخر .
ويبقى النشاط الانساني في مختلف صورة واشكاله اساس التلوث الكبير فالإنسان يستطيع ان يلوث بيئته حتى بأبسط انواع نشاطه – كالصرف الصحي للإنسان وحيواناته مثلا..
والتقنية نشاط من ارقى انواع النشاط الانساني ومع ذلك فليس من سبيل الى الحد مما تفرزه بعض فروعها من ملوثات خطيرة الا سبيل التقدم العلمي – فالتطور العلمي في صالح الانسان ورفاهيته وسعادته وتزويد عقله بأذرع طويلة يدرك بها غوامض الطبيعة واسرارها واحدا بعد اخر .
في ظل واقع التقدم العلمي والتكنلوجي الذي تشهده بلدان العالم اليوم والذي اصبح بدوره قرية صغيرة ترنو الى مزيد من الحداثة .فكان لسقوط النظام البائد في العراق – 2003م
الاثر والمفتاح الذي فتح ابواب العراق على مصرعيه امام ما تنتجه البلدان من انظمة متقدمة وصناعات متعددة وانشاءات حديثة فبدات تتسابق مؤسسات الدولة ووزاراتها لجلب الاستثمار
واستخدام ما يمكن دون تميز بين الضار والنافع منها بل بشكل عشوائي وبدون دراسة مسبقة
او ضمن ضوابط محددة او شروط بيئية وصحية او تدخل الرقابة النوعية ..
لقد انعدمت هذه الضوابط تماما عندما دخلت بلدنا ملايين السيارات المستعملة والغير مطابقة لشروطنا البيئية ولوثت اجواءنا وكذلك الاطعمة الغير مفحوصة ومعها السيارات المفخخة والارهاب وتسللت الينا خلسة شركات الموبايل نعم ولكنها ليست كشركات الموبايل في دول الجوار .. فهل يوجد ابراج موبايل توضع على اسطح المنازل وفي المناطق السكنية .. وفي دولة غير العراق .. ومن غيرك يا عراقي يتعرض للإشعاعات الكهرمغناطيسية والترددات الميكرويفية وعلى بعد 200م وربما 50م من برج الارسال مباشرة وطول اليوم وعلى مدى سنوات .. ووليرتفع معدل الاصابة بالأمراض الخبيثة الى ارقام غير مسبوقة وفي العالم تعمل شركات الموبايل بالابراج العالية خارج المدن كما ويكفي اي دولة 2 – 3 شركات لتتنافس فيما بينها .. الا العراق المسكين الذي زادت شركات الموبايل فيه عن 7شركات بنفس نظام الابراج (نظام موتورلا 1998 الامريكي) والذي لا يطبق حتى في امريكا ..
الا ان الموضوع الاكثر خطورة من كل ذلك يتعلق بعمل وزارة البيئة فرغم وجود هذا الكم الهائل من الابراج المنزلية داخل المنطق السكنية فهل ان هذه الابراج واجهزتها العاملة تحت المراقبة الصحية والبيئية اصلا ؟ هل حاولت يوما وزارة البئية او وزارة الصحة او وزارة الاتصالات ان تخضع هذه الابراج الى الاختبار وكيف تعمل هذه الاجهزة داخل البرج ؟
وهل هناك معايير وضوابط للترددات ..؟ وهل هنالك اجهزة اخرى تبث أشياء لا نعلمها ..؟
كلا والف كلا فلا وزاراتنا ولا ولاة امرنا يعلمون ما في الابراج ولا خطورتها وماذا تبث لنا ..؟
ولماذا نمرض ونموت .. فليبثوا ما يشاءون وباي تردد يريدون . ولينزولوا مرسلاتهم واشعاعاتها فوق رؤوسنا وبيوتنا .. والحقيقة هي ان الاشعة الخطرة- فوق البنفسجية ولاسيما ذات الموجة القصيرة وحزام الاوزون يحمي الارض واحياءها من تلك الاشعة فانها كثيرا ما تؤدي الى انتشار مرض سرطان الجلد في الناس ولكوننا من المتحمسين لهذا الجهاز الجديد والتقدم التقني الذي رافقها الا اننا يجب ان نتبصر بنواقصه واضراره وهي عديدة ..
وحينما يحذرنا احد من اخطارهذة الابراج التي تحدق بنا في كل طريق مهم نسلكه فهو لا يحول بيننا وبين غاياتنا بقدر ما نسعى لكي نبلغها سالمين امنين .
ونامل ان يسعى الباحثون بداب لكي يتوصلوا الى طريق للحد من مخاطر التلوث والى ذلك اليوم الذي يتوصل العلم الى تلك الطريقة يتحتم على البشرية ان تتعرض لاثار التلوث الناجمة عن سوء استخدام هذه الابراج القاتلة بصمت .
قاسم البلحاوي – بغداد
AZPPPL

مشاركة